الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

التحالف الدولى لخدمة الإنسانية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أظهرت جائحة كوفيد-١٩ حاجة العالم إلى إعادة ترتيب أولوياته، وإلى زيادة التعاون في مجالات عديدة لخدمة الإنسان، وعلى رأس هذه الأولويات تأتى الحاجة إلى التعاون في مجالات الصحة والبحث العلمى ومجابهة الأوبئة. ولما كانت تطعيمات حديثى الولادة والأطفال التى تقى من الإصابة بالعديد من الأمراض الفتاكة مثل الاتهاب الفيروسى الكبدى (ب)، الدفتريا والتيتانوس والسعال الديكى، شلل الأطفال، الحصبة والحصبة الالمانى والحمى النكفية، الالتهاب السحائى وغيرها، تتكلف أموالا طائلة، لاتقدر على تحملها الكثير من الدول النامية، فقد تشكلت هيئة دولية تحت مسمى «جافي» تهدف إلى توفير التطعيمات لكل الأطفال في الدول النامية.

"جافي» (Gavi) هو الاسم المختصر للتحالف الدولى للقاحات والتطعيم

"Global Alliance for Vaccines and immunization» وهو تحالف دولى من حكومات دول ومؤسسات دولية وخاصة وجهات مانحة، أى شراكة بين القطاع الحكومى والقطاع الخاص (Public-Private Partnership) «جافي» أُنشئت سنة ٢٠٠٠، ومقرها الرئيسى في سويسرا، والهدف الأساسى منها هو توفير اللقاحات والتطعيم لحديثى الولادة والأطفال في البلاد النامية. وخلال العقدين الماضيين، أثبت تحالف «جافي"نجاحه في توفير اللقاحات لمئات الملايين من الأطفال في الدول النامية. التحالف يشمل في عضويته المنظمات الدولية المختصة مثل منظمة الصحة العالمية، واليونيسف، والبنك الدولى، والشركات العاملة في صناعة اللقاحات، بالإضافة إلى المؤسسات البحثية، والمجتمع المدنى، ومؤسسة بيل وميليندا جيتس التى تبرعت وحدها بمبلغ ١.٥ مليار دولار منذ العام ٢٠١٣ وحتى اليوم.

وفى يوم الخميس الموافق ٤ يونيو ٢٠٢٠، استضاف رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون، قمة عالمية افتراضية (عبر الإنترنت) مع رؤساء وممثلين أكثر من ٥٠ دولة، من بينهم الرئيس عبدالفتاح السيسي، والذى ألقى كلمة مهمة في هذا اللقاء.

كان الغرض من القمة توفير مبلغ ٧.٤ مليار دولار لشراء وتوزيع اللقاحات اللازمة لقرابة ٨٠٠ مليون طفل خلال السنوات الخمس المقبلة (٢٠٢١-٢٠٢٥)، ومساعدة البلدان النامية على مواجهة الأزمة الاقتصادية التى نتجت عن جائحة كورونا. كانت المفاجأة السارة أن القمة قد نجحت في توفير ٨.٨ مليارات دولار، أى بزيادة ١.٤ مليار دولار عن الهدف الذى حدده جونسون في افتتاحه لأعمال القمة. وتم تخصيص مبلغ ٥٦٧ مليون دولار لاستكمال الأبحاث الخاصة باكتشاف تطعيمات خاصة بفيروس كورونا المستجد، وتوفيره لبلدان العالم النامية بأسعار معقولة.

وفى كلمته أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي ضرورة تكاتف المجتمع الدولى لتقديم اللقاحات الروتينية ضد الأمراض الفتاكة، وأوضح أن مصر سوف تكون شريكًا فاعلًا في الأبحاث الجارية للتوصل إلى لقاح لفيروس كورونا المستجد، فضلًا عن حرص مصر على تقديم كل الدعم والمساعدة لبعض الدول الصديقة، كترجمة للتضامن العالمى.

وأكد الرئيس على استعداد مصر لنقل تجربتها الناجحة في تطبيق برامج التطعيمات الإجبارية، التى أقرتها منظمة الصحة العالمية، والتى ساهمت في الحد من أمراض ووفيات الأطفال، إلى البلدان الأخرى. بالإضافة إلى استعداد مراكز الأبحاث المصرية للمساهمة في أبحاث وتصنيع اللقاحات، وتدريب الكوادر الطبية، وإجراء التجارب السريرية الإكلينيكية للقاحات الجديدة.

في الخلاصة، أرى ان لدى مصر خبرات متراكمة في مجال الطب الوقائى، اكتسبتها من الجائحات الميكروبية التى تعرضت لها منذ القرنين التاسع عشر والعشرين. وأن لمصر تجربة رائدة تمثلت في حملة «١٠٠ مليون صحة» للمسح والعلاج لفيروس الالتهاب الكبدى (س). وأن مصر تمتلك مايمكن أن تقدمه للعالم، وماتساهم به في خدمة الإنسانية.