السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

البحث عن السعادة!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كنتُ أستعد للعودة إلى منزلي بعد يوم شاق في العمل، ولم أكن أشعر بأي طاقة في جسدي، فجلستُ في حديقة قريبة من العمل لأستريح قليلاً قبل مواصلة المسير إلى المنزل، نظرتُ في وجوه مَن حولي فوجدت وجوههم وكأنها تبحثُ عن شيء مفقود، تفحصتها مرة، مرتين، ثلاث مرات لأجد أنهم جميعهم يشتركون في شيء واحد ألا وهو "البحثُ عن السعادة الغائبة".
هم في الحقيقة قد تبدو طلباتهم وطموحهم مختلفا، فهناك مَن يسعى إلى المال، وآخرين يبحثون عن الزوج أو الزوجة، وآخرين يريدون أن يحصلوا على مؤهل عالٍ، ومنهم مَن ينتظر أن يُرزق بطفلٍ أو طفلة، ولكن الحقيقة أيضاً أنهم يجتمعون بعلمٍ أو جهل عن " السعاده "، وأصبحت مطالبهم في الحياة طريقا يؤمن لهم السعادة المنشودة والحُلم الجميل.
نظرتُ إلى السماء وقلتُ يا رب أعطِ كل سائلِ مسألته، لكني عُدتُ وقلت حتى لو أعطى الله سبحانه وتعالى الجميع طلبه ومُراده، ستظل النفوس حائرة، تبحثُ عن السعاده المفقودة، وستظل في بحثها حتى تُلاقي هذه النفوس ربها.
لكني دائما ومَن خلال خبرتي الحياتية أستطيع لكم يا سادة أن ألخص لكم ماهية السعادة، ولكم جميعا أقول، إن السعادة اختيار وقرار، لابد أن تتهيأ وتقرر أن تكون سعيداً، وتلك العقيدة هي التي تنبُع من نفسٍ قوية مثابرة وسايرة.
إعلموا أننا على هذه الأرض لسنواتِ أو لشهورِ أو أيام ثم راحلون، فلماذا الحُزن والقلق والضيق؟!، إذا تفهمت هذه الحقيقة الكونية الربانية.
افعلوا ما يحلوا لكم لكن بدونِ ظلم أو فُرقة أو شحناء، عيشوا شاكرين حامدين، افعلوا كل ما يُشعركم بالراحة والفرح، اختاروا شركائكم في الحياة على أساسِ سليم بعيدِ عن التكلف والطبقية الفارغة إن جاز التعبير.
لا تجعلوا من أُناسِ قد يكونون أقل منكم في كل شيء أن يحبطوا من عزيمتكم أو ينالوا من أحلامكم ، فلو كانوا سعداء لما انشغلوا بكم وأصروا أن يوقفوكم عن المسير.
ضعوا أهدافكم نصب أعينكم واعملوا لها ولا تتوقفوا عن دعم أنفسكم .
البحثُ عن السعادة ليس له طريقاً واحداً بل طرقاً عِدة، والسعادة ليست كلمة نستطيع أن تشتريها، ولا سلعة نستطيع أن نخزنها إلى وقت الحاجة، بل هي قناعات وممارسة مستمرة لحقك في العيش والحياة دون ملل ولا تعب، مَن يُريد منكم أيها السادة أن يذوق لذة السعادة فعليه ان يملأ قلبه بالرضا والطموح معاً، عليه ألا يحمل إلا الخير ولا شيء غيره في قلبه، عليه أن يتوكل على الله ، ويعتمد على الله، لا ينظرُ إلى ما بيدي غيره. 
إن السعادة تبدو بعيدة لكنها صدقوني حول كل واحد منا، بشرط أن يُحسن استقبالها والتعامل معها بحمدٍ وشكر، اللهم ارزقنا إياها براحه بال وازرع الفرح في بيت كل واحد منا، ولا تُسلط علينا مَن لا يخافك ولا يرحمنا.