الأحد 20 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

فرنسا تعترف بخطأ التدخل في ليبيا عام 2011.. وتتهم تركيا بالعدوان

الدكتور إكرام بدر
الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
توقع الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، حدوث تطورات إيجابية خلال الفترة المقبلة، فيما يتعلق بإنهاء الصراع الليبي. 
وأرجع بدر الدين توقعه إلى التصعيد الفرنسي الحاد ضد انتهاكات تركيا للقانون الدولي في ليبيا، الذي وصفته باريس بأنه سياسة عدائية، مشيرا إلى أن فرنسا بدأت تعبر عن الندم بشأن موقفها من الأزمة الليبية منذ بدايتها قبل 9 سنوات.
وقال بدر الدين: "ما بين هجوم ضارٍ على تركيا جراء انتهاكاتها وعدوانيتها التي تفاقم الصراع الليبي، وبين إقرار بخطأ التدخل الفرنسي ضد النظام الجماهيري، خلال أحداث 2011، تبدو نبرة التأسف هي الأكثر ارتفاعا في تصريحات المسؤولين الفرنسيين". 
وأضاف: "وزارة الدفاع الفرنسية، اتهمت البحرية التركية بانتهاج سلوك عدواني ضد سفينة فرنسية تقوم بمهمة لصالح الناتو، داعية الحلف إلى عدم دفن رأسه في الرمال بشأن ما تفعله أنقر"، مشيرا إلى أن هذا الاتهام الصريح يمثل تحولا إيجابيا في سياسة فرنسا تجاه ليبيا، خاصة أنها أقرت أيضا بأن تركيا تستغل الناتو، وأنه لا يمكن السماح بذلك،  سفن قبالة سواحل ليبيا، منتهكة قرار حظر التسليح. 
وألقى بدر الدين الضوء على ما تتناوله وسائل الإعلام الفرنسية، المعروفة بقربها من الحكومة، والتي عبرت عن أن باريس باتت تعلم أن التدخل الذي جرى خلال اضطرابات 2011 وسعيها لإسقاط نظام العقيد القذافي، هو أخطر أخطاء السياسية الخارجية الفرنسية، منذ قيام الجمهورية الخامسة عام في منتصف القرن العشرين. 
 الكاتب رينو جيرار، ذكر في مقال بصحيفة نشرته صحيفة "لوفيجارو" العريقة، تحت عنوان: "التوغل المثير للقلق لتركيا في ليبيا" أن: "الرئيس التركي أردوغان نجح في التحرك داخل ليبيا بشكل منهجي لدفع مشروعه الكبير الهادف إلى استعادة أمجاد الدولة العثمانية، بعد أن عرف كيف ينتظر الوقت المناسب لذلك، وهو ما يستوجب الندم الفرنسي، خاصة أن إبعاد الغرب عن ليبيا هو أحد أهداف ما يجري حاليا، كما أن التطورات ستمنح أنقرة فرصة لابتزاز أوروبا مجددا بورقة المهاجرين، لكن هذه المرة من البوابة الليبية".
هذا ما استشهد به بدر الدين لتأكيد أن التغير الحاصل في سياسة فرنسا تجاه ليبيا، ليس وليد غضب طارئ وسيمر، وإنما هو تغيير في النهج قد يفضي إلى تحرك إيجابي يساعد على إنهاء الصراع الليبي قريبا. 
وربط بدر الدين بين الموقف الفرنسي، وتصريحات سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي المخضرم، الذي حاول كبح جمال الميل الأمريكي الواضح نحو دعم  حكومة السراج، وحليفها التركي.
وقال بدر الدين: "وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، حاول بتصريحاته إعادة التوازن للتأثير الأمريكي على الأزمة الليبية، بتأكيده على ضرورة أن يتحول هذا التأثير إلى مساعدة بناءة تعزز جهود وقف إطلاق النار وإنهاء الصراع". 
لافروف أكد في تصريحات صحفية، أنه يجب دعم وتشجيع جميع أطراف النزاع في ليبيا، على الاجتماع حول طاولة المفاوضات، دون أي شروط مسبقة، موضحا أن موسكو تتبع هذا النهج فيما يتعلق بإجراءاتها لدعم التسوية الليبية، وهو ما يعلق عليه بدر الدين بالقول إن هذه التصريحات تدل على موسكو ضاقت ذرعا بالدعم غير المشروط الذي تقدمه واشنطن لحكومة السراج.
وزير الخارجية الروسي قال إن موسكو وهي ترحب بالتأثير الأمريكي في ليبيا، تدعو واشنطن إلى استغلال نفوذها لتعزيز جهود وقف إطلاق النار بين كل الأطراف المتنازعة، موضحًا أنه لا يعرف الخطوات الملموسة التي يمكن للولايات المتحدة اتخاذها لدفع التسوية الليبية، لكن أي تحرك في هذا الاتجاه سيكون مرحبا به، خاصة أن واشنطن من بين الدول التي شاركت في مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية. 
وأشار بدر الدين إلى أن هذا الموقف الروسي يضع واشنطن أمام مسؤولياتها السياسية تجاه الصراع الليبي، في ظل ما تتمتع به من تأثير واضح وعميق على حكومة السراج، ومن ورائها تركيا، وهو ما يجعلها قادرة على الضغط في اتجاه إنهاء الصراع.