الثلاثاء 28 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

أفيقوا قبل أن يدهسنا قطار كورونا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حتى الآن نحن بحمد الله وفضله مستورون ولكننا لا نريد أن يحدث ما لا يحمد عقباه فقد بلغ السيل الزبى مع كورونا، فبعد التفاؤل العريض بأن يكون ٢٠ مايو الجارى هو نهاية كورونا في مصر حسبما بشرتنا مؤسسات طبية دولية عالمية بعدما رأت في البداية أننا نبلى بلاء حسنا أمام الفيروس المدمر الرهيب، إذ تقع الصدمة على الجميع أجهزة تنفيذية ومؤسسات صحية عالمية بعدما اكتشف الجميع أننا نعيش في حلم لذيذ غير موجود على أرض الواقع بأن كورونا عدو لنا والبشرية جمعاء.

هذا ما حلمنا به ووضعناه كهدف قومى وأيدت الإحصاءات ببداية أزمتنا مع كورونا أنه بالفعل غير مرحب به في بلدنا بدليل استنفار كل الأجهزة وفى مقدمتها جيشنا الأبيض للقضاء على الفيروس الذى توارى في البداية خجلا بتسجيل إصابات بسيطة جدا مقارنة بدول كبرى أكثر تطورا وإمكانات منا، وساعتها قلنا هذه عظمة المصريين وقت المحنة والشدة الكل على قلب رجل واحد شعبا وحكومة، ولكن تبين لاحقا أننا كشعب بالفعل نرفضه قولا وليس فعلا نعيش حياتنا كالمعتاد وسط الزحام غير مكترثين أو مهتمين بالتدابير الاحترازية التى تملى علينا ليل نهار عبر مختلف وسائل الإعلام وبجميع الفضائيات، نعيش حياتنا كما يحلو لنا، والدليل على أننا شعب لا يخشى الموت على يد كورونا، وهذه ليست شجاعة منا، بل منتهى الحماقة، خاصة أن ديننا يحثنا بألا نلقى بأنفسنا في التهلكة هو ما نراه من استهتار بكورونا في الشارع المصرى، زحام وتجمعات وحوليات تسوق، استعدادا لعيد الفطر المبارك. بصراحة نحن نضع جيشنا الطبى تحت ضغط رهيب، ويوميا نرى سقوط ضحايا لكورونا من الأطقم الطبية، ولكننا لا نرحمهم فلا التزام بالضوابط الصحية الاحترازية مع وجود تعال وعنجهية من البعض في التعامل معهم.

ومن حق وزيرة الصحة النشطة أن تنفعل بأدب جم ينم عن غضبة مكتومة، خشية انفلات كورونا عن السيطرة مع زيادة الإصابات، وبصراحة عندها كل الحق في التحذير الشديد من انفلات كورونا عن السيطرة، وللأسف نحن في مصر نريد كل شىء، أن نعيش حياتنا نعمل ونتسوق ونلهو ونسلم من شر كورونا، ولكن كيف هذا دون أن نكون مثل الشعب الصينى الذى انصاع لقيادته وجيشه الطبى ليعيش سعيدا الآن دون كورونا، اللهم إلا من حالات بسيطة جدا. ولأن الخير يأتى بالخير، فقد رأينا حسن صنيع الرئيس السيسي وحكمته هو والحكومة المصرية، بمساعدة الدول التى عانت في البداية بشدة من كورونا، بإرسال مصر ما تجود به النفس من معونات طبية لشعوب الصين وأمريكا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا وغيرها، وهو الأمر الذى كان مدعاة سخرية من بعض الحاقدين، إذ كيف تناطح مصر السحاب وتتجرأ بمساعدة دول هم ملوك الثروة الاقتصادية والتكنولوجية في العالم، ولا يدرون أنه وقت الشدة لا فرق بين من يملك ومن لا يملك، المهم أنقذ حياتى ولو بابتسامة أو كلمة حلوة أو مساعدة، وبالطبع شعرت هذه الدول بالامتنان فهم يعرفون قدر مصر بلد الشهامة على مدى تاريخها، فردت الدول الكبرى التى ساعدناها في شدتها الحسنى بالحسنى كرد للجميل، فأرسلت الصين كمية من العلاج الذى اكتشفته مع أجهزة وملابس وقائية ضد الفيروس لمصر، وأكدت أمريكا أن مصر من أوائل الدول التى ستحصل على دوائها لعلاج كورونا. وختاما أفيقوا يا سادة قبل أن يدهسنا قطار كورونا ولا نضطر إلى عض أصابع الندم والبكاء على أنفسنا والأحباب.