ما زالت تعيش مجتمعاتنا العربية أزمة المعرفة أو حتى إيجاد بديل هذه المعرفة في ظل الركام المعرفي الذي يثقل كواهلنا قبل قرون، وما زال الجدل دائرًا بين قطاعات عريضة من العلماء والفقهاء بخصوص تجديد وتنقية التراث الإسلامي، وأغلب المؤسسات الدينية الكبيرة في عوالمنا العربية لديها مشكلة كبيرة تتعلق بإيمانها بأهمية هذا التراث وعدم تغييره أو حتى فتح النقاش حوله.
وهنا المشكلة تتركز في إيمان القائمين على هذه المؤسسات بأهمية التغيير أو التجديد، فضلًا عن وجود محتوى معرفي يمكن أن يكون بديلا للأفكار التي سادت وما زالت وأنتجت لنا عنفًا وتطرفًا، وتبدو المشكلة هنا مع بعض هذه المؤسسات قبل أن تكون مع جماعات الإسلام السياسي.
خطوة التغيير تحتاج لأمرين أولهما الإرادة لهذا التجديد، وهو ما يستلزم شجاعة منقطعة النظير، فهذه الخطوة سوف تكلف صاحبها والمؤسسة التي تدفع في اتجاهها أمام أفكار ترسخت في مجتمعاتنا قرونًا طويلة حتى اعتبرها البعض دينًا من دون الله، كما أن هذه الخطوة تحتاج أشخاصًا مؤهلين للقيام بها، وهذا قد يكون الأصعب في الموضوع، فكثير ممن يتصدرون المشهد في كثير من المؤسسات الدينية ليس لديهم ما يمكن أن يقدموه في هذا الجانب.
لا بد للقائمين على التجديد أن يكون دستورهم في التغيير كتاب الله مع إعادة قراءته قراءة عصرية، ومنها ينطلق هؤلاء للحكم على ما جاء في التراث، فكتاب الله هو المحور الأساسي والرئيسي للدين ومركزه الذي لا يمكن أن نحيد عنه، فما جاء مطابقًا للكتاب لا مانع منه وما جاء شارحًا له ويتسق مع العقل فأهلا به، أما ما خالف العقل والمنطق وعدالة السماء ونصوص القرآن فما الذي يُرغمنا عليه مهما كان قائله.
وهنا لن نتهم أحدًا من الفقهاء ولكننا نضع لأنفسنا قواعد نفهم من خلالها دين الله، ونحاول أن نكشف عن أسباب التطرف والإلحاد التي انتشرت في مجتمعاتنا بصورة تبدو لافتة للغاية، ونود القول هنا، إن الإسلام لا يوجد فيه رجال دين، يقتصر دورهم على الاجتهاد والقول عن رب العالمين، إنما يحق لكل مسلم أن يعرف عن ربه دون وسيط وأن يصل إليه دون هذا الوسيط، كما من السهل أن تعرف وتتعرف على دينك بمفردك بدون هذا الرابط ومن خلال كتاب الله الذي فسّر نفسه بنفسه، وهنا قد يمكن الرجوع لمن حاول تفسير آياته لمن اختلط عليه من المسلمين فقط.
لا يمكن أن نقضي على جماعات الإسلام السياسي دون أن نفكك أفكارهم ولا يمكن أن نفعل ذلك دون أن نقترب من التراث ولن نقترب من التراث دون أن نُعمل العقل، فالعقل مناط التكليف وخيانة هذا العضو المهم في الإنسان يؤدي بنا إلى مهاوى الردى.
وعلى المهتمين بمواجهة تنظيمات الإسلام السياسي أن يعلوا من قيمة وجود البديل المعرفي؛ بدون بذل مجهود في هذا الجانب سوف يظل الوضع صعبًا وسوف تحاصرنا أفكار العنف والتطرف من كل جانب، قد نجحنا في معركتنا الأمنية والعسكرية على الإرهاب، بينما ما زلنا مكتوفي الأيدي أمام معركة التطرف، حيث تنتصر أفكار التطرف لأننا لم نجد من يقف أمامها أو يتصدى لها، وهنا لا بد أن تكون المواجهة مكتملة وليست مجرد مواجهة ناقصة تركز على القشور فقط.
نحتاج أكثر من أي وقت مضى لطرح البديل وأن يظل البحث مستمرًا لمواجهة جماعات العنف والتطرف، فالمعركة مع تنظيمات الإسلام السياسي هي فكرية في الأساس، أضعف حلقاتها تفكيك التنظيمات المسلحة أو القضاء عليها، والأصعب هو تفكيك الأفكار المسئولة عن توليد التنظيم، وهنا يبدو الأمر في غاية الأهمية للقضاء على النواة الأولى للتطرف.
على المختصين أن يعكفوا على إيجاد البديل المعرفى سواء على مستوى الخطاب الديني أو الثقافي أو الإعلامي أو التعليمي، وألا نغفل عن دور الفن المهم في مواجهة العنف والتطرف، فكل ما ذكرت بدائل للمواجهة ما زالت مجهولة للكثير من الناس، ولعل استمرار الإرهاب بعنفه وازدياد معدلاته وراء تجاهل هذه البدائل في المواجهة.
هذه البدائل هي دور مؤسسات الدولة المدنية ودور المجتمع المدني، هذه الأدوار لا تقل أهمية عن الأدوار الأمنية والعسكرية في مواجهة الإرهاب ولا يمكن الاستغناء عنها أو إيجاد بديل لها، فهي تقوم بدور مكمل، وهو يحتاج لمجهود كبير ولجهد باحثين كل منهم يدلي بدلوه وفق منظومة تنتهي بتفكيك الأفكار الراكدة والمتكلسة والعقيمة التي أحاطتنا وكانت سببًا في انتشار التطرف والإرهاب بالصورة التي نحن عليها الآن.. للحديث بقية.
وهنا المشكلة تتركز في إيمان القائمين على هذه المؤسسات بأهمية التغيير أو التجديد، فضلًا عن وجود محتوى معرفي يمكن أن يكون بديلا للأفكار التي سادت وما زالت وأنتجت لنا عنفًا وتطرفًا، وتبدو المشكلة هنا مع بعض هذه المؤسسات قبل أن تكون مع جماعات الإسلام السياسي.
خطوة التغيير تحتاج لأمرين أولهما الإرادة لهذا التجديد، وهو ما يستلزم شجاعة منقطعة النظير، فهذه الخطوة سوف تكلف صاحبها والمؤسسة التي تدفع في اتجاهها أمام أفكار ترسخت في مجتمعاتنا قرونًا طويلة حتى اعتبرها البعض دينًا من دون الله، كما أن هذه الخطوة تحتاج أشخاصًا مؤهلين للقيام بها، وهذا قد يكون الأصعب في الموضوع، فكثير ممن يتصدرون المشهد في كثير من المؤسسات الدينية ليس لديهم ما يمكن أن يقدموه في هذا الجانب.
لا بد للقائمين على التجديد أن يكون دستورهم في التغيير كتاب الله مع إعادة قراءته قراءة عصرية، ومنها ينطلق هؤلاء للحكم على ما جاء في التراث، فكتاب الله هو المحور الأساسي والرئيسي للدين ومركزه الذي لا يمكن أن نحيد عنه، فما جاء مطابقًا للكتاب لا مانع منه وما جاء شارحًا له ويتسق مع العقل فأهلا به، أما ما خالف العقل والمنطق وعدالة السماء ونصوص القرآن فما الذي يُرغمنا عليه مهما كان قائله.
وهنا لن نتهم أحدًا من الفقهاء ولكننا نضع لأنفسنا قواعد نفهم من خلالها دين الله، ونحاول أن نكشف عن أسباب التطرف والإلحاد التي انتشرت في مجتمعاتنا بصورة تبدو لافتة للغاية، ونود القول هنا، إن الإسلام لا يوجد فيه رجال دين، يقتصر دورهم على الاجتهاد والقول عن رب العالمين، إنما يحق لكل مسلم أن يعرف عن ربه دون وسيط وأن يصل إليه دون هذا الوسيط، كما من السهل أن تعرف وتتعرف على دينك بمفردك بدون هذا الرابط ومن خلال كتاب الله الذي فسّر نفسه بنفسه، وهنا قد يمكن الرجوع لمن حاول تفسير آياته لمن اختلط عليه من المسلمين فقط.
لا يمكن أن نقضي على جماعات الإسلام السياسي دون أن نفكك أفكارهم ولا يمكن أن نفعل ذلك دون أن نقترب من التراث ولن نقترب من التراث دون أن نُعمل العقل، فالعقل مناط التكليف وخيانة هذا العضو المهم في الإنسان يؤدي بنا إلى مهاوى الردى.
وعلى المهتمين بمواجهة تنظيمات الإسلام السياسي أن يعلوا من قيمة وجود البديل المعرفي؛ بدون بذل مجهود في هذا الجانب سوف يظل الوضع صعبًا وسوف تحاصرنا أفكار العنف والتطرف من كل جانب، قد نجحنا في معركتنا الأمنية والعسكرية على الإرهاب، بينما ما زلنا مكتوفي الأيدي أمام معركة التطرف، حيث تنتصر أفكار التطرف لأننا لم نجد من يقف أمامها أو يتصدى لها، وهنا لا بد أن تكون المواجهة مكتملة وليست مجرد مواجهة ناقصة تركز على القشور فقط.
نحتاج أكثر من أي وقت مضى لطرح البديل وأن يظل البحث مستمرًا لمواجهة جماعات العنف والتطرف، فالمعركة مع تنظيمات الإسلام السياسي هي فكرية في الأساس، أضعف حلقاتها تفكيك التنظيمات المسلحة أو القضاء عليها، والأصعب هو تفكيك الأفكار المسئولة عن توليد التنظيم، وهنا يبدو الأمر في غاية الأهمية للقضاء على النواة الأولى للتطرف.
على المختصين أن يعكفوا على إيجاد البديل المعرفى سواء على مستوى الخطاب الديني أو الثقافي أو الإعلامي أو التعليمي، وألا نغفل عن دور الفن المهم في مواجهة العنف والتطرف، فكل ما ذكرت بدائل للمواجهة ما زالت مجهولة للكثير من الناس، ولعل استمرار الإرهاب بعنفه وازدياد معدلاته وراء تجاهل هذه البدائل في المواجهة.
هذه البدائل هي دور مؤسسات الدولة المدنية ودور المجتمع المدني، هذه الأدوار لا تقل أهمية عن الأدوار الأمنية والعسكرية في مواجهة الإرهاب ولا يمكن الاستغناء عنها أو إيجاد بديل لها، فهي تقوم بدور مكمل، وهو يحتاج لمجهود كبير ولجهد باحثين كل منهم يدلي بدلوه وفق منظومة تنتهي بتفكيك الأفكار الراكدة والمتكلسة والعقيمة التي أحاطتنا وكانت سببًا في انتشار التطرف والإرهاب بالصورة التي نحن عليها الآن.. للحديث بقية.