تتسم حياة إخواننا في الإسلام من الجماعة إياها وتوابعها بالفقر الشديد.. هم لا يعرفون المسرح أو السينما أو حتى التليفزيون.. ولا يتذوقون الفنون ويرفضون التصوير والرسم والنحت والموسيقى وكل أشكال الإبداع الإنسانى.. وهم لا يقرأون الأدب أو حتى الصحف.. ولا يتابعون ما يجرى في الدنيا من تطور في مجالات العلم.. ويكتفون بما يلقنه لهم شيوخهم في دروس ما بعد صلاة العشاء، ومتابعة قناة الجزيرة.. صحيح أن من بينهم من يحمل أعلى الشهادات الدراسية لكنهم خارج إطار تخصصهم مثل أى شخص من العوام
من هنا انحصرت وسائل المتعة في حياة الجماعة وتوابعها من خلال شيئين لا ثالث لهما.. الطعام، والمرأة.
أما عن الطعام فلا يعلى لديهم عن الكبسة.. ومن منهم لديه بقايا انتماء وطنى يفضل الفتة باللحم الضانى.. والكل من عشاق الكوارع والعكاوى والحمام المحشى "لزوم ما يلزم".
وتأتى المرأة لتحتل مكانة متميزة في حياة الجماعة وتوابعها.. لكنها مكانة غاية في التناقض.. من ناحية يتحدثون عن تكريمها واحترامها وتبجيلها، ومن ناحية أخرى هى ليست أكثر من وعاء يصب فيه الرجل ما تيسر من مائه.
وفى كل الأحوال تحتل المرأة النصيب الأكبر من مناقشات الجماعة وتوابعها.. حتى وصل الأمر إلى حد الهوس بما تفعله النساء وما تلبسه وما تأكله وما تنشغل به.. ولا يكاد يمر يوم دون أن نقرأ عشرات الفتاوى في شأن المرأة.
كان أبرزها إرضاع الكبير خمس رضعات مشبعا حتى لا يحرم الرضيع الكبير الجلوس مع المرأة التى أرضعته في وضع الخلوة.. ومثل فتوى الشيخ حجازى محمد شريف الشهير بأبى إسحاق الحوينى بأن النقاب فرض وهو شعار الإسلام.. وتعدد الزوجات فريضة أيضا.. ومن لا يقبل ذلك يتشبه باليهود والنصارى.. وأن الحرب على النقاب ما هى إلا حرب على الإسلام نفسه.. بل تعدى الأمر ما هو أكثر إذ يقول إن هزيمة اليهود وتحرير فلسطين تبدأ بانتقاب المرأة وجلوسها بالبيت.. وفتاوى أخرى أصدرها شيوخ أجلاء من عينة أن جلوس المرأة على الكرسى زنا.. وكذلك نزولها البحر.. وأن المرأة لا يجب أن تدخل على شبكة الإنترنت بدون محرم.. وتحليل جماع الرجل مع زوجته بعد وفاتها بشرط أن يتم الجماع خلال الساعات الست الأولى بعد الوفاة وبالطبع سيكون حراما عليه أن يفعل ذلك إذا فاتت تلك الساعات وتضيع عليه المتعة مع امرأة ميتة.
كتب الإمام حسن البنا في مجلة الإخوان المسلمون ٥ يوليو ١٩٤٧ دستور الجماعة في التعامل مع المرأة وقال "يعتبر منح المرأة حق الانتخاب ثورة على الإسلام وثورة على الإنسانية، وكذلك يعتبر انتخاب المرأة ثورة على الإنسانية بنوعيها؛ لمناقضته لما يجب أن تكون عليه المرأة بحسب تكوينِها ومرتبتِها في الوجود، فانتخاب المرأة سبة في النساء ونقص ترمَى به الأنوثة".
وبعد ٧٣ عاما من إعلان دستور الجماعة بشأن المرأة جاء محمد حسان ليضع تفسيرا جديدا في محاضرة عنوانها (كيف تربى النساء) تحدث فيها عن وظيفة المرأة وقال إن دورها الذى خلقت له يقتصر على أن تنكح وتنجب الأطفال لسيدها كما وصفه الشيخ، مؤكدا أن الزوج هو سيد المرأة فهى تؤتمر بأمره ولا تتحرك إلا نزولا عند رغبته وذلك ما أتى به الدين الإسلامى ولا ينتقص ذلك منها شيئًا، وعودة عصر الحريم لا يشوبه شيء لأن هذا ما يأمرنا به الإسلام.
وهو نفس ما دعا اليه أبوإسحاق الحوينى، عن ضرورة العودة إلى نظام الرق والاستعباد وإحياء زمن الجوارى بإحياء واجب الجهاد، وما يعقبه من حصول المجاهدين على المغانم والسبايا باعتباره الحل للخروج من الأزمة، ويعتبر أن طريقة الغزو والغنائم المالية والبشرية أفضل من التجارة والصناعة وعقد الصفقات وأن من يهاجمون هذا الطرح يستحقون القتال، ليلاقوا مصير من يتم أسره بعد الغزوات !!!!
صحيح إن لله في خلقه شئون.