الجمعة 27 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

مبارك فصل من التاريخ (14)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
توقفنا في المقال السابق عند نجاح اللواء طيار حسنى مبارك في إدارة أطول معركة جوية في التاريخ، وذلك عصر يوم الرابع عشر من أكتوبر 73، عقب انتهاء الرئيس السادات من إلقاء خطابه التاريخى في مجلس الشعب والذى أعلن فيه للعالم أجمع انتصار الجيش المصرى وعبوره قناة السويس وتحطيمه خط بارليف وتحريره لأكثر من خمسة عشر كيلو متر على الضفة الشرقية للقناة،ولا شك أن انتصار القوات الجوية المصرية في ذلك اليوم قد حطم كل الآمال التى كانت ترجوها إسرائيل والتى كانت تحاول جاهدة أن تغير خارطة الواقع على الأرض قبل أن يفرض مجلس الأمن الدولى قرارًا بوقف إطلاق النار، وهكذا فقد نجح مبارك بإقتدار يشهد له الجميع في إدارة الضربة الجوية الأولى ثم نجح مرة أخرى في إدارة أطول معركة جوية في التاريخ والتى استمرت لأكثر من خمسين دقيقة، ومازالت هذه المعركة حتى الآن تدرس في كليات الطيران الحربى في مختلف الأكاديميات العسكرية العالمية، واستمرت الأعمال القتالية للقوات الجوية طوال أيام المعركة، وكانت النتائج مبهرة للجميع،ثم جاءت لحظة حاسمة أخرى في تاريخ مبارك العسكرى، فقد استغلت إسرائيل القمر الإصطناعى الأمريكى والذى كشف عن وجود فجوة أو ثغرة مابين الجيشين الثانى والثالث، ووجد الجيش الإسرائيلى إنه بإمكانه استغلال هذه الثغرة في عبور فرقة مدرعة بقيادة إيرل شارون والتقدم بها نحو مدينة السويس لنقل المعركة إلى الجانب الغربى للقناة، وبالفعل فوجىء أهالى مدينة السويس بالمدرعات الإسرائيلية وهى تحاول دخول المدينة، لكن مقاومة الدفاع الشعبى من أهالى المدينة فاقت حدود الخيال وجعلت هذه القوات تفر بعيدًا عن السويس وتتمركز عند الكيلو (101)، وإجتمع الرئيس السادات بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة في غرفة العمليات،للبحث عن حل لهذه المشكلة،واختلف وزير الحربية المشير أحمد إسماعيل مع رئيس الأركان الفريق سعد الدين الشاذلى، فالأخير يرى ضرورة سحب أربعة ألويه مدرعة من الجانب الشرقى للقناة والعودة بها إلى مكان تمركز القوات الإسرائيلية في طريق السويس ومحاصرتها، أما وزير الحربية ومعه غالبية القادة ومنهم قائد القوات الجوية فقد رأوا أن إنسحاب أى قوات مصرية من الضفة الشرقية سيعطى قدرة لإسرائيل كى تطور الهجوم على القوات الباقية هناك ومن ثم فمن الممكن أن تجبر هذه القوات على الإنسحاب إلى ماقبل 6أكتوبر،وهذا وحسب تعبير السادات معناه "كأنك ياابوزيد ماغزيت" واستمع السادات إلى اللواء محمد عبدالغنى الجسمى رئيس هيئة العمليات وإلى المشير أحمد إسماعيل اللذان رفضا ماطرحه الشاذلى،وجاء الدور على اللواء مبارك الذى أيد بقوة رأى المشير أحمد إسماعيل واللواء الجمسى،ورفض ماطرحه الشاذلى من إنسحاب بعض القوات الموجودة على الضفة الشرقية،وأضاف أن القوات الجوية قامت بتحطيم الكبارى التى تسللت منها القوات الإسرائيلية وتم إبلاغهم بذلك ليعلموا انه لا رجعة لهم مما سيؤثر على الحالة المعنوية لهم،كما أن القوات الجوية يمكنها إرسال المواد الغذائية للفرقة المحاصرة،وانحاز السادات لرأى غالبية القادة، واضطرت إسرائيل لقبول قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار والبدء في مفاوضات فك الاشتباك وانسحاب الفرقة المدرعة الإسرائيلية إلى الجانب الاخر للقناة في سلام، وهكذا انتهت أكبر ملحمة عسكرية في العصر الحديث، وكان مبارك طوال أيام المعركة يقيم في مركز عمليات القوات الجوية وينتقل إلى غرفة عمليات القوات المسلحة أو يمر بنفسه على المطارات والقواعد الجوية ولم يعد إلى بيته إلا بعد وقف إطلاق النار تمامًا،وقرر السادات تكريم أبطال أكتوبر في جلسة علنية بمجلس الشعب وذلك في فبراير 1974 بحضور العقيد معمر القذافى، وصفق الجميع للقادة الأبطال ومنهم اللواء مبارك الذى قال عنه المشير أحمد إسماعيل في خطابه "قامت القوات الجوية بقيادة اللواء محمد حسنى مبارك بأداء مهامها كأروع وأقوى مايكون حتى بلغت الطلعات الجوية للطيارين سبع طلعات في اليوم الواحد محطمين الرقم القياسى لأقوى الطيارين في جيوش العالم.. لقد كانوا بحق النسور الذين حموا أجواء البلاد وقصفوا مواقع العدو في كل مكان فقضوا على أسطورة الطيران الإسرائيلى التى طالما تغنت بها إسرائيل" ووقف مبارك محييًا الرئيس السادات والذى قرر ترقيته إلى رتبة الفريق وقام المشير أحمد إسماعيل بوضع الرتبة الجديدة على كتف مبارك أمام السادات.. وللحديث بقية