أكد الدكتور أكرم الزغبي، أستاذ القانون الدولي، أن تركيا تنفذ خطة ممنهجة للسيطرة على ليبيا عسكريا وسياسيا، مشيرا إلى أن الدليل على ذلك هو بدء مباحثات بين أنقرة وحكومة الوفاق برئاسة الإخواني فايز السراج، من أجل إقامة قاعدتين عسكريتين، على الأراضي الليبية.
وقال الزغبي: "يبدو أن موعد حصول الغازي التركي على مكافأة دعمه للإرهاب في ليبيا آن أوانه، بعدما كشفت مصادر دبلوماسية تركية عن محادثات وشيكة ستنطلق بين أردوغان والسراج، من أجل إقامة قواعد عسكرية تركية على التراب الوطني الليبي".
وأوضح أن المصادر التركية أشارت إلى أن البداية ستكون باستيلاء أنقرة على قاعدة الوطية الجوية، التي تبعد 145 كلم، جنوب غرب طرابلس، ومعها قاعدة مصراتة البحرية، لافتا إلى أن المساعي التركية لإنشاء قواعد عسكرية في ليبيا، تمثل خطوة على طريق هيمنة أنقرة على البلاد بشكل دائم، في احتلال جديد يستهدف فرض الوجود التركي على البحر المتوسط.
حكومة السراج لن تمانع في منح أنقرة ما تريد، مكافأة لأردوغان على دعمه غير المحدود للمليشيات المسلحة التابعة للسراج بالمرتزقة وإرهابيي داعش، بالإضافة إلى مدها بالأسلحة المتطورة، وفق ما يرى المراقبون، هذا ما أكده الزغبي مشيرا إلى ما كشفت عن المصادر التركية لوكالات الأنباء، من أن أنقرة تستعد لنشر طائراتها المسيّرة، وأنظمتها للدفاع الجوي، بقاعدة الوطية الجوية، بغرض إحكام السيطرة على طرابلس ومحيطها، بالإضافة إلى اتخاذ خطوات مماثلة في ميناء مصراتة الساحلي، لتحويله لقاعدة بحرية إنشاء قوة مهام بحرية قبالة السواحل الليبية.
وأكد الزغبي أن حديث تركيا عن التوسع في تعاونها مع حكومة السراج بمجالي الطاقة والبناء، يكشف بجلاء عن خطة ممنهجة للهيمنة على مقدرات الليبيين، بحيث تستطيع أنقرة بمرور الوقت أن تتحكم في جوانب الحياة الليبية سواء سياسيا أو عسكريا أو حتى اقتصاديا.
