أيام ونحتفل بعيد الفطر المبارك.. أعاده الله على الأمة الإسلامية.. بالخير واليمن والبركات.. هذه المناسبة المباركة.. تأتى هذا العام فى ظروف صعبة.. حيث ابتليت البشرية جمعاء.. بوباء لعين.. ينتشر بشكل واسع وسريع.. ويفتك بالكثير ممن أصيبوا به.. ولم يتم اكتشاف دواء له حتى الآن.. ويجب علينا.. حتى ولو لم تتخذ الدولة أية إجراءات احترازية.. خلال إجازة العيد.. أن نكون على قدر المسئولية.. ونتخلى عن بعض عاداتنا من أجل سلامتنا وسلامة الآخرين.. فلا صلاة للعيد فى الخلاء أو المساجد.. ولا تزاحم على محلات الملابس.. ولا تجمع فى الحدائق.. ولا تبادل للزيارات.. حتى نتجاوز الخطر.. وتعود حياتنا إلى طبيعتها.. ونحيا لنحتفل بأعياد كثيرة قادمة.. بدلا من أن يكون هذا آخر عيد لنا لا قدر الله.
لن يكون عالم ما بعد كورونا.. كعالم ما قبله.. وسنخرج من هذه المحنة.. بدروس وعبر.. وخسائر وأحزان.. فلا يوجد بيننا من لم يصب له قريب أو عزيز أو صديق أو زميل.. وهناك أسر بكاملها فقدناها بسبب هذا الفيروس القاتل.. وهناك الكثير الذين فقدوا أعمالهم ومصادر رزقهم.. وجميع أماكن العمل سواء حكومية أو خاصة تأثرت بشكل كبير وأغلق بعضها أبوابه.. بسبب هذه الأزمة.. ومع اعتزام الدولة تخفيف القيود والإجراءات الاحترازية.. وتطبيق خطة التعايش مع وباء كورونا.. عقب إجازة عيد الفطر المبارك.. سيكون كل شخص مسئولًا عن سلامة نفسه وسلامة من حوله.. والأمر ليس متروكا للحرية والإرادة الشخصية.. لأن هناك عقوبات ستطبق على كل من يتسبب فى إيذاء الآخرين وتعريض سلامتهم للخطر.
يجب أن يكون التعايش مع كورونا.. تعايشا آمنا وفرصة للتخلى عن العادات السيئة والخاطئة التى تسهم فى انتشار المرض.. فمثلا يجب علينا تجنب المصافحة باليدين وتبادل القبلات والأحضان والتلامس المباشر عند لقاء الأقارب والأصدقاء.. وعلينا تجنب العطس والسعال والبصق دون مناديل.. واستعمال المنديل لمرة واحدة والتخلص منه فى سلة المهملات.. وعدم إلقائه على الأرض.. وأيضا الحرص على النظافة الشخصية واستخدام المطهرات.. والتباعد بمسافات مناسبة لتجنب التعرض لأى رذاذ يصدر عن الشخص المريض.. وتجنب التواجد فى الأماكن المزدحمة قدر الإمكان.. وارتداء كمامة إذا اضطرتنا الظروف للتواجد فى هذه الأماكن.. وعدم لمس الكمامة بالأيدى لتجنب انتقال العدوى إلى الأصابع ومنها إلى الأسطح التى يلمسها أشخاص آخرون.. وبعد استخدام الكمامة يجب خلعها بشكل آمن والتخلص منها بطريقة سليمة.. وغسل اليدين جيدا بعد خلعها.
وعلى أى شخص يعانى أعراضا كالسعال أو الحمى أو الزكام أو العطس.. عزل نفسه والبقاء فى المنزل وعدم الاختلاط بالغير وعدم التنقل من مكان إلى آخر واتباع إجراءات السلامة.. إلى أن يمن الله عليه بالشفاء.
وإذا كان كل شخص مسئولًا عن سلامته وسلامة من حوله.. فعلى المصالح الحكومية والمنشآت العامة والخاصة.. أن تتحمل مسئوليتها فى الحفاظ على سلامة موظفيها والمترددين عليها.. بتوفير أجهزة التعقيم وقياس درجة الحرارة.. وإلزام الجميع بالخضوع لها.. وتوفير المطهرات والمنظفات ليستعملها الموظفون والمترددون عليها باستمرار.
اللهم احفظنا جميعا.. وبلغنا رمضان والأعياد القادمة لا فاقدين ولا مفقودين.. وكل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الفطر المبارك.. أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات.
