بالتأكيد يعتبر مسلسل «الاختيار» عملًا فنيًا بديعًا أثر بشكل إيجابى على عقول وقلوب المصريين، حيث استطاع المؤلف باهر دويدار والمخرج بيتر ميمى أن يمزجا بمهارة وحرفية بين العمل الدرامى والواقعى بشكل فنى رائع، حتى إن المشاهد يستطيع أن يجد نفسه في كثير من أحداث وشخصيات المسلسل التى تنبض بكل صدق وشفافية.
وإذا كانت دراما الشهر الكريم تعددت وتنوعت كالعادة فمن المؤكد أن مسلسل «الاختيار» يعتبر من أهم الأعمال الدرامية في رمضان والتى حققت أعلى نسبة مشاهدة واهتمام المصريين، والسبب أن المسلسل يحكى قصة أحد أبطال وشهداء القوات المسلحة وهو البطل أحمد منسى، قائد الفرقة ١٠٣ صاعقة، في مواجهة التنظيم الإرهابى للإخوان في سيناء.
وبسبب بطولات وتضحيات الشهيد البطل أحمد منسى أصبح قدوة ومثلًا يحتذى به لكل شهداء الوطن من الجيش والشرطة. من ينسى أداء الفنان أمير كرارة وهو يجسد شخصية الشهيد منسى، وجعل المصريين يلتفون حول المسلسل التاسعة مساء كل يوم بأدائه الرائع ووطنيته الجياشة وهو يدافع وزملائه عن تراب الوطن في الأرض المقدسة سيناء.
من ينسى أداء الفنان أحمد العوضى الذى جسد شخصية الإرهابى «هشام عشماوى» بكل براعة وإتقان وهو يستبيح دماء وقتل الأبرياء تحت خدمة اسمها الجهاد وفى النهاية ينال جزاء جرائمه ويتم القبض عليه في ليبيا وتتسلمه المخابرات العامة المصرية ويحاكم في مصر ويتم إعدامه.
ومن أبرز صناع الدراما في مسلسل «الاختيار» الكاتب والمؤلف والسيناريست وصاحب الحوار الإنسانى الرائع باهر دويدار الذى كشف من خلال حوارات قادة الجيش المصرى جهل الجماعة الإرهابية واستغلال الدين لأغراض خاصة أيضا المخرج المحترف بيتر ميمى أكد من خلال كاميرا الفنان مواكبة الدراما المصرية في رمضان لكل التطورات التكنولوجية من خلال الحركة والإثارة والصورة المبهرة والاعتماد على الخيال في مطابقته للواقع في كثير من المشاهد والأحداث وهو ما ظهر واضحًا في المقارنة بين «منسى» البطل المقاتل وغريمه «عشماوى» الإرهابى والمشاهد الخاصة بالفلاش باك بين الشخصيتين عن حياة كل منهما. كما فضح المسلسل أيضا الفكر الإرهابى المنحرف عندما اعترف مفتى الإرهاب بأن هدف ما يسمى بالجهاد لدى الإخوان هو إقامة الدولة والحكم! ولم ينس المؤلف أن يعقد مقارنة بين البطل المقاتل وبين الإرهابى الخائن حيث قدم نموذج لمقاتل من أبطال القوات المسلحة وفى المقدمة منهم الشهيد البطل أحمد منسى، في أحد المشاهد وهو يستحضر إيمان وبطولات جنوده قبل مواجهة الإرهابيين والتكفيريين في مزارع سيناء. ويأتى المشهد المناقض عندما نرى الإرهابى هشام عشماوى وهو يخطط مع إخوان الشر لمحاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم.
كما نجح المؤلف في «الاختيار» في توصيل رسائل سياسية مقنعة على لسان بطل المسلسل النجم أمير كرارة، وكم التضحية والشهادة لدى القائد وجنوده من أجل الحفاظ على الوطن وترابه المقدس، وعقيدة الجندى المصرى الراسخة إما النصر أو الشهادة.
وقد ألقى المسلسل الضوء على بعض بطولات قوات الصاعقة في مواجهة أهل الشر من الجماعة الإرهابية مثل الجندى الشهيد البطل محمد أيمن شويقة أحد أفراد الصاعقة والذى احتضن الإرهابى الذى يرتدى حزامًا ناسفًا لينفجرا معًا بعيدًا عن أفراد الكتيبة. أكد المسلسل أيضًا على أن المواجهة ضد الجماعة الإرهابية ليست فقط بالسلاح ولكنها بالمواجهة الفكرية مع الظلاميين والجهلة وهو دور المؤسسات الدينية في الأزهر والكنيسة. وأخيرًا أكد المسلسل أن الدراما أو القوى الناعمة لها تأثير كبير على وعى المشاهد وهزيمة أفكارهم الإرهابية وتفنيد كذبهم ومزاعمهم.