تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
.. أكتب إليك هذه الكلمات القصيرة مُخلدًا ذِكراك العطرة، مُذكرًا نفسى والشعب المصرى كله بتضحياتك وبطولاتك أنت وزملائك الأبطال، داعيًا المولى عز وجل أن يرحمك ويُحسن إليك ويغفر لك ويرزقك فسيح جناته أنت وزملاءك الشهداء
.. الله يرحمك يا بطل، يا من تركت بصمة في قلوبنا، يا سليل الشهداء العظماء الذين يُخلد اسمهُم بأحرُف من ذهب في تاريخ العسكرية المصرية ومنهم "عبدالمنعم رياض وإبراهيم الرفاعى ورامى حسنين" وآخرون.
.. كِدا يا "منسى" تركتنا نبكى عليك بدموع ليست حزنًا عليك بل فخرًا بك، أبكيتنا وأنت حى حينما كُنا نسمع كلماتك لجنودك وأنت تقول لهم (على العهد يا رِجالة، وزى ما اتفقنا، أتدفِن بأڤرولى، الشهيد لا بيتغسِل ولا بيتكفِن)، وأبكيتنا يوم استشهادك وما زلنا نبكى عليك يا عظيم يا ابن الجيش المصرى العظيم، نعم ما زلنا نبكى عليك بُكاءً مخلوطًا بالشجن والأمل في غـدٍ أفضل تعيش فيه مصر بدون إرهاب بفضل تضحياتك أنت وزملائك الشهداء وبفضل زُملائك الذين يُكملون المشوار والمسيرة ويحملون الراية وَهُم عاقدون العزم على تسليمها للأجيال القادمة عالية خفاقة.
.. كِدا يا "منسى" علمِتنا كيف نتفانى ونُضحى من أجل أن يعيش الوطن، وعلمت الأطفال كيف يعشقون الجيش ويحبون البدلة العسكرية ؟ وكيف يُقدمون حياتهم ثمنًا للحفاظ على تراب مصر؟، كُنا نحب "سيناء" ولها في قلوبنا مٓعزة خاصة لكنك علمتنا كيف نحُب "سيناء" أكثر وأكثر؟، نحبُها بكل ما فيها، قبائلها وأهلها ورمالها، بعدما شاهدناك مُضحيًا من أجلها، مُدافعًا عن أرضها.
.. كِدا يا "منسى" ذهبت لجنة الخُلد وتركتنا ندعو لك بالرحمة والمغفرة دون توقف، وتركتنا في سيرتك يوميًا لنتباهى بك، وتركتنا نذكُر اسمك حينما نتحدث عن أمجاد الأبطال في جيشنا العظيم، كُنا ننظُر إليك على أنك بطل ومِقدام، أسطورة وطنية تُلهب مشاعر الجنود ويخاف منك المرتزقة الإرهابيين المأجورين ويهابونك بمُجرد سماع اسمك، والآن نحن ندعو لك ولزملائك في كل صلاة نُصليها، دُعاءً من القلب في ركوعنا وسجودنا لله سبحانه وتعالى.
.. كِدا يا "منسى" تركتنا نُدقق النظر في ابتسامتك التى كانت تزين وجهك على الدوام ولم تُفارِق وجهك ولو للحظة، "ابتسامتك" التى كُنت تتميز بها حتى في أحلك الظروف، "ابتسامتك" افتقدناها بعد أن كانت توحى لنا بالتفاؤل الذى كان يُشِع منك باستمرار، "ابتسامتك" الجميلة التى تنُم على أنك شخصية مُتواضعة تعرِف كيف تقود الجنود وتبُث فيهم الروح الوطنية.
.. الله يرحمك يا بطل.. أكتب إليك كلماتى هذه للتعبير عن اعتزازى بك وبكل ما قُمت به من بطولات ستُخلد للأجيال القادمة وبكل ما قدمته لوطننا الغالى، وأقول لك: حفظت عن ظهر قلب كلماتك التى خطها قلمك ونطقها لسانك عن الجيش المصرى العظيم وهى (أنا "الجيش" صلبًا لا ألين، أقسمنا لا نركع إلا لـ "بارينا".. في خضم اليأس نحرُس أرضها، ليبقى الإباء أسمى أمانينا.. لمرضاه الله نبغيه عملًا، ومن غدر الأعادى رضاكم يُداوينا.. من جبال مصر أخذنا مسكنًا، وفى صحرائها قبورًا تُنادينا.. صمتُنا العزم وفى خُطانا النار، والجحيم لينظر من يُعادينا.. ومن آيات الله أخذنا منهجًا، وسُنة محمدًا قائدنا وهادينا.. ما نال العدو أبدًا من عزائمنا، ويبقي من الماضي لنا ما يواسينا.. صدقنا ما عهدنا عليه الله، قتلانا عند ربهم يُرزقون.. وبالجهاد على العهد محافظون.. فلا لوم إن أسأت الظن بى، فوالله لا ألومن الجاهلين.. نحن أمن "مصر" نحميها سويًا، ونصُد كيد الحاقدين).
.. الله يرحمك يا بطل، فأنت بالفعل "أسطورة" علمتنا معنى ومغزى الشعار الذى رفعته أنت وزملاؤك وهو: (قالوا نموت ولا يدخُل مصر خسيس وجبان).