الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

«كورونا» ويوم الصلاة العالمى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في حالة من حالات التوحد الإنسانى والتقارب الروحى مع الله الخالق دعت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية أن يكون اليوم الخميس ١٤/٥/٢٠٢٠ يومًا للصلاة والدعاء والتقرب إلى الله لرفع الوباء وإنقاذ البشرية، وهى الدعوة التى لاقت قبولًا عالميًا كبيرًا من القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية واليهودية وكذلك من القيادات السياسية وقادة المنظمات الدولية وكبار رجال الأديان في العالم حيث بادر قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان وفضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الازهر بتأكيدهما لهذه الدعوة، كما سيحضر رؤساء دول على رأسهم الشيخ محمد بن زايد ولى عهد الإمارات والرئيس الفلسطينى والرئيس اللبنانى وسعد الحريرى رئيس وزراء لبنان السابق وأمين عام الأمم المتحدة، بالإضافة إلى الرئيس الشيشانى رمضان قديروف وغيرهم الكثير، كما أن الدعوة صدرت ب ١٤ لغة عالمية على رأسها اللغة العربية، وقال مندوب الفاتيكان «إن تجمع العالم للصلاة والدعاء لله لرفع البلاء يُجسد الحلم في وحدة إنسانية حقيقية يحتاجها العالم اليوم أكثر من أى وقت مضى». كما صرح رئيس جامعة الأزهر» أن هذه الجائحة ليست أقوى من إيماننا بالله، وسوف نبتهل لله من أجل الإنسانية ونرفع أكف الضراعة لينقذنا الله من هذا الوباء ويشملنا الله برحمته ورعايته».
هذه الدعوة تجعلنا نخلو إلى النفس لكى نستدعى حالة تأملية روحية فيما حدث نتيجة لهذا الفيروس، في الأيام الاولى لانتشار الفيروس، وقد توقف العالم تمامًا كما لم يحدث قبل ذلك وبتلك الحالة وبهذه المواصفات، مما جعل هناك إحساسا لدى الجميع بحالة من حالات المساواة الإنسانية الطبيعية تتسق مع مشيئة الله في الخلق وإرادته في المساواة الإنسانية، فالجميع القوى والضعيف والغنى والفقير والمتقدم والمتخلف والمؤمن وغير المؤمن في حالة إحساس جماعى كوكبى، غير مسبوق، يُذكر الإنسان بوحدة الإنسانية ووحدة المصير البشرى، فوجدنا من يتحدث عن التوافق العالمى لحل المشكلات وإيجاد العلاج والاتجاه نحو الحماية الصحية والبيئية والبحث العلمى..إلخ، ولكن، وآه من لكن هذه، سريعًا ما وجدنا عودة الطبيعة البشرية للصراع الأزلى الذى دائمًا ما يُلخص في مقولة الصراع بين الخير والشر، وجدنا الجميع يتسابق للاستفادة من الكارثة وتحويلها إلى صراع سياسى لإثبات الوجود أو الحفاظ على هذا الوجود السياسى الذى يعتمد على القوة والغرور والاستغلال على الرغم من كشف وتعرية كورونا للجميع وللسياسات وللشعارات الفارغة التى لا تهتم بغير المصلحة الذاتية على حساب مصلحة الجميع، على الرغم من أن مشيئة الخلق تهدف إلى وحدة الإنسانية مع الاختلاف الذى يؤكد الوحدة، فكل الخليقة تؤمن بالله أو الاله أيًا كانت صفته وقدرته، وكل الأديان تدعو للصلاة والصوم والأخلاقيات، ولكن الصراع الدنيوى والمصالح الذاتية تحول القيم وتلك المبادئ وعظيم الإيمان إلى صراع يتشابه مع الصراعات الأيديولوجية بوجهها السياسى والاقتصادى والاجتماعي، هنا يتحول التوحد الإنسانى إلى صراع بين الإنسان والإنسان، والأهم أن هذا الصراع يتخفى وراء ستار دينى يتاجر بالدين ويستغله لمصالح ذاتية وسياسية، هنا فوثيقة الأخوة الإنسانية التى صدرت منها تلك الدعوة هى وثيقة تؤكد هذه الوحدة الإنسانية مع التعددية الدينية، فاليوم سيقف الجميع بتعدد أديانهم أمام الله الخالق القادر ويسألونه العفو وإزالة الغم وإزاحة الكارثة، فهو القادر على كل شيء، في الوقت الذى يعلم فيه الجميع أن الله الخالق والآمر بالصلاة والصوم هو أيضًا الداعى إلى العمل والعلم والجد والاجتهاد بعيدًا عن التقاعس أو إبراء الذمة بالصوم والصلاة دون العمل، فهذا اليوم العالمى للصلاة لا يتناقض مع البحث العلمى الذى يُوجد المصل الواقى ولا مع رصد المتغيرات ووضع برامج سياسية واقتصادية لاستيعاب نتائج تلك المتغيرات القادمة، فيوم الصلاة العالمى يؤكد وحدة الخلق ووحدانية الله ووحدة الإنسانية، ولذا فياليت هذا يجعلنا نقبل الآخر المختلف دينيًا وحتى غير المؤمن أصلًا، فهذا كله موكل لله الذى سيحاسب الجميع بالعدل والرحمة، كما نعلم أن حتى الكنائس التى لم تُعلن مشاركتها في هذا اليوم هى أيضًا بالتأكيد ستصلى،لأن الكنائس والمساجد والمعابد عملها الأصلى هو الصلاة لله لكى يزيل الغمة. أزال الله الغمة من على العالم بأكلمه فهو على كل شيء قدير.