نادينا مرارا وتكرارا بالتزام المنازل والتعامل بجدية مع فيروس كورونا المستجد، لأن الأمر ليس لعبة وإن اعتقد البعض أنه لعبة فهى بالتأكيد لعبة الحياة أو الموت. خرج من خرج إلى الأسواق وكأنهم في نزهة اعتيادية للشراء. اشترينا السردين في شم النسيم. وكانت الإصابات قليلة العدد، والأمور تسير ببطء، وجاء رمضان والتزم من التزم، وكسر المعتادون على الكسر حدود الحماية بما يشبه عناد الذات وقتلها بغباء، فعانينا من فيروس كورونا وفيروس الغباء. سار من سار في نهارات رمضان بعد منتصفه بالتحدى لشراء ملابس العيد وكعك العيد، وكأننا في نزهة، وكأن العيد لن يدخل من الباب إلا بعد أن يتأكد من وجود أطباق الكعك والبسكويت وخلافه. الصحة والإعلام يصيحون والعاقلون محبوسون في منازلهم في التزام تام. ومن ينزل إلى عمله، يعود وهو يدعو الله ألا يكون قد التقط عدوى يعود بها إلى أهل بيته. اللافت في الأمر في عدم الالتزام هو القرى والمدن الصغيرة، لقد رأيت بأم عينى المجتمعين حول بائعى السمك وكان مجاعة ستحدث غدًا، ورأيت اختراق للحظر ليلا، وكأنه يوم عادى وليلة عادية، ولم ألحظ من يرتدون كمامات في طريقى. رأيت ذلك من خلف زجاج السيارة. وحينما كنت أتحدث إلى أحد للأسف يرد بأن الكمامات شحيحة وغالية. فقلت لهم: إننا في حرب كونية وليست موجهة إلينا فقط وعلينا أن نتحايل على الأمر هناك كمامات نصنعها من فوط المطبخ الورقية وأساتك النقود، وهناك الكمامات التى نصنعها من القماش، أما القفازات أو الجوانتيات، فهناك جوانتيات المطبخ الشفافة التى لا يتجاوز ثمن كيس به عشرون زوجا الثلاثة جنيهات. وفى أمثالنا المحفوظة» الغزال الشاطر يغزل برجل حمار» بالتأكيد إننا كشعب لم نصل إلى رجل الحمار وأن البدائل كثيرة، وأن المعركة شرسة، وأننا متكاسلون وغير متعانين مع الدولة ومع القوانين والأعداد التى تتقافز وأخوتنا من الأطباء على خط النار وفى مستشفيات العزل يستنجدون بوعينا الذى يغط في النوم ويتمطى لحظة ثم يعاود النوم. سيخرج من يقول إن ما ذكرته من أنواع الكمامات ليس طبيًا. وسأقول له إننى أعرف إنها لن تحميك من هجمة الفيروس إن التقطه من الخارج كما عرفت من أطباء، لكنها بلا شك ستحمى من حولك من تنفسك أو رذاذك إن كنت مصابا ولا تدرى أنك مصاب. وبذلك تكون قد حميت من حولك في الأماكن التى تتحرك فيها. ولذا أقول يا أيها الذين ينزلون إلى عملهم للقمة العيش سلاما لكم وعليك
سلمكم الله بالتزامكم إجراءات الوقاية. ويا أيها الذين لا يعيرون أنفسهم أو أهلهم أو غيرهم من أفراد الشعب التزموا فريضة الجهاد. إن من أنواع الجهاد جهاد النفس الذى تعرفه القواميس بأنه: إبعادها عن الحرام والسير بها في طريق الحلال. أن أكون مصدرًا لعدوى إنسان بفيروس قد يودى بحياته فهو الحرام نفسه. وقال تعالى» ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة» وقال تعالى أيضا» ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما» صدق الله العظيم، وقال رسول الله « لا ضرر ولا ضرار"،وما قاله الرسول في شأن الوباء لا يخفى على أحد. لقد شهد العالم كل العالم للرسول ما قاله في أمر الأوبة، فلماذا نهدر نحن كل ما لدينا ونتناساه ولا نفطم أنفسنا ونجاهدها للوصول إلى بر الأمان. سؤال أسأله للجميع وأقول وكلى ثقة إنه صلب الأزمة وتغول الفيروس الذى نحاربه. فليحارب كل منا في مكانه قدر استطاعته. يقدم النصح ويساعد من يستطيع مساعدته بكل الطرق، ويقف في صف المواجهة ببسالة ولمن لا يؤمنون بخطورة ما نحن فيه الآن سامحكم الله.لأنه وقت العقل واليقظة.