الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

مغسل مستشفى العزل ببلطيم: "بقالي 50 يوم مدخلتش بيتي.. ونفسي أحضن بنتي الوحيدة"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خمسون يوماً مرت علي تشغيل مستشفى بلطيم المركزي الواقعة شمال محافظة كفر الشيخ ، كمستشفى للعزل الصحي للحالات المصابة بفيروس كورونا، استقبلت خلالها مئات الحالات تعافي منهم الكثير وتوفي القليل، هذه المدة لم يخرج عدد من العاملين بها من الاطقم الطبية منذ تشغيلها من بينهم ،"إيهاب الغباري"، يعمل "مغُسل" بالمستشفى والذي يقول، إنه منذ أن بدء العمل بالمستشفى يوم 5 أبريل من الشهر الماضي، لم أخرج إلي أي مكان سوي سكنه الملحق بالمستشفى والمغسلة والمستشفى والفناء الخاص به، نظراً لعدم وجود بديل له يتسلم مكانه.
وأضاف "الغباري" أنه يفتقد كثير من الامور أهما الجو الأسري والعائلي في رمضان والعيد هذا العام بشكل كبير وكذلك الأفطار وصلاة التراويح، كما يفتقد كثيراً حضن ابنته الوحيدة "هنا – 6 سنوات" وكذلك الحياة الطبيعية والسير في الشوارع والتنزه علي البحر باعتباره من أبناء مدينة بلطيم، لافتاً إلى أن حب الناس والاتصالات التي يتلقاها بين الحين والاّخر من المواطنين هي ما تخفف عنه هذا الشعور، بالإضافة لحب وتقدير المواطنين وجميع العاملين، متنمياً أن ينال الأجر والثواب من الله.
وكشف عن عدد حالات الوفيات بالمستشفى منذ 5 ابريل وحتي صباح اليوم الأثنين، ثاني أيام عيد الفطر، والتي وصلت لـ39 حالة أخرها لمسن من محافظة الشرقية يبلغ من العمر 61 سنة، توفي اليوم، ومن بين الوفيات 25 رجل و14 سيدة، لافتاً إلى أن أصعب موقف تعرض له في حالات الغسل، هي لشاب يدعي " طه " 22 سنة ، كان مريضاً بالسرطان ومات بعد تعافيه من كورونا حيث كان يستعد للخروج ولكنه وافته المنية.
واوضح " الغباري" أنه مُغسل وُمكفن بمشرحة مستشفى بلطيم المركزي، وأنه يعمل في هذه المهنة منذ 16 سنة وتعلم آدابها الشرعية والطبية جيداً، منوهاً إلى أن كل حالة لها طريقة في الغسل فمتوفي الحوادث يحتاج لعناية خاصة لوقف النزيف في الكفن حتي لا تظهر الدماء ، وإذا استمر نزيف الدماء يتم وضع كيس حتي لا تخرج السوائل والدماء خارج الكفن، مضيفاً أن أهم شيء في الغسل هو الأمانة، فيجب أن يكون المغسل أميناً، فإذا ظهر شيء يسوء الميت يكتمه وإذا ما كان هناك علامات صلاح وبشارة وحسن خاتمة للمتوفي يجوز للمغسل أن يحدث به خاصة لأهلية المتوفي.
وأشار إلى أنه غسل وكفن قرابة الـ3000 حالة، ولكن أصعب شيء يواجه الاّن هو تغسيل المتوفيين بكورونا، لأنه يتطلب احتياطات وقاية وإجراءات احترازية سواء خاصة به شخصياً أو خاصة بالمتعاملين مع الحالة بعد ذلك.
ويشرح "الغباري" عملية تغسيل المتوفي بكورونا قائلا: بداية الأمر، يتم نزول الحالة لمتوفي الكورونا، موضوعة داخل كيس أسود مخصص لمنع انتشار الفيروس بالمستشفى ويقوم بحملة بملاءة سرير العمال الذين يرتدون البدلات الواقية. 
وأواضح انه يتم تعقيم الجثة بعد الغسل ويتم وضعها في عدة اكفان منها قماش وقطن وأكياس بلاستيك وجلد لمنع أي تسرب للفيروس، ثم يتم وضع مادة معقمة "كحول وكلور" بتابوت نقل الميت لمنع تسرب الفيروس ويتم تسليمه لفريق الإسعاف المجهزين بملابس واقية.
ولفت مغسل مستشفى بلطيم إلى أنه في حال المتوفي "سيدة " يقوم 2 من العاملات المدربات بالمستشفى، والذين لهم دراسة بالغسل والتكفين، بتغسيل المتوفية، نظراً لأنه لا يجوز شرعاً أن يغسل رجل أمراءه أو أمراءه تغسل رجل.
وأكد أن إدارة المستشفى ووزارة الصحة، توفر البدل والنظارات الواقية والكمامات والقفازات وأقنعة تحمي من العدوي وأنه يقوم بارتداء كافة ما سبق ذكره بالإضافة لـ 4 قفازات لعدم نقل العدوي له أو لغيره.