قال "تسفي برئيل" المحلل السياسي لصحيفة "هآرتس" ان الشباب الكردي بشمالي سوريا عندما يقولون "وطننا" فانهم لا يقصدون سوريا، بل يقصدون الأقليم الكردي الذي يحمل اسم "رجابة" أي الغربي، اي غربي كردستان، خلافا لشمال كردستان بتركيا، وجنوبي كردستان بالعراق، وشرقي كردستان بايران، والذين ينشد توحدهم لاستعادة دولة الاكراد المنشودة، فالاقليم الكردي بالعراق هو أول من اقيم فيه حكم ذاتي للاكراد، والان الاقليم الكردي السوري، الذي اعلن في 21 يناير، عشية انعقاد مؤتمر جنيف الثاني، عن استقلاله.
وقال برئيل ان الاقليم الكردي السوري، تسكنه اغلبية كردية، وينقسم لثلاث محافظات ذات حكم ذاتي، كوباني، وافرين، وجزيرة، لكل منها حكومة ومجلس منتخب، ستشكل هذه المحافظات اتحادا فيدراليا، من دون الانفصال الكامل عن الدولةالسورية، كالنموذج العراقي .
وليتمكن الاقليم الكردي السوري من أن يؤدي مهامه كشقيقه العراقي، فسيحتاج الاعتراف به من النظام السوري، والقيادة الكردية في العراق، والاسرة الدولية. وهذا لم يتحقق حتى اللحظة .
فنظام الاسد لا يزال بعيدا عن الموافقة على تقسيم دولته، كما صرح البرزاني رئيس الاقليم الكردي في العراق بانه لن يعترف بالاقليم السوري ولن يتعاون معه، لأسباب حزبية .
أما تركيا فتخشى أي شكل للاستقلال الكردي، وتعارض الحكم الذاتي لاكراد سوريا، الذي قد ينشا عنه دولة بسيطرة حزب العمال الكردي في حدودها، كما لاتزال الولايات المتحدة تتبنى الدولة السورية الموحدة .
وحول القائمة الاقتصادية لاعلان اقليم كردي بسوريا يعلن زعماء الاقليم انهم يسيطرون على مخزونات النفط الكبرى بسوريا، فاذا نجحوا في تطويرها، فسيكون لهم الاقليم الاغنى للدولة.
وبغض النظر عن كل معوقات الاقليم الكردي السوري، فان الزعماء هناك يعدون منذ الان للدستور، حيث ستقوم بمحافظة جزيرة محكمة دستورية تضم سبعة قضاة، ولجان خاصة ستعد الانتخابات للسلطة التنفيذية، كما اقامت باقي محافظات الاقليم حكومات.
