الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رمضان شهر تغيير الأحوال من الضعف إلى القوة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهر رمضان ليس شهر الصيام والتهذيب والتأديب وقراءة القرآن فحسب، بل هو ايضًا شهر الانتصارات في كل معركة خاضتها أمتنا الإسلامية قديماً وحديثاً، منذ عصر النبوة وإلى عصرنا الحاضر؛ فهذا الشهر تتغير فيه أحوال الأمة بشكل رائع من ضعف إلى قوة، ومن ذلٍّ إلى عزَّة، وأول هذه الانتصارات كانت غزوة بدر؛ تلك الغزوة التي كانت في أول رمضان يفرض فيه الصيام، تلك الغزوة التي سماها الله تعالى بيوم الفرقان، غزوة بدر الكبرى، في السابع عشر من شهر رمضان في السنة الثانية للهجرة وقعت غزوة بدر الكبرى، وهي أولى المعارك المهمة في التاريخ الإسلامي، حيث كان عدد المسلمين فيها ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، وعدد المشركين تسعمائة وخمسين رجلاً، وكان مع المشركين سبعمائة بعير ومائة فرس، بينما لم يكن مع المسلمين سوى سبعين بعيراً وفرسين، ولكن كانت معهم القوة الإلهية، والمعية الربانية التي لا تغلبها أية قوة في الأرض فانتصر المؤمنين على المشركين لتتحول هذه الغزوة الى أول انتصار تاريخى فى سجل الدولة الإسلامية، وفى العشرين من شهر رمضان من السنة الثامنة من الهجرة، كان فتح مكة؛ بعشرة آلاف مقاتل من المسلمين في وضح النهار بعد أن خرج منها ليلة الهجرة وحيدًا ليس في صحبته بعد الله إلا أبي بكر الصديق رضى الله عنه، ودخل النبي مكة بعد أن استسلم أهلها، وهنا ظهرت أخلاق النبي في التعامل مع قومه حينما عفا عنهم جميعا، رغم ما فعلوه به وبأصحابه قبل هجرته إلى المدينة، فكان هذا الفتح من أعظم الفتوحات الإسلامية التى أعز الله بها الإسلام والمسلمين ودخل الناس في دين الله أفواجا وعادت للبيت الحرام مكانته وطهارته ليكون مثابة للناس وأمنا، وفي الثامن والعشرين من رمضان عام 92 هجرية فتحت جيوش المسلمين الأندلس بقيادة طارق بن زياد، وأصبحت الأندلس بعدها مصدراً للعلم والحضارة، ومنها أشرق نور العلم الإسلامي على أوروبا كلها.
وفي يوم 26 من شهر رمضان سنة 583 هجرية دخل صلاح الدين الايوبى بيت المقدس بجيوشه فاتحا منتصرا وطرد منه الصليبيين بموقعة حطين، والتي أنهت الوجود الصليبي في المشرق، وأسفرت عن تحرير القدس، ومعظم الأراضي التي احتلها الصليبيون، بعد ان مكثوا فيه قرابة الثمانين عاما، وفى الخامس والعشرين من رمضان عام 658 هجرية، كانت هزيمة التتار في معركة عين جالوت، بقيادة السلطان سيف الدين قطز، بعدما اجتاحت جيوش التتار كثيرا من دول العالم الإسلامي، وتتوالى الانتصارات في رمضان بالعصر الحديث فنجد أن أعظم الحروب التي حدثت في رمضان هى حرب السادس من أكتوبر، عام ألف وتسعمائة ثلاثة وسبعين، والتي وافقت العاشر من رمضان عام 1393 هجرية، حيث كان توفيق الله سبحانه وتعالى لقواتنا المسلحة في تتويج بلادنا بتاج النصر، لقد تجلت في هذا اليوم قوة وإصرار وعزيمة القوات المسلحة المصرية في قهر الصعاب و تحطيم آمال كل معتدى على صخرة العزة والكرامة، حيث عبرالجيش المصرى العظيم خط بارليف وحطم أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر، وتغيرت الأحوال من الضعف إلى القوة.
وللحديث بقية طالما في العمر بقية.