* تمت سرقتها وترويضها لمحاربة أهلها على يد عصابات الصهاينة في الثلاثينات
* اختيرت لذكائها وسرعتها وتكيفها مع شدائد البيئة الصحراوية
* استغنوا عنها وطاردوها بعد انتهاء الاستفادة منها
* "عوكيتس" وحدة الكلاب الخاصة بجيش الاحتلال
قد تتعجب في بداية الأمر حين تعلم أن معظم الكلاب البوليسية التى يستعملها الاحتلال بين صفوف جيشه وشرطته هي في الأصل فلسطينية سرقوها منذ بداية احتلالهم للأرض من البدو الرحل، حيث تمتاز هذه الكلاب لطبيعة المنطقة الصحراوية التى تعيش فيها بالذكاء وصلابة البدن وقوة بنيانها ومتوسط عمره حيث يعيش نحو 17 عاما، لذا قامت عصابات الاحتلال في البداية بمحاولة ترويض تلك الكلاب وإطلاقها على أهلها.
كانت الكلاب التي تهتم بأسراب كنعان تعرف باسم كليف كاناني، وهي الكلمات العبرية تعني كلب كنعان، وهذا النوع اليوم ربما يختلف قليلا عن جده القديم، حيث تظهر رسومات المقابر من بني حسن في مصر، والتي يرجع تاريخها إلى عام 2200-2000 قبل الميلاد حيث كان هذا الكلب موجود وقتها في مصر، وتعود القصة في ثلاثينات القرن الماضي عند بدأ إشتداد موجات الهجره اليهودية لفلسطين تمهيدا لإعلان الاحتلال نفسه كدولة عام 48 تحديد عام 1935 وبحسب موقع " catsbri " المختص في تاريخ سلالات الحيوانات ورعايتها، طلبت مجموعة من الجماعات الصهيونية المقاتلة وخصوصا "الهاجاناه" من عالمة الكلاب النمساوية روديلفا منزل - أستاذ علم النفس الحيواني والمقارن بجامعة تل أبيب - أن تجد لهم كلبا مناسبا لحراستهم ومساعدتهم في حربهم ضد الفلسطينيين، حيث وجدت روديلفا خلال دراستها لأنواع الكلاب الموجوده أن الكلب الفلسطيني والذي كان يطلق عليه وقتها " كلب العرب " هو الأمثل للطلب المنشود لما فيه من صفات تعينه على تحمل الصعاب وظروف الحرب وسرعته التى تميزه عن غيره.
وبحسب الموقع فقد استغرق الأمر ستة أشهر لالتقاط أول كلب، ولكن سرعان ما اكتسبت المزيد وبدأت برنامج تربية. بحلول عام 1948، كان نادي بيت الكلب الفلسطيني قد اعترف بتكاثر وتسجيل 150 من الكلاب. بالإضافة إلى أداء أعمال الحراسة والكشف عن الألغام الأرضية، تم تدريب الكلاب كلاب إرشادية.
تم استيراد أول كلب كنعان في الولايات المتحدة في عام 1965 من قبل أورسولا بيركوفيتش من أوكسنارد، كاليفورنيا. في نفس العام، تم تشكيل نادي كنعان للكلاب الأمريكية. بعد التغلب على العديد من العقبات، تم الاعتراف بـ " كلاب كنعان " من قبل United Kennel Club في عام 1992 وAmerican Kennel Club في عام 1997.
كشف الالغام " كانت تلك المهمه الأهم التى كان على تلك الكلاب التدريب عليها ضمن ما قدمته تلك الباحثه من برامج تدريبية لمجموعة كبيرة لتلك الكلاب الفلسطينية ومن ثم بدأ تدريب هذه الكلاب على تقصى أماكن الجرحى، وإرسال الرسائل، وكان يتفوق على الآلات والحساسات الميكانيكية في ذلك الوقت.
ومن خلال كتاب " من الآخر العربي إلى الذات الإسرائيلية: الثقافة الفلسطينية في صنع الهوية الوطنية الإسرائيلية " رصد الكاتبان الاسرائيليان يوناتان مندل ورونالد رانتا تفاصيل القصه وأكدو أن هذه المدربة نجحت في تدريب هذه الكلاب على مهاجمة أصحابها الأصليين ومن بداية الصفحه الـ 59 رصد الكاتبان مراحل تجنيد هذه الكلاب واكدو أن قوات الانتداب البريطاني طلبت عام 1942 من الـ"هاجاناه" تدريب 400 كلبٍ منها لإرسالها لمساندة قواتها في شمال أفريقيا في مواجهة البدو الذين يغيرون ليلًا على معسكراتها.
وذكر الكاتبان أن العالمة النمساوية هى أول من أطلقت عليه الكلب الكنعانى كما وقامت بتأسيس مركز لتطوير هذا الكلب واختيار الصفات التي رأتها مناسبة لبقائه وتميزه وفي عام 1953 تغير إسمه ليصبح "الكلب الوطني لإسرائيل".
ولكن في نهاية المطاف بدأ جيش الاحتلال باستبدال هذا النوع " كلب الصحراء " بأنواع أخرى من الكلاب التى تأتي من الخارج أبرزها الألماني والبلجيكي والهولندي.
حتى الكلاب لم تسلم من بطش الاحتلال جراء إنهاء خدمتها حيث بدأ الاحتلال في مطاردتها بعد طول سنين خدمتها معهم، فكما ذكر موقع متراس المتخصص في الشأن الفلسطيني أنه وبعد انتهاء حرب 1948، وإقامة دولة الاحتلال، أسست الباحثة منزل مركزا دربت من خلاله الكلاب الفلسطينية على إرشاد ومساعدة فاقدي البصر. وبعدها بدأت بنشر الكلب في العالم، وتأسست بعد ذلك مراكز للعناية بالكلب "الكنعاني" مثل ما يوجد في فَرنسا وكندا وفنلندا، وفي العام 1970 تأسس مركز إسرائيلي لتزويج وتنقيح هذا النوع من الكلاب في منطقة باب الواد غرب القدس وكن وبعد عشرات السنين من عمل المركز ونشر الكلب بابهى حلته إلى العالم، أمرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء المركز بحجة أنه مبني على أرض ممتلكات عامة وهدم المركز صيف 2017.
مما إضطر صاحبة المركز " ميرنا شيبوليث" للهجرة إلى إيطاليا لتكمل عملها مع الكلب بعيدا، وعلقت في حينها: "لقد خذلتني إسرائيل، أنا صهيونية طوال حياتي لكن إسرائيل اليوم ليست إسرائيل التي أردتُ الهجرة إليها أو التي سأهاجر إليها مجددًا". يُذكر أنّ ميرنا مدرّبة وخبيرة في علوم الكلب "الكنعاني"، وقد صدّرت آلاف الكلاب من "إسرائيل" إلى شتّى بقاع الأرض " بحسب موقع متراس ".
كما وقامت سلطات الاحتلال لاحقا بقتل الكثير من هذه الكلاب خوفا من تفشي داء الكلب.
وحدة عوكيتس
تعد هذه الوحده في جيش الاحتلال مخصصه لترويض وتدريب الكلاب سواء كانت الكلاب الفلسطينية أو غيرها من الخارج، لخدمة متطلبات الجيش في المهمات الهجومية والإقتحامات، تتبع الوحدة للقوات البرية.
وبحسب التقارير المنشوره عن هذه الوحده فيتم تدريب الكلاب على القيام بعمليات هجومية، ملاحقة، إنقاذ، استكشاف والعثور على أسلحة ومواد متفجرة، كما وتشارك وحدة الكلاب المدربة القوات العاملة في الميدان لتنفيذ مهام عملياتية متنوعة، وتعمل أيضا في مهام اعتيادية بشكل أساسي لحراسة الحواجز في الضفة الغربية.
وبحسب تقرير نشره موقع عكا – متخصص بالشأن الفلسطيني – فإن الهدف العملياتي لوحدة "عوكيتس" هو إحباط الهجمات ومنع الإضرار بقوات "الجيش الإسرائيلي"، حيث تعتبر الوحدة من وحدات الكلاب المدربة الأفضل في العالم، حيث تأتي الكثير من الوحدات من خارج البلاد لإلقاء نظرة حول أنشطتها.
تستخدم الكلاب حاسة الشم والسمع المتطورة لديها، وكذلك أسنانها الحادة وجسدها المرن للهجوم، للدخول إلى الأماكن الضيقة، أمام عن العلاقة بين الكلب ومدربه بحسب موقع عكا فهي علاقة شخصية جدا. إذ يحصل الجندي على الكلب خلال عملية تأهيل، ويقضي معه فترة طويلة. إن العلاقات الوثيقة مهمة للأنشطة العمليّاتية، وتشكّل جزءًا لا يتجزأ من طابع الوحدة.
ورغم ما ذكر سابقا عن بداية عمل الكلاب في خدمة تنظيم الهجانا منذ ثلاثينيات القرن الماضي، الا أن هذه الوحده تم إنشائها رسميا عام 1974، عقب كثرة العمليات الفدائية في بداية السبعينيات وخلال السبعينيات والثمانينيات شاركت الوحدة في عشرات العمليات السرية، وعملت تحت غطاء كثيف من السرية.
وفي عام 1980 كشف للمرة الأولى عن الوحدة، في عملية تحرير الرهائن في كيبوتس مسغاف " شمال إسرائيل" في ذلك الحين، تعاون جنود "عوكيتس" مع مقاتلي سرية هيئة الأركان العامة ونفّذوا اختراقا ناجحا لتحييد المطلوبين، الذين احتجزوا رهائن في غرفة الأطفال في " كيبوتس مسغاف عام " في حرب لبنان الأولى عملت الوحدة علنيا إلى جانب القوات المقاتلة.
ومن خلال التقارير التى كشفت عن حقيقة تلك الوحده فيستغرق مسار تأهيل المقاتل في وحدة "عوكيتس" 17 شهرا، كما يستغرق التدرب مع الكلاب 8 أشهر، ولكل كلب غرفة خاصة واسعة في المكلبة كما أن هذه الغرف تحتوى على مدافئ خاصة لتدفئتهم في الشتاء،تأكل الكلاب مرتين يوميا صباحا ومساء ووزن الطعام اليومي لكل كلب 620 كيلو.
كما أن هناك برنامج لياقة بدنية كامل يقوم المدربون على استخدامه من مرتين إلى ثلاثة مرات في الأسبوع، وتخرج الكلاب مرتين في اليوم مع الجندي لجولة مدتها 10 دقائق، وبعد بداية الاستغناء عن الكلب الفلسطينية معظم الكلاب في الوحدة هي من نوع الراعي الألماني، البلجيكي، والهولندي- دوبرمان.