القوى الناعمة هي السر الحقيقي والمهم التي تعتمد عليه الدول عندما تكون في مفترق الطرق مثل الثورات والمؤامرات وحتى الوباء؛ لأن تأثيرها عظيم وقد يفوق مؤسسات كثيرة أكثر تنظيما في الدول لما لها من تأثير قوي ومباشر على الشعوب وتوجيه الرأي العام.
فهي أشبه بحقنة الوريد التي يذهب دواؤها إلى الدم مباشرة على عكس الأقراص والكبسولات التي تمر بمراحل متعددة.
تصورت ومعي الكثيرون أن الرياضة والفنون بمختلف أشكالها سوف تبدع في هذا التوقيت الذي حبسنا فيه وباء الكورونا بالبيوت وأصبح الملل يتسرب إلى نفوسنا ببطء شديد لكن القليل منهم الذي فكر وفعل مثلما حدث مع بعض الحفلات الغنائية التي قدمها بعض كبار المطربين من خلال الشاشة الفضية وبالمنطقة الساحرة لأهرامنا الرائعة وأبو الهول الذي لا يعي الكثير لفيروس كورونا مثلما صمد أمام أحداث كثيرة سابقة.
ووزارة الشباب والرياضة تستطيع بشيئ قليل من الإبداع أن تفكر في تقديم بعض الأعمال التي تتناسب مع الظروف التي نعيشها وبالتعاون مع الأندية والمبدعين في هذا المجال دون الخروج عن النص والعمليات الاحترازية والانضباط بقرارات الحكومة وغير ذلك.
لكنها آثرت الصمت ولم يفكر المسئولون عنها حتى في إعادة صياغة قانون الرياضة الذي يحتوي على مواد كثيرة بها عوار باعتراف أبرز الخبراء والمتخصصين!
فالإبداع دائما يخرج من رحم المعاناة وماذا تنتظر وزارة الشباب حتى تفكر في تقديم الشيء الجديد في مثل هذا التوقيت ؟!
ونفس الشيء بالنسبة للأندية الكبيرة التي فرغت نفسها للمزيد من الاحتقان والتلاسن بين بعض الأعضاء الذين لا يعرفون معايير المنصب الذي يتولونه ولا حتى البعد الخاص بالأمن القومي حيث لا تتحمل الأمور التي نعيشها إلى المزيد من المشاحنات والأمور التي ترهق الدولة التي تواجه بكل شجاعة أحداثا إقليمية في منتهي الخطورة خاصة بما يخص التدخل التركي السافر في ليبيا ومشكلة سد النهضة الذي يشهد بعض من الانفراجة والتغير الإيجابي لموقف الشقيقة السودان ناهيك عن المؤامرات التي تحاك كل يوم بمصر على أمل منعها من الانطلاقة التي من شأنها أن تغير في موازين القوى وأيضا الخريطة العالمية.
علينا أن نعي بالدور الحقيقي الذي يجب أن تلعبه الرياضة في مثل هذه التوقيتات كما لا بد أن نعرف أن الرياضة ليست كرة قدم فقط وهناك رياضات أخرى كثيرة تحظى بالاهتمام الجماهيري وتستطيع أن تقدم شيء للبلد في ظل هذه الظروف مع القوى الناعمة الأخرى التي عليها دور مباشر لا يقل عن دور علماء النفس أهمية في التعامل مع وباء الكورونا.
والله من وراء القصد.