{إذا انخفض منسوب المياه فليهرع كل جنود الفرعون ولا يعودون إلا بعد تحرير النيل مما يقيد جريانه}
عبارة فرعونية قديمة وجدت منقوشة على جدران أحد المعابد وعلى جدار مقياس النيل.
هذه العبارة تبين مكانة نهر النيل لدى المصريين القدماء وأنه يمثل لنا جميعا شريان الحياة.
حاولت مصر جاهدة وما زالت تحاول من خلال حقيبتها الدبلوماسية أن تجد مخرجا وحلا يرضي جميع الأطراف في ظل تعسف من الجانب الاثيوبي لم يكن على قدر من المسئولية السياسية والاستراتيجية!
فحق مصر في نهر النيل هو حق مشروع ومكفول لها؛وأن أي مساس بحصتها في مياهه هو مساس بأمنها القومي ولها الحق في الدفاع عن ذلك كيفما شاءت؛وأمام قيادتها السياسية الخيارات كافة للتحرك والمواجهة.
• دولة كبيرة بحجم مصر قادرة أن تواجه وتتغلب على الصعاب بما لها من ثقل سياسي وتواجد تاريخي تمتد جذوره على وجه البسيطة إلى آلاف السنين.
فلم يكن ملف سد النهضة وحده هو الحجر العثرة في طريق تقدم وانطلاق مصر نحو الريادة والخروج من عنق الزجاجة بل واجهت البلاد الكثير من الملفات الشائكة وفق متغيرات إقليمية ودولية كادت أن تعرقل مسيرتها بل وتحولها إلى أتون مشتعل كما حدث في بعض دول المنطقة ولولا عناية الله وتحرك الشعب بجمعيته العمومية في ٣٠يونيو وتفويض قيادته العسكرية لكنا جميعا في مهب الريح.
ولعل من نافلة القول أن أوضح هنا: أننا بالفعل في حرب ضروس منذ ٢٥ يناير ٢٠١١ أبطلنا فيها مخططات التقسيم الذي فجر مياه مجاريه العفنة الخريف العربي المزعوم بعد أن كاد أن يأكل الأخضر واليابس بعد قرابة العام من حكم الجماعة التي زرعت الإرهاب في سيناء ضربا لاستقرار مصر وأمنها القومي.
• واجهنا عدواً في سيناء(بوابة مصر الشرقية)وبالفعل انتصرنا رغم الكثير من التضحيات والدماء الطاهرة التى روت رمالها الصفراء.
وما زلنا نواجه الأحداث في ليبيا(بوابة مصر الغربية)بما تمثل لمصر من سياج أمان واستقرار والعكس .
• ولعل السؤال المتبادر إلى مائدة البحث هنا:
لماذا حول الأغا العثماني البوصلة غربا ناحية ليبيا بعدما كانت متجهة شرقا ناحية سوريا؟
إنه بالفعل يقوم باستقطاب الجماعات المتطرفة والمليشيات والمرتزقة للحرب داخل الأراضي الليبية لتحقيق حلمه ونفوذه داخل المنطقة بحثا عن الطاقة بعدما فشل داخليا وأخفق في الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي ونهبا لثروات ليبيا ولفرض سيطرته وهيمنته على المنطقة ورزع الجماعات وتنظيم داعش على حدود مصر الغربية.
وبذلك لم يعد لمصر خيار آخر في الدفاع عن أمنها واستقرارها في الداخل والخارج معا وبالفعل استطاعت أن تكون حائط سد منيع ضد أطماع المتآمرين.
تبقى على المواطن أن يدرك أين يعيش؟ومن يواجه؟وأن يدرك حجم التحديات والمعوقات التي تواجه البلاد.
لا سيما أن حرب الشائعات تعد أخطر ما يواجه الأمم والشعوب
يشير إلى ذلك الدكتور محمد الخشت، في مؤلفه الذي يحمل عنوان "الشائعات.. أسرار التكوين وفنون المواجهة" الصادر عام 1995، والذي تحدث خلاله عن الحروب النفسية والحروب بين الدول وهو ما يُطلق عليه الآن حروب الجيل الرابع، مؤكدًا أن أحد الجوانب البالغة الأهمية في أي حرب هي الحرب النفسية والتي تعتمد في المقام الأول علي حرب الشائعات وما يقوم به الطابور الخامس.
قد يكون النجاح التام أن تكسر مقاومة عدوك من دون أن تخوض قتالا”. وكانت “الحرب في نظر فون كلاوزفيتز استمرارا للسياسة بوسائل أخرى”
ورغم ذلك فقد تكون الحرب العسكرية هي الخيار الأخير من أجل البقاء.
مصر حين أراد البعض لها الشر سحبت الجميع إلى مرادها الأخير.