الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

على أبواب الثانوية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تدق القلوب وتدعو الأرواح وتنشغل العائلات في كل عام، وكأنها في معسكر حربى استعدادًا لمعركة خالدة تسمى امتحانات الثانوية العامة. الشغل الشاغل والسنة المفصلية، والوقوف انتباه أمام غرفة ولادة المستقبل التى يخرج منها الطالب والطالبة إلى عالم أرحب يحدد ملامح مستقبله، بعد امتحانات تقرير المصير. وهذا العام كما نعلم جميعًا هو عام الظروف الخاصة، والتعاطى مع المجريات من منطلق مختلف، يلعب لعبة الذكاء والمرونة والتفكير خارج الصندوق مع الفيروس. رأينا كيف حبسنا كورونا -كوفيد ١٩- في منازلنا. 
كيف تحولنا من التعليم المباشر وجهًا لوجه مع معلمينا في المدارس وأساتذتنا في الجامعات إلى شبكة الإنترنت ووسائل الاتصال باختصار - التعليم عن بعد- خوفًا من تفشى الوباء وقمعًا لتزايد أعداد المصابين وتقليلًا للإصابة. فكانت فكرة الأبحاث مثل دول العالم. وككل جديد انقسم المجتمع بين مشجع ومعارض، وزادت التكهنات. 
وخاض من خاض في بركة التشاؤم التى حفرها من لا يعلم ليقع فيها من لا ينظر أمامه أو من ينساق خلف خبراء الفتاوى التى لا تعتمد المنهج العلمى في الرؤية. أو التوقعات القائمة على مقاييس دونما تفكير. انطلقنا في منظومة الأبحاث لجميع السنوات التى تعقد فيها امتحانات ورقية للطلاب. 
وبقيت رمانة الميزان الثانوية العامة، التى ستبدأ بعد أيام، ويعرف الجميع كيف سيتم التعامل مع المواد الدراسية التى لا تضاف إلى المجموع المؤهل للجامعات. وكيف تم تقليص عدد الطلبة المتواجدين داخل اللجان، وكيف يتم تعقيم اللجان بالفعل. 
الكل يعلم ما بذلته الوزارة من جهد وما تكبدته الدولة من مبالغ لكى نحافظ على أرواح وراحة الطلبة والطالبات حتى تمر امتحاناتهم بسلام وأمان وصحة وعافية، بعيدة عن عدوى الوباء بل إن الوزارة تركت للطلاب حرية الاختيار في أن يتقدموا لأداء الامتحان من عدمه دون أن تحتسب هذه السنة الدراسية من سنواتهم الدراسية وأنهم سيتقدمون لأداء الامتحان في العام المقبل، وكأنهم طلبة نفس العام وليس العام الماضي. 
أى أننا أمام منظومة تحافظ على أرواح أبنائنا وبناتنا. منظومة يجب علينا أن تساعدها ونتعاون معها في ذلك بعد التجمع أمام لجان الامتحانات أو الذهاب إلى مقار اللجان منعًا للتزاحم الذى يمكنه أن ينشر العدوى فنضر أبناءنا بدلًا من حمايتهم. 
إذا كانت امتحانات الثانوية العامة معركة مصير فالتزاحم أمام اللجان هو بدء الهزيمة في معركة الفيروس وانتشاره. 
أتمنى من جميع الأمهات والآباء الالتزام والدعاء والصلاة في المنازل وتوفير وسيلة مواصلات آمنة في موعد محدد وأماكن محددة حول اللجان، وليس أمامها ليعود أحبابهم معهم إلى منازلهم آمنين مطمئنين ويكملوا امتحاناتهم في سلام وأمان حتى تعم الفرحة على الجميع. 
لا فرحة واحدة بل فرحتان. فرحة النجاح وفرحة السلامة. وأنتم يا طلاب الثانوية العامة ٢٠٢٠ أنتم في القلب. أنتم مميزون. بهدوئكم واتباعكم القواعد ستعبرون إلى بر السلامة إن شاء الله مكللين بالنجاح. 
وسنسمع زغاريد أكثر فرحًا وأكثر بهجة لأنها ليست زغاريد الفرح بل زغاريد الفرح بالنجاح والانتصار على الفيروس.