"المصريون بالخارج» ليسوا صُداعًا فى رأسنا، بل على رأسنا، لحمِنا ودمنا، أهلنا وناسنا، وحشونا وآنسونا، واطمنا عليهم وإن شاء الله هايرجع أى واحد منهم ناقِصنا.. مشهد نزول المصريين بالخارج من الطائرات التى استقدمتهم من الخارج مشهد عزيز علينا، مشهد يحمل فى طياته معانى كثيرة، لا يفهمه إلا من يقدس تراب بلده، لا يُقدِره إلا المواطن الصالح الشريف، لا يُدركه إلا من يحب بلده ويحلم بالعودة لها مرفوع الرأس، لا يتمناه إلا من عمل بالخارج وتعب وشقى وفجأة حدثت أزمة فيروس كورونا وواجه الهلع والفزع وأراد مثل جميع الجنسيات العودة لوطنه طالبًا اهتمام ورعاية وحُسن المُعاملة من حكومته.
جاء المصريون بالخارج سالمين غانمين وما زلنا ننتظر استكمال عودتهم، منهم من جاء من «أمريكا» وعقب نزوله من الطائرة سجد ليُقبِل أرض الوطن حامدًا الله وشاكرًا فضله على عودته سالمًا، ومنهم من جاء من «بريطانيا» وعقب نزوله من الطائرة ظل يبكى ودموعه تتساقط ولَم يستطع الكلام لأن العودة لأحضان الوطن فى ظل الوباء العالمى هى أقصى أمانيه، ومنهم من جاء من «المملكة العربية السعودية» وهو سعيد بأن حكومته اهتمت به وبزملائه ولَم تصُم آذانها ولَم تُغمض عينيها بل عملت على راحته وأعادته لوطنه ونشرت الابتسامة على وجهه هو وزملاءه، وهذا لو تعلمون عظيم، ومنهم من جاء من «الكويت» وعقب نزوله من الطائرة ظل يحكى عن مُعاناته من أجل العودة، وكيف وجد اهتماما وتواصُلا من وزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم التى قامت بدورها على أكمل وجه؟ وكيف شعر بأهميته وحُبه لجواز السفر المصرى حينما رأى التفاهمات السريعة بين الحكومتين المصرية والكويتية لإعادة العالقين والمُقيمين فى الكويت وسُرعة تنفيذها؟
جاء المصريون من الخارج وما زالت عملية عودتهم مُستمرة، ترقُب هنا فى «مطار القاهرة». وترقُب هناك فى «مطار مرسى علم». وبين الترقُبين تقف الحكومة موقفا يُحسب لها ويُضاف لها ومشكورة عليه ونطلب منها المزيد والمزيد لاستعادة جميع العالقين والمُقيمين لمن أراد العودة، وبين الترقُبين أيضًا يقف الرئيس عبدالفتاح السيسى مُترقبًا تنفيذ تعليماته بعودة المصريين بالخارج وتلبية جميع مطالبهم، وبين الترقُبين أيضًا يقف جموع الشعب المصرى مُنتظرين عودة أبنائهم وأشقائهم وعائلاتهم وذويهم لتكتمل فرحتهم أو تُصبِح فرحتِهم فرحتين (فرحة بعودتهم وفرحة بالاطمئنان على صحتهم ودخولهم العزل الصحى لتجنب إصابتهم بفيروس كورونا).. وبين الترقُبين أيضًا تقف بعض وسائل الإعلام العالمية المُغرضة والمأجورة وغير المُنصِفة وغير النزيهة وغير المُحبة لمصر ولا تمُت للمهنية بصلة موقف المُتفرِج على ما تقوم به مصر تجاه أبنائها، تقف بعض وسائل الإعلام هذه موقفا ضد مصر على طول الخط، لا يقولون الحقيقة، يحولون الإيجابيات لسلبيات، يُهيلون التراب على أى شيء إيجابى تحقق على أرض مصر، والأهم: يناصرون الجماعات الإرهابية ويدافعون عنها ليلًا ونهارًا بالباطل.
الخُلاصة: نطالب الحكومة ببذل كل ما لديها من قوة لكى يعود المصريون بالخارج إلى أرض الوطن، نُدعمها ونُشجعها ونتمنى لها التوفيق والاستمرار فى إعادة كل مصرى بالخارج يريد العودة بسلامة الله، حتى تطمئن قلوبنا جميعًا.