قدم قصر ثقافة القليوبية التابع للهيئة العامة لقصور لقاء بعنوان "معلومة عن آلة" ضمن سلسلة تطلقها إدارة الشئون الفنية بثقافة القليوبية، للتعريف بالآلات الموسيقية، وذلك في إطار مبادرة وزارة الثقافة التي أطلقتها تحت شعار الثقافة بين إيديك.
"آلة الكولة" هي قصبة جوفاء مفتوحة الطرفين مقسمة إلى أربعة أجزاء يكون عادة الجزء الفوقي أقصر من الأجزاء الأخرى، تحتوي على ستة ثقوب أمامية، في حين لا يوجد أي ثقب في الخلف، وهذا أحد الاختلافات مع آلة الناي.
طريقة العزف على هذه الآلة تشبه الناي من حيث شدها إلى الشفتين، أما كيفية استخدام الأصابع فهي تختلف.
كلمة "قولة" مشتقة من فعل قال يقول أو "يَقُولُ" مع تفخيم القاف في اللهجة الصعيدية، وهذا الاشتقاق له مبرره بحيث يقال لعازف الآلة "قُولُ" مع تفخيم القاف ولا يقال له "اعزف" ومن هنا أُطلقت التسمية، ويوجد في مصر من يطلق عليها اسم "كولة" ويمكن أن يكون هذا الاسم تهذيبًا أو تحريفًا للاسم السابق.
للكولة أحجام مختلفة إذ نجد أنواعا طويلة وأخرى قصيرة ويطلق اسم "سلامة أ"و "عفاطة" على النوع الصغير منها.
يوجد هذا النوع من الآلات الهوائية عند أهل الصعيد في مصر.
لم تحظى "الكولة" بشهرة الناي لدى معاهد الموسيقى العربية، خاصة وأن "الناي" يتم تدريسه، بخلاف الكولة فهي لم تدرس وبالتالي لم تشتهر وسط عموم الناس، لكونها آلة مفتوحة ليس لها "نوتة موسيقية" وكتب، وكذا معلمين، كآلة "الناي".
إن آلة الكولة لم تضم إلى التخت الكلاسيكي في مصر إلا في السنوات الأخيرة إذ بقيت تستعمل في الموسيقى الشعبية إلى أن طوعها أحد عازفي الناي فيمصر وهو عبد الله نصر الله إلى التخت الشرقي فأصبحت تأخذ مكانها في الجوقة الحديثة.
دخلت مؤخرا إلى تونس وحاول بعض عازفي الناي استغلالها.
وتتميز الكولة عن سائر الآلات الهوائية الأخرى بصعوبة استخراج الأصوات وإيجاد الدرجات بالدقة المطلوبة، فمن نفس الثقب يطالب العازف باستخراج ثلاث درجات مختلفة على الأقل.
تختص الكولة بطابع صوتي مميز، ذلك أن الأنغام التي تستخرج منها تفوق أنغام الآلات الهوائية الأخرى من حيث النعومة والشجى والرقة وكذلك من حيث القدرة على التأثير في النفوس وهي أقرب إلىالإحساس البشري خاصة عندما يكون عازفها ذا شعور مرهف.