تسعى تركيا وفق مشروعها السياسي للسيطرة على المنطقة العربية عسكريًا وفكريًا، اعتقادًا منها بضرورة عودة الدول العربية التي كانت تحت سلطان الدولة العثمانية، وهنا يعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هذه الدول أمانة عثمانية لا بد أن تسترد، ولعل هذا هو السبب الحقيقي للغزو التركي للأراضي الليبية.
الرئيس التركي يعتقد أنه يسترد الأراضي التي كانت في حوزة أجداده قبل مائة عام، وهنا يستخدم المنطق الأيديولوجي في استعادة أمجاد الأجداد، مسميًا ذلك بعودة الخلافة الإسلامية أو العثمانية، وبالتالي تعود الإمبراطورية العثمانية من جديد وتصبح إسطنبول العاصمة التي تستقطب المهرة من كل مكان تحتله هذه الخلافة بحكم أنها مركز الحكم وبؤرة الفرمان العثماني، كما كان.
في بدايات وصول رجب طيب أردوغان وحزبه للحكم بدأ بعملية انفتاح على العالم العربي والإسلامي، والانفتاح هنا لم يكن لوجود مشتركات هوية، هؤلاء أتراك ومَن ينفتحون عليهم عرب رغم أن الدين عامل مشترك، ولكن العلمانية في تركيا هي دستور الدولة وأغلب الشعب التركي علماني والقليل منهم ينتمي للحركة الصوفية.
على كل الأحوال يمكن القول إن انفتاح أردوغان كان هدفه إعادة احتلال المنطقة العربية، وفرض نفوذه وسيطرته عليها من جديد، مستخدمًا في ذلك فكرة التوغل أو ما يمكن أن نسميه بالمشروع العثماني لإعادة احتلال ما تم احتلاله سابقًا.
ملامح المشروع العثماني قائمة على فرض رؤية تركيا على المنطقة الداعمة لفرض تيارات الإسلام السياسي من السلطة وإعطائها فرصة كبيرة، بهدف إاتمام المشروع العثماني، فكل مشاريع الإسلام السياسي تتفق مع تركيا في ضرورة العمل على عودة الخلافة الإسلامية أو العثمانية وتنصيب أردوغان سلطانًا وخليفة على المسلمين.
تيارات العنف والتطرف هي إحدى أدوات المشروع العثماني، والذي نجح في التوغل عربيًا وأفريقيًا دون وجود رؤية لمواجهته حتى بات الضابط السلجوقي على الأبواب يهدد الأمن وينشر الفوضى، ولعل دوره في ليبيا لا يخفى على أحد.
المشروع العثماني يتحرك وفق خطة منذ أكثر من عقد في مجال الإعلام والتأصيل البحثي وعلى مستويات السياسة والدبلوماسية، كما أن هذا التعاون أخذ بعدًا اقتصاديًا، ولعله وضع مصر في بؤرة تفكيره، فأقام مئات المشاريع الاقتصادية للهدف ذاته، وافتتح قناة "تي آر تي" الناطقة باللغة العربية قبل أكثر من عشرين عامًا وجعل خريطتها البرامجية في الطبخ والأزياء، وقد دعيت لحضور هذا الافتتاح قبل عقدين في بيت السفير التركي بالقاهرة، وكان مثار تساؤل ودهشة من جانبي حول خريطة برامجية جعلت من الموضة والمسلسلات وبرامج الطبخ عنوانًا لفضائية عربية تبث من إسطنبول!
عند التأمل في المشروع العثماني تُدرك أن هدف القناة التي اتجهت ناحية السياسة فيما بعد لم يكن سياسيًا في البداية، فقد كان الهدف الأهم لديهم هو تحقيق غزو عثماني تركي للذوق المصري، عندما نجحوا في ذلك أو عندما اعتقدوا هكذا ففوجئنا باستكمال باقي آليات المشروع، والتي تمثلت في احتضان جزء من المعارضة المصرية وتحديدًا حركة الإخوان المسلمين التي قدم لها الدعم اللوجستي والمالي والسياسي وما زال يقدم هذا الدعم لهذه المعارضة على الأراضي التركية من العام 2011 وحتى الآن.
ملامح المشروع العثماني كانت واضحة منذ سنوات، هدفه الأساسي الاختراق، وتعامل الأتراك باحترافية شديدة مع هذا المشروع بحيث ابتعدوا كثيرًا عن السياسة التي قد تسبب إحراجًا للدول أو تقف عائقًا أمام توغله، فحجم المسلسلات التركية التي تم إنتاجها لا يوصف والتأثير الذي أحدثته لا يمكن مقاومته، وهنا تحصد تركيا ثمرة المشروع العثماني الذي عملت له ومن أجله قبل أكثر من عقدين من الزمان إذا أردنا تدقيق التاريخ الفعلي لتنفيذ المشروع.
على كل الأحوال، على المنطقة العربية مواجهة المشروع العثماني سياسيًا وعسكريًا وإعلاميًا ودبلوماسيًا وفكريًا، وعلى مصر أن تحتضن المعارضة التركية وأن تقدم لها الدعم، وهنا أقصد المعارضة التركية على أراضيها وأن تسمح لهم بنشاط إعلامي عبر فتح عدد من القنوات الفضائية، على غرار ما فعلته تركيا مع الإخوان المسلمين في إسطنبول، فهذه أحد الحلول المهمة لمواجهة المشروع العثماني.
المعارضة التركية في مصر كبيرة ومنوعة ولديها مشاكل حقيقية مع أردوغان وتعاني من الوجود الشرعي بعد تعنت السفارة التركية بالقاهرة في استخراج أوراق ثبوتية تُساعد هؤلاء في تجديد إقاماتهم، مما يضطرهم للهرب إلى أوروبا، وهذا يختلف تمامًا مع النظام السياسي في تركيا مع الإخوان المسلمين، فمستشار الرئيس التركي، ياسين أقطاي، يقوم بتسهيل مهمة أعضاء وقيادات الإخوان وتقديم الدعم المالي واللوجستي لهم لمجرد أنهم إخوان ومعارضون للنظام السياسي في مصر.
مواجهة المشروع العثماني من ضرورات الأمن القومي العربي، خاصة أن تركيا تتعامل مع دول المنطقة بمنطق الغزو الفكري والعسكري والسياسي، ظهرت ملامحه في ليبيا والعراق وسوريا وأفريقيا، ولا بد أن يختفي في مصر بعد إعلان القيادة السياسية مواجهة أي تهديد لأمنها، وطلبها أن يكون الجنود المصريون على أهبة الاستعداد لتنفيذ أي عمليات داخل وخارج الحدود المصرية.. وللحديث بقية.
الرئيس التركي يعتقد أنه يسترد الأراضي التي كانت في حوزة أجداده قبل مائة عام، وهنا يستخدم المنطق الأيديولوجي في استعادة أمجاد الأجداد، مسميًا ذلك بعودة الخلافة الإسلامية أو العثمانية، وبالتالي تعود الإمبراطورية العثمانية من جديد وتصبح إسطنبول العاصمة التي تستقطب المهرة من كل مكان تحتله هذه الخلافة بحكم أنها مركز الحكم وبؤرة الفرمان العثماني، كما كان.
في بدايات وصول رجب طيب أردوغان وحزبه للحكم بدأ بعملية انفتاح على العالم العربي والإسلامي، والانفتاح هنا لم يكن لوجود مشتركات هوية، هؤلاء أتراك ومَن ينفتحون عليهم عرب رغم أن الدين عامل مشترك، ولكن العلمانية في تركيا هي دستور الدولة وأغلب الشعب التركي علماني والقليل منهم ينتمي للحركة الصوفية.
على كل الأحوال يمكن القول إن انفتاح أردوغان كان هدفه إعادة احتلال المنطقة العربية، وفرض نفوذه وسيطرته عليها من جديد، مستخدمًا في ذلك فكرة التوغل أو ما يمكن أن نسميه بالمشروع العثماني لإعادة احتلال ما تم احتلاله سابقًا.
ملامح المشروع العثماني قائمة على فرض رؤية تركيا على المنطقة الداعمة لفرض تيارات الإسلام السياسي من السلطة وإعطائها فرصة كبيرة، بهدف إاتمام المشروع العثماني، فكل مشاريع الإسلام السياسي تتفق مع تركيا في ضرورة العمل على عودة الخلافة الإسلامية أو العثمانية وتنصيب أردوغان سلطانًا وخليفة على المسلمين.
تيارات العنف والتطرف هي إحدى أدوات المشروع العثماني، والذي نجح في التوغل عربيًا وأفريقيًا دون وجود رؤية لمواجهته حتى بات الضابط السلجوقي على الأبواب يهدد الأمن وينشر الفوضى، ولعل دوره في ليبيا لا يخفى على أحد.
المشروع العثماني يتحرك وفق خطة منذ أكثر من عقد في مجال الإعلام والتأصيل البحثي وعلى مستويات السياسة والدبلوماسية، كما أن هذا التعاون أخذ بعدًا اقتصاديًا، ولعله وضع مصر في بؤرة تفكيره، فأقام مئات المشاريع الاقتصادية للهدف ذاته، وافتتح قناة "تي آر تي" الناطقة باللغة العربية قبل أكثر من عشرين عامًا وجعل خريطتها البرامجية في الطبخ والأزياء، وقد دعيت لحضور هذا الافتتاح قبل عقدين في بيت السفير التركي بالقاهرة، وكان مثار تساؤل ودهشة من جانبي حول خريطة برامجية جعلت من الموضة والمسلسلات وبرامج الطبخ عنوانًا لفضائية عربية تبث من إسطنبول!
عند التأمل في المشروع العثماني تُدرك أن هدف القناة التي اتجهت ناحية السياسة فيما بعد لم يكن سياسيًا في البداية، فقد كان الهدف الأهم لديهم هو تحقيق غزو عثماني تركي للذوق المصري، عندما نجحوا في ذلك أو عندما اعتقدوا هكذا ففوجئنا باستكمال باقي آليات المشروع، والتي تمثلت في احتضان جزء من المعارضة المصرية وتحديدًا حركة الإخوان المسلمين التي قدم لها الدعم اللوجستي والمالي والسياسي وما زال يقدم هذا الدعم لهذه المعارضة على الأراضي التركية من العام 2011 وحتى الآن.
ملامح المشروع العثماني كانت واضحة منذ سنوات، هدفه الأساسي الاختراق، وتعامل الأتراك باحترافية شديدة مع هذا المشروع بحيث ابتعدوا كثيرًا عن السياسة التي قد تسبب إحراجًا للدول أو تقف عائقًا أمام توغله، فحجم المسلسلات التركية التي تم إنتاجها لا يوصف والتأثير الذي أحدثته لا يمكن مقاومته، وهنا تحصد تركيا ثمرة المشروع العثماني الذي عملت له ومن أجله قبل أكثر من عقدين من الزمان إذا أردنا تدقيق التاريخ الفعلي لتنفيذ المشروع.
على كل الأحوال، على المنطقة العربية مواجهة المشروع العثماني سياسيًا وعسكريًا وإعلاميًا ودبلوماسيًا وفكريًا، وعلى مصر أن تحتضن المعارضة التركية وأن تقدم لها الدعم، وهنا أقصد المعارضة التركية على أراضيها وأن تسمح لهم بنشاط إعلامي عبر فتح عدد من القنوات الفضائية، على غرار ما فعلته تركيا مع الإخوان المسلمين في إسطنبول، فهذه أحد الحلول المهمة لمواجهة المشروع العثماني.
المعارضة التركية في مصر كبيرة ومنوعة ولديها مشاكل حقيقية مع أردوغان وتعاني من الوجود الشرعي بعد تعنت السفارة التركية بالقاهرة في استخراج أوراق ثبوتية تُساعد هؤلاء في تجديد إقاماتهم، مما يضطرهم للهرب إلى أوروبا، وهذا يختلف تمامًا مع النظام السياسي في تركيا مع الإخوان المسلمين، فمستشار الرئيس التركي، ياسين أقطاي، يقوم بتسهيل مهمة أعضاء وقيادات الإخوان وتقديم الدعم المالي واللوجستي لهم لمجرد أنهم إخوان ومعارضون للنظام السياسي في مصر.
مواجهة المشروع العثماني من ضرورات الأمن القومي العربي، خاصة أن تركيا تتعامل مع دول المنطقة بمنطق الغزو الفكري والعسكري والسياسي، ظهرت ملامحه في ليبيا والعراق وسوريا وأفريقيا، ولا بد أن يختفي في مصر بعد إعلان القيادة السياسية مواجهة أي تهديد لأمنها، وطلبها أن يكون الجنود المصريون على أهبة الاستعداد لتنفيذ أي عمليات داخل وخارج الحدود المصرية.. وللحديث بقية.