الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الوعي والخروج عن الوعي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في ظل الكوارث والأزمات وفى ظل انتشار الأوبئة والرعب يملأ القلوب قد يكون من غير المناسب ذكر كلمة الوعى والتفهم للموقف وقد يكون من الأنسب ذكر النظام وكيفية فرضه بكل الطرق للخروج من هذه الكوارث.. لا وقت لاستجداء الوعى ولا انتظار تفهم الموقف من الشعوب في وقت البلاء فهناك حوائج خاصة تدفع الناس إلى خرق كل الأنظمة وعدم الإكتراث بالخطر ظنا منهم أنهم بمنأى عنه ثم يأتى النظام العام بالمرتبة الثانية بعد قضاء حوائجهم الشخصية وهو ما يؤخرنا جميعا في التقدم في مواجهة جائحة كورونا. وفى ١٤أبريل الماضى كتبت مقالًا بعنوان كورونا وأنصاف الحلول وقلنا فيه إنه في خضم الإخطار المحتدمة التى تحيط بدول العالم جراء تفشى جائحة كورونا تذهب العديد من الدول إلى منتصف الطريق ولا تكمل مسيرتها في مواجهة هذه الجائحة حيث يضطرب الأمر أمامهم كمن يسير دون هدف سوى تقليد الإجراءات التى اتخذتها بعض الدول وخصوصا الصين في مواجهتها لهذا الفيروس اللعين ولا تمعن العقل في هذا ولا تستفيد حق الاستفادة من التجربة الصينية التى نجحت رغم أنها أكبر دول العالم ازدحامًا.. وذكرنا أن الصين تدرجت في إجراءاتها ضد هذا الفيروس حتى وصلت إلى الحل البات والذى توقف معه انتشار المرض وهو الحظر الكامل والعزل الكامل لكل المناطق التى وصل إليها الميكروب وأنها أعدمت كل فرصة قد يصل الميكروب من خلالها إلى منطقة أخرى وهو ما أدى إلى انحسار المرض في أضيق حدود ومن ثم القضاء عليه بصفة نهائية.
وقلنا إن ما يعد من أنصاف الحلول ولا يعد حلا ذا تأثير هو تطبيق الحظر الجزئى فإن فلسفة تطبيق الحظر هى إعدام فرص انتقال المرض بين المواطنين أثناء مماراساتهم لحياتهم اليومية وهى حلول لا تقبل التجزئة.. إما حظر أو لا حظر وتدرج الصين في خطواتها كان لحداثة العهد بهذا الفيروس ويجب عندما نتعامل مع مثل هذه الكوارث أن ننتقل إلى آخر الإجراءات وليس السير على نفس الخطى حيث إن الصين لم تسير بخطوات تدريجية وإنما كانت تجرى تجارب للإجراءات التى اتخذتها وتترقب النتائج حتى وصلت للطريقة المثلى في منع انتشار هذا الفيروس وهو الحظر الكامل وغلق كافة نواحى الحياة والحركة والانتقال وهو ما أوقف نزيف الإصابات وأدى في النهاية إلى السيطرة على الموقف وقلنا ما فائدة أن نطبق حظرا جزئيا ليلا والناس نيام ثم يعودون ليلتحموا نهارا في وسائل المواصلات المختلفة والمصالح الحكومية وغيره.. إلخ إلخ. والمفروض فورًا إذا كنا نريد تأجيل المرحلة الثالثة من الإجراءات فرض ارتداء الكمامة على كل من ينزل إلى الشارع ‏ أو فرض الحظر الكامل ولا حلول وسط في هذا ولا يجب أن يؤخذ رأى لأحد في هذا إلا الأطباء فاستمرار الجائحة ولو بشكل بطيء هو كارثة إن لم نتصدَ لها بحزم وبقوة فستكون الكارثة فأنصاف الحلول هى بمثابة النزيف الذى يؤدى استمراره إلى إضعاف مقاومة الدولة شيئًا فشيئًا إلى أن تنهار قواها في مقابل اتساع الكارثة ما يؤدى إلى التهلكة لا قدر الله عز وجل ونجا مصر منها.. وللحديث بقية.