السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

«كوبا».. جزيرة الإنسانية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«كوبا» تلك الجزيرة التى لا تبعد أكثر من 90 ميل عن الساحل الأمريكي، والتى عانت من حصار جائر طيلة عقود من الزمان، وهو الحصار الذي يعد الأطول في التاريخ الحديث، لكنه لم يقف حائلا أمام عزمها وإصرارها على مواصلة مضيها قدمًا على طريق تحقيق التنمية المستدامة، لتصبح واحدة من أهم الدول التى تمتلك نظاما صحيا ومجانيا متقدما، وأطباء من ذوي الكفاءة العالية، الحقيقة الثابتة ان كوبا لم تبخل يومًا عن مد يد العون لمن حاق به الخطر، فقد ساهمت كوبا منذ عام 1963 في المهام الإنسانية، فقد كان لها دور رئيسي في هايتي اثناءجائحة الكوليرا، وفي عدد من الدول الأفريقية، في مواجهة فيروس إيبولا، ولم يثنها ما يمر به العالم من أزمة كارثية تتمثل في جائحة كورونا المستجد ”كوفيد 19“ وعدم اكتشاف لقاح له حتى الآن، ومعاناة أكثر من 177 دولة حول العالم منه، عن تأدية واجبها الإنساني في التخفيف من معاناة هذه الدول والشعوب، بدافع من قيمها الفريدة المستمدة بما يزخر به تراثها الإنساني من مكونات حضارية وثقافية وتراثية أصيلة.
فبينما كان العالم ينكأ جراحه النازفة، ويشحذ ويسن كل قواه الواهنة، بعد أن أسقطت جائحة ”كورونا“ اخر ورقة توت عن مزاعم البعض بإمتلاكهم أفضل النظم الصحية في العالم، كانت ”كوبا“ تقف قوية شامخة بأقدام ثابتة راسخة بسلسلة من الإجراءات الفعالة، مما حقق نتائج مثمرة لإخضاع فيروس كورونا والسيطرة عليه بشكل ملحوظ.
وسوف يظل العالم يستذكر مشاهد عشرات الأطباء الكوبيين، وهم ينزلون بفخر من على طائرة حملتهم إلى إيطاليا يلوحون بأعلام كوبا بحماس، في عمل بطولي في لحظات حاسمة مع بدء ذروة استفحال جائحة فيروس كورونا في ايطاليا، في وقت قد تخلى عنها جيرانها الأوروبيون في هذه المحنة.
فكانت لها يد قوية تحاصر الجائحة في الداخل، ويد إنسانية أخرى تمتد إلى العالم للإسراع في تقديم العون والمساعدة، وبذلك تكون قدمت كوبا أبلغ رسالة في التاريخ بشأن إعلاء القيم الإنسانية“