الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الذكرى السادسة عشر لرحيل حكيم العرب.. زايد رمز الخير والوحدة والسلام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في التاسع عشر من رمضان 1425هـ الموافق 2 نوفمبر 2004 م رحل عنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، رمز الحكمة والوفاء والعطاء والتسامح رجل الدولة والفكر والقرار رجل الوحدة ولم الشمل والاتحاد، بانى صرح دولة الإمارات العربية المتحدة ورافع علم المصير والهدف والتطلعات والأمانى الواحدة، غارس حجر الأساس لمستقبل شعب دولة الإمارات.. قبل قيام الدولة كنا متشرذمين ضعفاء يعبث بنا الجهل والتناحر القبلي، جاء الشيخ زايد رحمه الله بعزيمة وإصرار المحب المخلص الوفى لتراب هذا الوطن ولأبنائه لينتشلنا من غياهب الظلام والضعف إلى وحدة الصف والقرار والمصير.. ولن يتحقق هذا المشروع الوطنى الوحدوى الكبير لولا إيمان الشيخ زايد رحمه الله وإخوانه حكام الإمارات الراسخ بأنه لا مفر من رص الصفوف وتوحيد الرؤى والهدف والكلمة والمصير.. وقدم الشيخ زايد الغالى والنفيس من أجل تحقيق هذا الهدف فتحقق له ما أراد... ولن تكون فرحة أهل الإمارات بإعلان قيام الدولة في الثانى من ديسمبر 1971م تعادلها فرحة، فهى فرحة وطن يتوق إلى الوحدة والحرية بعد مسيرة مظلمة ذاق خلالها الشعب الويل من الفقر والجهل والشتات والتناحر والصراعات القبيحة المقيتة.. فحول الشيخ زايد الأرض القاحلة إلى واحة غناء والصراع إلى محبة وأخوة وتسامح ووئام. والجهل إلى منابر علم ونور والفقر إلى حياة رغد ورفاهية وعيش كريم.. والخوف إلى طمأنينة وأمن وسلام.. بل أصبحت دولة الإمارات منارة خير ومصدر رزق لكل البشر.. فالشيخ زايد لم يؤسس دولة عاديةعابرة، بل وضع منهجًا علميًا وعمليًا واضحًا مع سريرة نظيفة نقية طاهرة قوامها حب الإنسان والوطن وضمان الحقوق والواجبات والعدالة للجميع.. وأمد شعبه بطاقة هائلة من الإيجابية الصادقة الصافية، المخلصة. وآمن بأهمية العلم والعمل والمشاركة الفاعلة للجميع في أعمال التنمية والسعى الجاد المخلص من أجل تحسين مستوى المعيشة لأنه يريد أن يكون للدولة دور ريادى في عالم لا يؤمن إلا بالعمل والعلم والوحدة والمشاركة الإيجابية وهى أسباب جوهرية لتقدم ونهضة الشعوب.. أيقن الشيخ زايد رحمه الله أن أى كيان لا يقوم على هذه الأسس سوف ينهار ويتبعثر ويذهب مع الريح ولن يكون له موطئ قدم في العالم المتحضر المزدهر.. ولن يلتف إليه أحد.. ومن هذه الرؤية الثاقبة والفكر المستنير انطلق زايد وحلق في الآفاق ووضع بصمته على صرح قل مثيله في العصر الحديث وسجل بأحرف من نور مسيرة حافلة بالخير والعطاء والذكرى الطيبة.. احتوى الشيخ زايد كل البشر على مبدأ الاحترام المتبادل مع جميع دول العالم.. وحفر اسمه في سجل الإحسان ونصرة الملهوف والوقوف بحانب المظلوم والضعيف.. وكان حضوره كبيرًا ومؤثرًا في الأحداث في كل المحافل الدولية ودوره بارزا في لم شمل الأمة العربية والإسلامية، إلا أن الإنجاز الأكبر والأهم للشيخ زايد رحمه الله هو إرساء دعائم قيام دولة الإمارات على أسس قوية ومتينة، هدفها الأول والأخير لم شمل الأمة تحت راية واحدة والإيمان المطلق بالمصير الواحد لأبناء الوطن وتحقيق الازدهار والرخاء للجميع بدون تفرقة أو تمييز... وعلى مدى 34 سنة استطاع الشيخ زايد بمساعدة إخوانه حكام الإمارات بلوغ هذا الهدف السامى وأصبحت دولة الإمارات نموذجا يحتذى وكيانا يضرب به المثل في التطور والازدهار والرقى والتسامح والعدل، ونحن اليوم نعيش ذكرى رحيل المؤسس البانى لا بد أن نتمسك بكل هذه المبادئ التى آمن بها الشيخ زايد وأفنى لها عمره وسخر لها فكره وجهده وماله.. حتى أصبحت جوهرة الشرق ومنارة للخير والنور.. فلنحافظ على دولتنا من أى أطماع أو أفكار أو دسائس تشوه البنيان القوى المتين والصرح الكبير الذى شيده زايد وسوره بإيمان شعبه بالمصير والهدف ولن نقبل من أى كان أن يسىء أو يخل بأمن وطنا أو يقلل من شأن وحدة مصيرنا وصلابة وقوة رايتنا، فنحن قلب واحد في كل الظروف والأحوال، نعيش تحت قيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله وراية دولة الإمارات العربية المتحدة، ونكون أوفياء لتراب الوطن والعلم.. الذى رفعه زايد وهلل له شعب دولة الإمارات الأبى، حفظ الله وطننا من كل مكروه وسوء وشر وجعلنا الله دائمًا مصدر خير وعطاء ونبراس نور لجميع البشر والمدر والطير والشجر.. ونحن نعيش هذه الأيام المباركة نفحات شهر الرحمة والعفو والغفران نرفع أكف الضراعة إلى الله الكريم الرحيم الودود أن يتقبل فقيدنا الكبير بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.. اللهم أمين.