** المقال الأخير للزميل الكاتب الصحفي علي محمود أحد كتاب المقال بالبوابة والذي رحل عن دنيانا اليوم
نظرًا لمكانة مصر وموقعها الاستراتيجى ظلت طوال التاريخ مطمعًا للأعداء، ولم تسلم مصر في عصرها الحديث من التهديدات والتحديات والمؤامرات ووجدت القوى الاستعمارية في الشياطين الثلاثة: الإخوان وقطر وتركيا، حيث كون هؤلاء شبكة الخيانة والمؤامرات لتنفيذ المشروع الصهيو- أمريكى في المنطقة العربية وأصبح أمام مصر ٤ تحديات للأمن القومى العربى والمصرى وهي:
أولًا: ثلاثى الإرهاب والمؤامرات والخيانة وهم: الإخوان وقطر وتركيا وهؤلاء الثلاثة ينفذون مخطط أعداء الأمة العربية، وأصبحوا يشكلون خطرًا داهمًا على الأمن القومى العربى في كل من مصر وسوريا وليبيا والعراق واليمن. وقد كشف الخبير السياسى البريطانى «مارك كيريتس» في كتابه المهم: «فضائح سرية» «أن أجهزة الاستخبارات الأجنبية رأت في التنظيم الإرهابى للإخوان وكل التنظيمات الإرهابية التى خرجت من عباءتها مثل تنظيم القاعدة وداعش وبيت المقدس هى تنظيمات إرهابية متطرفة ومعادية للدولة الوطنية المصرية يمكن أن تهدد أمنها القومى بدعم مالى وسياسى وسلاح لنشر الفوضى الخلاقة في مصر والدول العربية لتنفيذ المخطط الصهيو - أمريكى للشرق الأوسط الجديد. لكن بفضل ثورة الشعب المصرى في ٣٠ يونيو ٢٠١٣ والسقوط الأعظم للإخوان والمشروع الصهيو -أمريكى وجدت الجماعة الإرهابية الملاذ الآمن في قطر وتركيا، حيث المؤامرات والخيانة والتخطيط لكل جرائمهم لنشر الفوضى الخلاقة في مصر لكنهم فشلوا بفضل القيادة الحكيمة للرئيس السيسي ومساندة الشعب للجيش والشرطة للقضاء على شياطين الإرهاب في سيناء والوادى.
ثانيًا: سوريا في مواجهة إسرائيل والإرهاب عندما تولى بن جوريون أول رئيس لحكومة العدو الإسرائيلى المحتل للأرض العربية في فلسطين قال: «لا تعنينى أن تمتلك إسرائيل القنبلة الذرية بقدر ما يعنينى أن نفتت ونقسم دول المواجهة الثلاث مصر وسوريا والعراق».. وما يحدث في العراق وسوريا اليوم وما حدث في مصر بعد ثورتى ٢٥ يناير و٣٠ يونيو.. يؤكد ما قاله رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى. والمعروف أن سوريا حائط صد لمصر ضد العدو الإسرائيلى وسوريا أيضًا خط الدفاع للأمن القومى المصرى لذلك مصر لديها جيشان: الجيش الثانى والجيش الثالث الميدانيين أما الجيش الأول لمصر فهو الجيش العربى السورى لذلك ينبغى أن نسعى في عودة سوريا للجامعة العربية وطرد قطر التى تتآمر على العرب لصالح أعداء الأمة العربية.
ثالثًا: ليبيا تحارب إرهاب الإخوان وتركيا: وتعتبر ليبيا التى ترتبط بالحدود مع مصر من الجهة الغربية لمسافة تزيد على ١٢٠٠كم، وهى أيضًا جزء من الأمن القومى المصرى.. وتسعى تركيا أردوغان لاحتلال ليبيا بالإرهابيين للاستيلاء على ثرواتها النفطية بمؤامرة أساسها مذكرة التفاهم بشأن تعيين الحدود البحرية في البحر المتوسط ومذكرة التفاهم بشأن التعاون الأمني والعسكرى، الموقعتين في نوفمبر ٢٠١٩ بين تركيا وفايز السراج، ومذكرتا التفاهم تتعارضان مع القانون الدولى وحظر السلاح الذى تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا. وتبذل مصر قصارى جهدها الدبلوماسى للحفاظ على الدولة الوطنية الليبية ومساندة الجيش الوطنى الليبى بقيادة وزير الدفاع المشير خليفة حفتر.
رابعًا: سد النهضة والحقوق التاريخية لمصر في مياه النيل: وتعتبر هذه القضية زى ما قال الرئيس السيسي قضية حياة ووجود بالنسبة للشعب المصرى، وقد أكد سامح شكرى، وزير الخارجية، أن مصر شاركت في جولات المفاوضات المكثفة التى عقدت طيلة خمسة أشهر، والتى شاركت فيها الدول الثلاث: مصر والسودان وإثيوبيا، حيث قامت الولايات المتحدة بالتنسيق مع البنك الدولى بإعداد اتفاق متوازن وعادل على أساس المفاوضات التى جرت بين الدول الثلاث وقواعد ملء وتشغيل سد النهضة وإجراءات مواجهة الجفاف والشح المائى وبعد أن انتهت المفاوضات انسحبت إثيوبيا من حضور التوقيع على الاتفاق ولم توقع السودان ووقعت مصر بالأحرف الأولى تأكيدًا على حُسن نيتها وصدق إرادتها السياسية. ومنذ عصر الفراعنة والنيل يتدفق إلى مصر وأطلق القدماء المصريين على بلدنا «هبة النيل» والعبث بمياه النيل تهديد للأمن القومى ولحياة المصريين.. وهذا مرفوض تمامًا. وبعد سقوط حكم البشير ظهرت أصوات سودانية مثقفة طالبت بتغيير موقف السودان من سد النهضة نظرًا لآثاره المدمرة على السودان وطالبوا الفريق برهان بالتدخل، مؤكدين أن إعلان إثيوبيا بدء ملء خزان سد النهضة دون اتفاق ثلاثى يمثل إعلان حرب يهدد وجود السودان. وقد أكد المهندس عبدالكافى الطيب أحمد خبير الرى بدولة السودان أن الإخوان لا يزالون يسيطرون على وزارة الرى السودانية.
والمؤكد أن العلاقة بين شعبى وادى النيل.. مصر والسودان علاقة متأصلة في التاريخ وتربط مصر والسودان.. تحديات مشتركة ومصير واحد، ومخاطر سد النهضة واحتمالية انهياره تهدد الأمن والسلم الدوليين في مصر والسودان.