يذهب البعض إلى التهويل والتحذير من الحظر الكامل لمدة أسبوعين، وهو الحل الذى لا مفر منه لوقف نزيف الإصابات الذى يتفاقم يومًا بعد يوم بدعوى المجاعة التى تصيب بعض العمالة المؤقتة وليس جميعها، متناسين أن معظم العمالة متوقفة الآن بسبب هذه الإجراءات المجتزأة من عمال المطاعم والفنادق والمقاهى والنوادى الرياضية الخاصة والعامة، والتى لا يعلم أحد متى سيعودون إلى العمل.. ولا يموت أحد من الجوع في مصر، فلدينا عادات التكافل والتعاون التى هى من صلب ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا المحمودة في مصر.. ويقول عم سيد، إن له ثلاثة أبناء يعملون في مطاعم الكشرى باليومية، ومنذ أكثر من شهرين وهم جالسون في المنزل ولا يجدون ما ينفقونه هم وأولادهم بعد غلق هذه المطاعم.
والجدير بالذكر أن هناك قرية بأكملها بمركز طوخ تعمل بأكملها في هذا المجال وهى قرية العبادلة، وتوقفت الحياة بالقرية مع هذه الجائحة منذ أكثر من شهرين ولم يموتوا من الجوع، ولكن مع استمرار الحلول الجزئية ودعاوى فلسفة التعايش المتخلفة مع فيروس يعتبر عدوا للإنسان وللحياة يصبح الأمر مستحيلًا، فكفاكم عبثًا وتخاذلًا واستسلامًا لفيروس يفتك برئة البشر وحياتهم، فكيف نتعايش مع هذه الجائحة الخطيرة، وقد أصيب عدد كبير من الطواقم الطبية في العديد من المستشفيات في مصر رغم اتخاذها العديد من الإجراءات الاحترازية ما بالنا إذا بالمواطن الذى حتى الآن يخرج بدون كمامة ولا يجدها في كثير من الأحيان مستهترا أو مضطرا لذلك، الأمر جد خطير ولا يحتمل التردد في فرض الحظر الكامل، إن استمرار هذا الوضع بهذا الشكل لينذر بكارثة حقيقية لن تحتملها أى دولة في العالم لأن هذه الإجراءات المجتزأة لا فائدة منها كما قلنا مرارا وتكرارا حيث فرصة حدوث العدوى متاحة في المترو وفى القطار وفى الأتوبيس وفى وسائل النقل الجماعى بكاملها، وفى أماكن تكدس المواطنين في المصالح والهيئات والأسواق، وليس هناك ضرر مادى حدث أسوأ مما أصاب قطاع السياحة وعماله في مصر، وهو مصدر العملة الصعبة الأكبر للاقتصاد المصرى، فكارثة دعاوى التعايش سوف تقتل هذا القطاع، فلن يأتى أحد إليك زائرا وما زال عداد الإصابات يعمل بهذه الوتيرة المتسارعة، إذا لا مفر من المواجهة القوية المستميتة للقضاء على هذا الفيروس القاتل لوقف نزيف الإصابات ونزيف الخسائر في كل المجالات وعودة العمالة إلى عملها والسياحة إلى سابق عهدها قبل هذه الجائحة ولا يجب أيضا فرض الحظر الكامل أسبوعا واحدا فقط، فهذا لا يحقق الهدف، فالخطير في المرض هو حامل الفيروس والذى لا تظهر عليه أعراض المرض لمرور الفيروس بفترة حضانة داخل الشخص حتى تظهر عليه الأعراض، ويصبح في هذه الفترة قادرا على العدوى دون أن يشعر، فيجب فرض الحظر الكامل مدة كافية وهى ١٤ يوما حسبما أوصت المنظمات العالمية. لا يجب التهاون أو الرقص على السلم مع هذه الكارثة، إما أن نواجه أو نفتح صدورنا في استسلام لهذا المرض كما يدعو الجهلاء للتعايش مع هذا القاتل عدو البشرية كورونا، ولا أظن أن هذا الفيروس هو آخر الهجمات الفيروسية التى تأتى من الصين، فمن تطور سارس إلى كورونا يأتى الشعور بالخطر حيث لم يجتح سارس العالم بهذه الشراسة، ولم يقتل بهذه الأعداد، فيجب أن نكون أقوياء في المواجهة، فلا نستبعد ظهور فيروسات أشد شراسة في المستقبل ولا يجب التراجع بدعوى الجوع أو الفقر، فما زال رغيف العيش بخمسة قروش..... وللحديث بقية.