تحدثت فى المقالين الماضيين عن الرياضة فى مصر وكيف لم تقم بواجباتها كاملة لكى تصبح قوى ناعمة حقيقية تخدم المجتمع في السلم وفى كل وقت وكان بإمكانها أن تنافس الفن بكل أشكاله والذى يلعب هذا الدور بقوة كبيرة نظرا لإبداع المسئولين عنه.
وقد شاهدنا جميعا كيف وقف أهل الفن أمام الإخوان المسلمين سواء أثناء خريف ٢٥ يناير ٢٠١١ أو حتى فى السنة (السودا) التى تولت فيها الإرهابية حكم مصر رغم التهديدات المستمرة لهم ومحاولات التضييق عليهم إلا أن إيمانهم بالدور الذى يقومون به هزم كل محاولات إجهاضه.
الذى أريد قوله هنا أن المسئولين عن الرياضة في مصر يتابعون بداية الاحتقان مع إثيوبيا من عام ٢٠١١ عندما استغلت تلك الدولة الأفريقية الأوضاع التى تعيشها مصر وشرعت بمساعدة إسرائيل وتركيا وقطر فى البدء ببناء سد النهضة ولم تتحرك الحكومات المصرية المتعاقبة بعد خريف يناير بالصورة القوية والسريعة بل على العكس سعي الإخوان خلال فترة حكم مرسى فى مساعدة إثيوبيا على بناء السد وتقديم التسهيلات أيضا.
صحيح لا نحمل الرياضة المسئولية لكنها كانت قادرة على اللعب دورا مهما خاصة وأن الدول الثلاث التى تعانى الإختلافات حول سد النهضة هى نفس الدول التى قامت بإنشاء الاتحاد الأفريقى لكرة القدم عام ١٩٥٧ وبالتالى كان من الممكن في السنوات السابقة إقامة مهرجان رياضى كبير خلال الفترة الماضية يجمع رياضيى الدول الثلاث ليس فى كرة القدم وحدها بل وفى عدة ألعاب وكأنها أشبه بدورة أفريقية مصغرة تساهم فى تقارب الشعوب التى تلعب دورا مهما فى التأثير على الدول خاصة وأنها هى الباقية.. لكن للأسف لم يفكر المسئولون عن الرياضة فى الدور الحقيقى للقوى الناعمة والرسائل التى يقدمونها للعالم من خلال هذا الدور.
صحيح سبق السيف العزل بعد أن وصلت الأمور فى عملية سد النهضة إلى مراحلها الأخيرة بعد التعنت الواضح من دولة إثيوبيا وتباين الدور السودانى الذى عادة ما يكون ضبابيا فى الأوقات المهمة ولا أدرى ماهو السبب!!
لكن تظل الفرص قائمة ومستمرة للقيام بأدوار مهمة جدا للرياضة فى هذا المجال سواء عبر عقد ندوات من قبل وزارة الشباب والرياضة لتوعية الشباب وكشف كل الأمور بمشاركة نخبة من الخبراء السياسين والعسكريين والأكاديميين لوضع شباب مصر أمام مسؤلياتهم فى هذه الفترة الحرجة من تاريخ الأمة.
أما أن تكتفي الوزارة بما تقوم به وتضيق على نفسها دائرة المشاركة واعتبار نفسها إحدى أهم مؤسسات المجتمع المدنى فأنى أراه قصور غير مبرر يستحق إعادة النظر وعمل إستيراتيجية واضح تليق بحجم التحديات التى تواجهها مصر.
فمثلا كلنا يعرف أن هناك دول عربية تساند حكومة الوفاق الليبية الغير شرعية ومحاولة إستعادة دور الإخوان المسلمين والتغلغل وتفتيت شمال أفريقيا وهنا يمكن لوزارة الشباب والرياضة أن تكثف من لقاءاتها الرياضية مع دول الشمال الأفريقى لإجهاض الحلم العثمانى فى ليبيا والمنطقة بأسرها.
أمور كثيرة يمكن أن تقوم بها تلك الوزارة الخطيرة بكثير من العمل وخلق أفكار جديدة خارج الصندوق وكما نعلم جميعا أن منصب الوزير يجمع بين الجانبين السياسي والفني وبالتالي من الضرورى القيام بالدورين على أكمل وجه وهذا ما نتمناه ليس لوزارة الشباب والرياضة فقط بل لكل مؤسسات الدولة ولمصرنا الحبيبة.
والله من وراء القصد.