الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

نصر عبده يكتب: جيش رشيد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الجميع يعرف الدور الوطني والقومي للجيش المصري، وأنه عماد الدولة المصرية والسند القوي للأمن القومي والمصري والعربي، إنه جيش مصر يا سادة، خير أجناد الأرض، جيش يشهد له التاريخ والجغرافيا، جيش لا يعرف الهزيمة أو الانكسار، جيش لا يعترف بالخضوع أو الخنوع، جيش يسعى لهدفين فقط.. النصر أو الشهادة.
مخطئ كل من يتصور أن الصبر ضعف، والحلم خوف، والتريث والحكمة انكماش أو تردد، لا والله، ولكنه جيش مصر الذي يحمي ولا يهدد، يدافع ولا يهاجم، يصون الأرض والعرض، يقدر ويعي جيدا مقتضيات الأمن القومي المصري والعربي.
الجيش المصري كما قال وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة من أفوى جيوش المنطقة، ولكنه جيش رشيد، يحمي ولا يهدد، وقادر على الدفاع عن أمن مصر القومي داخل وخارج حدود الوطن، وعلى الجميع أن يفحص ويمحص في تلك الكلمات ويتفهم ما بين طياتها من رسائل، مفادها الأول والأخير، أن هذا الجيش المغوار قادر على حماية حقوق مصر وشعبها داخل وخارج حدودها، ولن يفرط في حق واحد من تلك الحقوق مهما كان الثمن، ومهما كانت التضحيات.
وعلى مدى تاريخ طويل، محفور في القلوب والعقول، كان الجيش المصري أقوى وأعرق جيوش المنطقة العربية والأفريقية، وخاض معارك كثيرة حمى فيها وصان، وأثبت للجميع أنه لا يفرط في حبة رمل من أرضه المقدسة، وعلى مر العصور قدم الفكر العسكري المصري مفاهيم وتقاليد الجندية والقتال والشرف، وخاض أبطال العسكرية المصرية معارك كبيرة ضد جيوش ضخمة، هاجمت مصر، لكنها عرفت أنها تحفر قبرها بيدها، وأن من يفكر في المساس بتلك الأرض وشعبها سيلاقي ما لا عين رأت وما لم يخطر على بال بشر.
عودوا إلى التاريخ، ارجعوا بالذاكرة إلى معركة قادش فى عهد الملك رمسيس التانى ضد الحيثيين، ومعركة مجدو في عهد تحتمس الثالث، وفي العصور الوسطى، تذكروا معركة حطين وعين جالوت وفتح عكا ومرج الصفر، وغيرها من المعارك التي دارت بين جيش مصر وأقوى الجيوش آنذاك، ضد المغول والصليبيين، وكانت نتائجها تاريخية، بل غيرت مجرى التاريخ، وعرف الجميع وقتها أن هذا الجيش.. جيش لا يستهان به، فهموا ووعوا جيدا ولو استطاعوا لأرسلوا رسائلهم إلى من يفكر في المساس بمصر الآن ليقولوا له: عد إلى رشدك.. لا تستهين بجيش يعتمد على المقاتل المصري الذي يقف كالأسد يحمي العرين، لملم مرتزقتك وعد إلى أرضك، وأنت أيها الآخر اعلم جيدا أن هذا الجيش لا يفرط في حق من حقوق مصر ولو كان نقطة ماء.