الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مسار العائلة المقدسة.. جامعة سوهاج نموذجا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في الأول من يونيو من كل عام، تحيى مصر ذكرى رحلة العائلة المقدسة إلى أرضها منذ ما يزيد عن 2000 عام، تلك الرحلة التى دامت لأكثر من ثلاث اعوم ونصف، وقد تبوأت بفضلها الكنيسة القبطية المصرية مكانة دينية خاصة بين الكنائس المسيحية في العالم. 
وعند الحديث عن احياء هذه الذكرى الدينية، يجدر بنا تسجيل عدة ملاحظات مهمة: اولا- لم يكن مسار العائلة المقدسة قاصرا على منطقة واحدة وإنما امتد عبر العديد من المواقع البالغ عددها 17 موقعا بوركت بمرور السيدة العذراء والسيد المسيح، بدءا من رفح إلى الدير المحرق، حيث تضم تلك المواقع حاليًا آثارا وآبارا وأشجارا ومغارات ونقوشا صخرية، وفى طريق العودة، مرت العائلة المقدسة على جبل أسيوط الغربي "درنكة" إلى مصر القديمة ثم المطرية ومنها إلى سيناء. 
ثانيا- أن ايلاء الحكومة المصرية اهتماما خاصا بإحياء مسار العائلة المقدسة بعد اعتماد بابا الفاتيكان لنقاط العائلة المقدسة لمصر ضمن الحج لملياري مسيحي على مستوى العالم، هو خطوة تصب في ثلاثة اتجاهات: الاول، التأكيد على المكانة التاريخية والحضارية لمصر. الثانى التأكيد على ان مصر بلد التسامح الدينى ورفض التطرف والعنف. الثالث، العمل على تعزيز المقومات السياحية للدولة المصرية، إذ يعد احياء هذا المسار ضمن المقومات الرئيسية للسياحة الدينية والتى تعد بدورها مقصدا سياحيا مهما للإيرادات القومية. 
ثالثا- شهد الاحتفال هذا العام حدثا أرى ان من المهم تعميمه بصورة أكبر، إذ اتخذت جامعة سوهاج المبادرة في تنظيم احتفالية بشأن جائزة "التسامح والحوار الديني" والتي تنظمها الجامعة باسم "فضيلة شيخ الأزهر السابق محمد سيد طنطاوي"، والتى فاز فيها بحثا للدكتور محمود فراج بعنوان "التسامح الدينى أيقونة التوصل بين الماضي والحاضر سوهاج نموذجًا". 
والحقيقة انه رغم رمزية الجائزة وحمولاتها الدلالية سواء في عنوانها أو باسم من تحمله فضيلة شيخ الازهر السابق. إلا ما لفت الانتباه في هذه المسابقة أمرين: الاول، أعضاء لجنة تحكيم الجائزة والتى ضمت قامات دينية على رأسهم الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، والأنبا باخوم أسقف سوهاج والمنشأه والمراغة، واساتذة من جامعة سوهاج وكلية دار العلوم.. وهذه التشكيلة للجنة تعكس مدى الحرص على ان تترسخ قيمة التسامح والحوار الدينى الحقيقى داخل واحدة من المؤسسات الأكاديمية. أما الامر الثانى ان البحث الفائز تميز بالمحلية حينما اتخذ من محافظة سوهاج نموذجا لدراسته عن التسامح الدينى، وهو امر محمود لما تتمتع به المحافظة من قيم راسخة بشأن احترام الآخر وعقائده وحقوقه وحرياته الدينية، بما يفتح الباب واسعا امام مزيد من الدراسات حول قيمة التسامح الدينى في محافظات مصر كلها ليتأكد للجميع ان التطرف الذى يحاول البعض الصاقه بالشعب المصرى جراء افعال تمارسها قلة لا تفقه دينا ولا علما إنما هو افتراء لا أساس له من الصحة، فالشعب المصرى بمختلف فئاته وتكويناته لحمة واحدة تؤمن بأن الدين لله والوطن للجميع؛ شعارا منذ ثورة 1919 عكس ماضى تليد من اللحمة الوطنية، ويحمل ايضا مقوما مستمرا من ذات اللحمة في مواجهة أية تحديات تحاول ان تهدد تماسكه المجتمعى أو تعاضده الوطنى.