الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

هل تحرر الدماء أمريكا من العنصرية أم تشعل فتيل الحرب الأهلية؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يلقي الكثيرون باللوم على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ما تشهده أمريكا من انقسام مجتمعي يكاد يصل إلى حافة الحرب الأهلية، وفي التعامل العنيف للشرطة مع المتظاهرين، والفشل في إدارة أزمة انتشار فيروس كورونا، ولكن الغضب المتصاعد في أمريكا له جذور أعمق من ذلك.

8 دقائق وست ثوانٍ كانت هي المدة التي استغرقها الضابط ديريك تشوفين ليزهق روح المواطن الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد، وهذه الدقائق كانت كافية تماما لتنقلب أمريكا رأسًا على عقب، ويرى العالم مشاهد لم يكن يتصور أن يرى مثلها في أحد أكبر معاقل الديمقراطية.
وسبق ذلك الحادث المأساوي حادث مقتل المسعفة الأمريكية السمراء بريانا تيلور بـ8 رصاصات في منزلها في شهر مارس إثر اقتحام أمني خاطئ لمنزلها، تلاه حادث مقتل الشاب الأسمر أحمد إربيري الذي قتله عنصري أبيض ووالده فيما كان أحمد يمارس رياضة الجري.
قصر تلك الدقائق التي استغرقتها حياة فلويد لتزهق، وضخامة الأحداث التي وقعت بعدها تؤكد أمرا واحدا وهو وجود احتقان داخلي كبير تراكم على مدى عقود طويلة، يغذيه يمين متطرف ونظام عدالة لا يكفي لإحداث الردع الشامل عن ارتكاب جرائم العنصرية.
وحصيلة الاحتجاجات الأمريكية في 6 أيام كانت 5 قتلى و4400 موقوف، كما انتشر الحرس الوطني في بعض المدن وفرض حظر تجوال في مدن أخرى لليلة أو ليلتين فقط، وتم استدعاء الحرس الوطني في واشنطن العاصمة بالكامل للمساعدة في السيطرة على الاحتجاجات.

وفيما يبدو من الأحداث فإن هذه ليست "انتفاضة سود" وحسب، وإنما هي اعتراض من قطاعات واسعة من الأمريكيين على الكثير من الأمور لعل أهمها الفشل الذريع للإدارة الحالية في التعامل مع أزمة كورونا، إلى جانب نسب بطالة مرتفعة مع احتجاج بلغ أوجه من تعامل الشرطة الأمريكية العنيف، وحالات القتل التي تنتهي بفصل الضابط القاتل أو تغريمه وصولًا إلى الأحكام القضائية المخففة.
وفي ظل تلك الظروف، تبدو احتمالات فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل غير كبيرة، فهناك أزمات اقتصادية وبطالة وفشل في إدارة أزمة كورونا أودى بحياة الألاف، على أن الأخطر من كل ذلك هو مجتمع يشهد انقساما كبيرا ويبدو وكأنه على شفا حرب أهلية.

فبحسب مقال للكاتب برايان كلاس في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فإنه من الصعب تصور قبول ترامب للهزيمة وتهنئته للفائز بمنصب الرئيس، وفي الغالب فإنه سيعتمد إستراتيجية التشكيك في شرعية الخصوم السياسيين، ما قد يهدد الانتقال السلمي للسلطة والذي يقوم عليه أساس النظام السياسي الأمريكي.
ورفض ترامب قد يصاحبه ردود فعل عنيفة للغاية من اليمين المتطرف المساند له، والذي يتشكل جانب منه في صورة ميليشيات مسلحة عنيفة منتشرة في أمريكا، وقد يدفع رفض ترامب للاعتراف بالهزيمة تلك الميليشيات للنزول إلى الشوارع بما قد يتطور إلى اشتباكات مسلحة مع معارضي ترامب، لتندلع نيران حرب أهلية جديدة، ربما تكون مشابهة لأخرى في تاريخ الولايات المتحدة والتي اندلعت بسبب الخلاف بين الشمال والجنوب على "تحرير "العبيد".