قصة متفاعلة تتناقلها الألسنة وتسمعها الآذان وتتلقفها السوشيال ميديا هذه الأيام في صورة بوستات وفيديوهات بل وأخبار على مواقع صحفية إلكترونية، وهو ما أزعج المدينة الهادئة مدينة الخانكة، بمحافظة القليوبية التى أشرُف بالانتماء إليها والسكن فيها، وأصاب أهلها بالهلع والخوف، وخاصةً لارتباط خفاشٍ واحد بمدينة ووهان الصينية بفيروس كورونا المستجد «كوفيد ١٩».، فما بالنا بآلاف الخفافيش في وكرٍ واحد بمنزل مهجور وسط أقدم حى سكنى بالمدينة.
أصل الحكاية أنه منذ نحو ثلاثة عقود كانت هناك عشرات الخفافيش تتخذ من مسجد «السلطان الأشرف» بمدينة الخانكة وكرًا لها، وهو المسجد الأثرى الذى ورثته المدينة من العصر المملوكي، ولاتكاد تصل إلى مطالع المدينة حتى تصافحك مأذنته الشامخة. وعندما شكا الأهالى في ذلك الوقت من الخفافيش التى تسكن هذا المسجد، تكاتف الأهالى لكى يطردوا الخفافيش من حى «الأشرف» ولكن دون أن يقتلوها أو يتخلصوا منها، فهربت عشرات الخفافيش من ذلك المسجد الأثرى لتصل إلى منزل مهجور في حى «القاسمية» نسبةً إلى مسجد «القاسمي»، لتسكن هذا المنزل المهجور المواجه للمسجد الذى يتوسط أقدم الأحياء السكنية بمدينة الخانكة، وبجواره مئات الشقق والمساكن والمحلات والأسواق علاوة على مدرسة ابتدائية أزهرية.
الذى أثار الموضوع وفجّر المشكلة أن عشرات الخفافيش التى سكنت هذا المنزل من أكثر من عشرين سنة تضاعفت أعدادها لتصل إلى آلاف إن لم يكن عشرات الآلاف من الخفافيش، وأصبحت هذه الخفافيش تطير في أسراب مخيفة عند غروب الشمس ولا تعود لوكرها إلا قبل شروق شمس اليوم التالي، بما أصاب الأهالى بالهلع والذعر، وخاصة أن بعض هذه الخفافيش كانت تضل طريقها لتدخل الشقق السكنية وبعض المنازل في المنطقة، وعلاوة على ذلك فإن هذا المنزل المهجور الذى يقع ضمن الكتلة السكنية أصبح يعج كذلك بالزواحف من كل شكل ونوع، والتى تتسلل كذلك من ذلك المنزل إلى المنازل المحيطة.
هذه ليست الحالة الوحيدة في محافظة القليوبية فمنذ أسابيع، ظهرت حالة مشابهة لخفافيش تسكن منزلًا مهجورًا في مدينة شبين القناطر بمحافظة القليوبية أيضًا. وحاول الأهالى ومجلس المدينة طرد الخفافيش ومحاولة خنقها باستخدام الدخان، ولكنها لم تمت جميعًا وطار عددٌ لا بأس به هربًا من الدخان.
وقد تلقى نائب رئيس مدينة الخانكة شكوى من الأهالى للتعامل مع المشكلة، ولكن أعتقد أن إمكانات المجلس تنوء عن التعامل مع هذه المشكلة، لذا فإننى أطلب مساعدة الحرب الكيماوية للقوات المسلحة المصرية لغلق هذا المنزل ومنافذه من الخارج للتعامل مع آلاف الخفافيش، والقيام بالقضاء عليها تمامًا بالأسلوب الذى تراه، علاوة على التخلص تمامًا من الزواحف حتى لا تهرب إلى المنازل المجاورة، ثم يتم تسوية هذا المنزل بالأرض ونقل الأنقاض على حساب مالك المنزل، حتى يتم تأمين المنطقة برمتها من هذا الخطر الداهم.
إننى أعرف بعض سكان مدينة الخانكة الذين حولت الخفافيش حياتهم إلى جحيم؛ حيث كانت تسكن الخفافيش منازلهم، ولا تظهر لهم إلا عند حلول الظلام، وكانت تطارد سكان المنزل في مدخل المنزل أو على السلالم، كلما نزلوا أو صعدوا هذه السلالم، حيث كانت الصرخات تتصاعد من الزوجة والأولاد عدة مرات في اليوم الواحد. والأدهى من ذلك أن بعض أصحاب المنازل هجروا منازلهم أو باعوها هربًا من مطاردة الخفافيش.
إن هذه الخفافيش تذكرنى بفيلم الرعب الشهير «الطيور» The Birds للمخرج البريطانى الأشهر ألفريد هيتشكوك Alfred Hitchcock، والذى يحكى قصة تحول تلك الطيور الوديعة إلى طيور شرسة تهاجم البشر وتستمتع بتذوق دمائهم والتهام أجسادهم.
كما تذكرنى هذه الخفافيش بالقصة المتداولة في مصر والعالم من حيث تسبب خفاشٌ واحد في انتشار فيروس كورونا المستجد في مدينة «ووهان» الصينية ومنها إلى أرجاء العالم كافة، فما بالنا بعشرات الآلاف من الخفافيش التى تكاثرت عبر عشرات السنين، وكانت تتغذى على الزواحف، وربما تحمل أمراضًا أو فيروسات، وقد تصاعدت مخاطرها بالخروج من وكرها طيلة الليل، واحتمال مهاجمتها للبشر قائمة بما قد ينقل العدوى والأمراض والفيروسات.
لذا فإننا أهالى مدينة الخانكة بمحافظة القليوبية نهيب بالقوات المسلحة المصرية وخاصة جهاز الحرب الكيماوية بالتعامل مع هذه المشكلة حتى لا يحدث ما لا تُحمد عقباه.. حفظ الله مصر وأرجاءها من كل سوء