"محمد نادى" اخر ضحايا فيروس كورونا ابن قرية شبرا بخوم بمركز قويسنا في محافظة المنوفية، شاب في مقتبل العمر، قصته ابكت كل من قراها، وكانت كالجرس الذى دق على ابواب من لا يعترفون بالمرض.
ففى يوم 16 من شهر مارس الماضى، نشر " نادى" عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك" مقطع فيديو استهان فيه بالمرض ووصفه بـ"الاكذوبة" في الوقت الذى كان يموت المئات جراء الفيروس اللعين، فكان الشاب يحذر الناس من الانسياق خلف فزاعة فيروس كورونا لأنه لا يخرج عن كونه مؤامرة سياسية، ولاقى هذا الفيديو رواجًا كبيرًا بعد إصابته بالمرض.
محمد نادى الذى وثق كل شيء على رحلته مع المرض حتى لحظاته الأخيرة ونطق الشهادة قبل وفاته بدقائق وتوفي متأثرا به داخل مستشفى العزل في 15 مايو، متزوج ولديه طفلة يعمل في احد الفنادق بالقاهرة، عقب معرفته باصابته بالفيروس اللعين كانت امنيته ان يشفى لاجل طفلته.
وفى 3 مايو كتب محمد نادى على صفحته منشور " كلمتين اول ما قدرت اكتبهم كتبتهم انا بقالي أسبوع في العنايه المركزه لانه عملي مضاعفات كتير في جسمي خصوصا الكلى والرئه ياما اتقالي خليك في بيتك بلاش خروج وانا ولا حياه لمن تنادي ذلآ مني وراء لقمه العيش الكاذبه لكني أحمد الله الواحد الأحد ارجوكم بلاش استهتار لانه مرض مش سهل وقاتل وبيدمر كل حته فيك محدش بيموت من الجوع متغامرش بحياتك المرض منتشر جدا في مصر وخصوصا المنوفيه انا للاسف عديت اخواتي ابقى في بيتك انه قاتل لعين وادعولي من قبلكم بنيه للشفاء العاجل من هذا الفيروس اللعين فضلا وليس أمرا جزاكم الله خيرا".
نادى، لم يفلت وحده من المرض بل تسببت اصابته في إصابة والده ايضا وكتب على موقع التواصل الاجتماعي منشور في 4 مايو يطالب أصدقائه بالدعاء لوالده " ارجوكم يا جماعه ادعوا لوالدي الحاج نادي وهدان في مستشفى الصدر لانه مصاب بكورونا ارجوكم حالته وحشه يارب هونها بقا يا ترى مين عليه الدور تاني".
وانتشرت في الساعات الاخيره فيديوهات مؤثرة كان يبثها نادى عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي حيث تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة شديدة، وهو يستغيث بالأطباء والممرضين، لإنقاذه بعد أن اشتد عليه المرض، كذلك انتشر فيديو آخر له، وهو يحاول النطق ولكنه لم يتمكن من ذلك، ولم يُفهم من حديثه إلا محاولته نطق الشهادة.
نادى حاول ان يوثق معاناته بعد اصابته بفيروس الكورونا الذى وتدهور حالته وإصابته بمرض الربو، إلا أن المرض استطاع أن يتغلب عليه في النهاية، ليرحل محمد متأثرا بإصابته بفيروس كورونا.
