من السويس التى قدمت رائد الكوميديا الفنان إسماعيل ياسين والمحبة للثقافة والفنون وصاحبة التاريخ الوطنى المشرف، إذ نحيى ونهنئ عيد ميلاد زعيم الكوميديا عادل إمام فى مصر والوطن العربى، بتقدير مستحق ومثمن عن أعماله الفنية الرائعة منذ ظهوره فى الستينيات وحتى الآن ونحن نحتفل بعيده الثمانين.
ولا ننسى ذاكرة الوطن وما قدمه الفنان عادل إمام من أعمال سينمائية ومسرحية ومسلسلات كانت دوما الأرقى لارتباطها بالمعانى الإنسانية والاجتماعية، وبما حقق من انتشار ومحبة واعتزاز من الشعب المصرى، ولعل الذاكرة الوطنية لن تنسى أعمال عادل إمام ضد الإرهاب والتطرف ومواجهته بالفن من خلال الأفلام «الإرهابى – طيور الظلام – الإرهاب والكباب - حسن ومرقص» التى كانت بمثابة مواجهة راقية للقوى الظلامية وحماية المجتمع من التطرف والعنف ودفاعًا عن الوحدة الوطنية وسلامة الوطن.
ولعلنا نتذكر أعماله ضد الفساد السياسى من خلال فيلم «عمارة يعقوبيان»، وضد المخدرات فيلم «النمر والأنثى»، وموقفه الوطنى من التطبيع مع الإسرائيليين ودعم القضية الفلسطينية من خلال فيلم «السفارة فى العمارة»، فضلا عن أعماله الكوميدية المسرحية «أنا وهو وهى – مدرسة المشاغبين – الواد سيد الشغال – بودى جارد – الزعيم...» وغيرها، وكما كانت مسلسلاته الرمضانية «أحلام الفتى الطائر – أستاذ ورئيس قسم – ناجى عطالله - عوالم خفية – فلانتينو» هى التى تدخل بسببها الابتسامة والضحك والسرور على شفاه المصريين فى مواجهة متاعبهم.
ومن هنا كانت أغانى المصريين التلقائية حبًا فى عادل إمام «من الأول من الأول عادل إمام فى المتسول»، إلى الأغنية الجميلة لمجموعة الفنانين والإعلاميين بمناسبة عيد ميلاده الثمانين «يسرى الفخرانى – محمد الكيلانى – بهجت قمر – محمود العسيلى» مع مجموعة صور قيمة عن أعماله، وهنا نتذكر ما قدمه النجم من شبان وفنانين فى عالم الفن والكوميديا، وإيمانه بالجيل الجديد، واختياره سفيرا للنوايا الحسنة من منظمة الأمم المتحدة.
جدير بالذكر أنه هناك مقاربة مهمة بين عادل إمام «الزعيم»، وإسماعيل ياسين «شارل شابلن الشرق» يمكن إجمالها فى:
• أن كلا من إسماعيل وإمام أدخلا الابتسامة والضحكة الصافية على شفاه المصريين كل بطريقته وأدائه وما يملكه من قدرات شخصية فى الأداء الفنى.
• وقد قدم كل منهما للوطن مواقف عظيمة الأثر، إذ كان «سمعة» قد تبرع للقوات المسلحة المصرية بمبالغ سخية لشراء السلاح، وقدم سلسلة أفلام مهمة معروفة باسمه «إسماعيل ياسين فى الجيش – الأسطول – الطيران – البوليس الحربى» وغيرها من أفلام للشرطة المصرية «إسماعيل ياسين البوليس – البوليس السرى»؛ فإن عادل إمام فى المقاربة دافع عن الوطن ضد الإرهاب والتطرف ودفاعا عن الوحدة الوطنية بأفلامه التى ذكرناها.
• كما أن عادل إمام قدم مسرحيات مهمة فى تاريخ الفن المصرى؛ فقد قدم إسماعيل ياسين عددا من المسرحيات «كل الرجالة كده – سهرة فى الكراكون – عريس طنط جلاجل» وأنشأ مسرحًا باسمه.
• ومن الطريف أن الفنان سُمعة قدم مسرحية «قاتل مقتلش حد»، بينما الفنان الزعيم قدم «شاهد ما شفش حاجة».
إن انحياز عادل إمام الاجتماعى والإنسانى فى أفلامه وأعماله، يؤكد أن الفنان المصرى عادل إمام كان ولا يزال مهموما بقضايا الوطن، وابنا بارًا للشعب المصرى، مستقلا برأيه وحتما ستظل أعماله خالدة، وهى المرتبطة بأفعاله وأقواله وسلوكه، لا انفصال بينهما فى الأفعال والأقوال، نموذج مصرى مترفع، كما ولا يزال عادل إمام رمزًا مهمًا للقوى الناعمة والفن المصرى.
ما أحوجنا الآن إلى الابتسامة والضحك وإدخال السرور على الشعب المصرى، الذى يستحق عن جدارة حياة أفضل وأرقى لما قدمه ويتحمله عبر تاريخ المصريين الوطنى والإنسانى.
ومن هنا كان مطلبنا أمام البرلمان بتكريم الفنان عادل إمام، وضرورة تكريم إسماعيل ياسين فى عيد الفن، وقد قدمت باعتبارى رئيسا لمهرجان «سواسية» السينمائى، تكريمًا العام الماضى مستحق لابن السويس إسماعيل ياسين بدعم ومساندة أبناء السويس وأسرته ومحبى الفنون من الشخصيات المهمة.
إن حماية ومساندة ودعم قواتنا المصرية الناعمة من الفن والثقافة والتعليم والدبلوماسية والسياسة العامة أمر مهم نستهدف به مصلحة الوطن والمصريين.