الجمعة 27 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

القوى الناعمة «2».. رسالة إلى وزير الرياضة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحدثت كتب كثيرة وخبراء على مر عصور بعيدة، عن الدور الكبير الذي تلعبه الرياضة كقوي ناعمة لإصلاح ما تفسده السياسة.. وكم من مرة عرفنا ادوار كبيرة للرياضة في إنقاذ العالم من براثن الحروب والاحتقانات وغيرها.
ولعلك عزيزي القارئ تتذكر مباريات تنس الطاولة بين المنتخبين الأمريكي والصيني والتي أعقبها زيارة الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان إلى الصين في السبعينات وانتزاع فتيل الحرب قبل أن تقع بين قوتين كبيرتين.
ونعود إلى الوراء كثيرا بل وأبعد من قرن مضي لنتذكر الأولمبياد الحديثة التي بدأت عام ١٨٩٦ وشعار اللجنة الاولمبية التي تحتضن فيه القارات الخمس بعضها البعض في صورة دوائر معبرة عن الدور التي ستقوم به من أجل إقامة دورات أولمبية يشارك فيها العالم تحض على التعايش السلمي بين أبناء العالم في تقارب رياضي شريف بدلا من التناحر.. ولا ننسي أيضا توقف الحرب العالمية الاولي قبل قرن من الزمان للإحتفال بيوم الكريسماس بل ورمي الجنود المتناحرون السلاح ورفضوا الإنصياع لاوامر قادتهم وأقاموا مباراة لكرة القدم رغم الجثث المتناثرة والدماء والأحقاد التي قادت إلى تلك الحرب التي قضت على الملايين من البشر وشردت مثلهم ناهيك عن الدمار وما خلفته من مجاعات وغيرها..
تلك أمثلة قليلة من كثير يحتضنه التاريخ بين ضفتي مجلداته يؤكد من خلاله على أن الرياضة تستطيع أن تلعب دور القوي الناعمة بإمتياز خاصة في الأزمات التي يشهدها العالم.
وكم من مرة شاهدنا إقامة مباريات عالمية يشارك فيها النجوم لصالح الذين تضرروا من وقوع بعض الكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين وغيرها وكذلك لصالح المصابين بأمراض مستعصية وخطيرة وأيضا من جار عليهم الزمن من الرياضيين وغيرهم.
تلك الأدوار الإنسانية العظيمة للرياضة قادرة على إنتزاع الكثير من المشكلات التي تحيق بالعالم وأيضا لزيادة التقارب بين أبناء الوطن الواحد.
وبما أننا نعيش الآن جائحة لم تخطر على بال البشر الذي يعيش أغنياؤه في حالة تعال على الأرض وكأنهم قادرون عليها.. وإذا بالله يبعث إليهم بوباء لا تراه العين المجردة يوقف الحياة تماما ويخلف القتلي والمصابين ويحول المال إلى أوراق غير ذي قيمة ويوقف دوران عجلة الحياة في أغلب دول العالم.. ولعله درس قاس ورحيم في النفس الوقت حتى تعود البشرية إلى الفطرة التي فطرنا الله عليها!!
هذا الأمر يجعلنا نفكر مليا في القيمة الحقيقية التي يجب أن تكون عليها الرياضة وهي أكبر من كونها تنافس من أجل الفوز بمسابقة أو جمع للمال بل يجب أن يكون لها أدوار أكبر وأهم لخدمة الإنسانية كقوي ناعمة حقيقية.
فهل فكر القائمون عن الرياضة في مصر في إعداد سيناريوهات متعددة لإقامة مهرجانات رياضية بعد انتهاء هذا الوباء وتخصيص دخلها لصالح من ضحوا بحياتهم من أجلنا سواء من أبناء الجيش الأبيض أو غيرهم؟.. ولماذا لم يفكر المسئولون حتى من قبل كورونا لإقامة مثل هذه المهرجانات لصالح أهالي الشهداء والمصابين من الذين قدموا الغالي والنفيس في الحرب على الإرهاب التي تشهدها أرض الفيروز الطاهرة؟.
لقد انتزع الفن لقب القوي الناعمة انتزاعا لأنه حريص على أن يقوم بهذا الدور تجاه المجتمع بشكل مستمر وآخره المسلسل العظيم (الإختيار) التي تعلقت به القلوب طوال شهر رمضان المبارك وبني قاعدة جديدة لشباب هذا الوطن ترتكز على قيمه ومبادئه وإنتمائه لهذا الوطن العظيم.
إن الرياضة أمامها فرصة عظيمة لكي تؤكد من جديد أنها إحدي ركائز القوي الناعمة التي ساهمت في الشيئ الكثير ولديها القدرة على تقديم ما هو أكثر لهذا المجتمع العظيم الزاخر بالتضحيات من أبنائه كل في مجاله..
علينا أن نخلد أعمالنا ونحن أحياء فالخلود لا يرتبط بالحياة أو الموت بقدر ما يرتبط بالتضحيات والحب والعطاء والولاء وما أعظم هذا الشعب الذي يكفيه فخرا قول رسول الله صل الله عليه وسلم أنه خير أجناد الأرض.
والله من وراء القصد.