بدأت مرحلة جديدة يعيشها العالم، واليوم بعد أن طال أمد بقاء الفيروس ..فالحاجة إلى الحياة والعيش دعت حكومات العالم إلى التحول من السكون المطبق إلى الحركة المحدودة الحذرة ..بعد أن أضيرت اقتصاديات العالم وتأثرت كل مناحى الحياة ..فلن يستطيع العالم أن يتحمل أن تستمر الحياة على هذا النحو ..فبدأت الدول ترفع القيود تدريجيا إو تشرع فى ذلك ولم يعد هناك سبيل أخر إلا بإعادة مظاهر الحياة والتعايش مع هذا الوافد الجديد لحين ٱشعار أخر
وهذه الحركة الجديدة ستفرض إيقاعا جديدا فى التعاملات التجارية بين دول العالم فلن يخلو أيا منها من التعامل عن بعد وهو يعنى تصدر التجارة الإلكترونية المشهد ..كما أن المناسبات والاحتفالات والمهرجانات تبحث عن صيغة جديدة يكون معيارها الأول عدم تواجد أى تجمعات مماثلة لما كان يحدث قبل الفيروس ..المعيار الوحيد هو التباعد الاجتماعى وذلك من خلال إجراءات جديدة تهتم بأعداد الحاضرين وكيفية دخولهم ٱلى المكان وكيفية جلوسهم وانصرافهم ..أما العلاقات الأسرية والاجتماعية ستفقد جزء كبير من الحنونية والاقتراب فقد انتهت الأحضان واختفى التقبيل والمصافحة.. كذلك نجد أن معايير الصحة والسلامة المهنية بالنسبة للعاملين فى المشروعات الإنشائية والمؤسسات الصناعية سيضاف ٱليها معايير أخرى تختص بهذا المرض ..أما التعليم عن بعد سيكون هو المشهد الواحد لجميع الدارسين والمتعلمين فى العالم ..وسيصبح كل ذلك يحكمه معايير البعد عن التجمعات وانتهاء دور استقبال الأماكن التعليمية لدارسيها ..وفى ظل هذا التحويل الذى حتما سيحتاج إلى وقت ليس بالقليل ستعانى البشرية فى تكبدها خسائر فادحة ..وستنغلق الكثير من الدول على نفسها من الداخل وتحاول أن تقيل عثراتها فلم يعد التعاون بين الدول ممكنا مثل ماكان عليه سابقا ..سيعاد ترسيم خريطة العالم الاقتصادية وستتغير أشكال الحياة وسيلازمنا كل مايعرف بالحركة الحذرة المحدودة حتى يرحل هذا الفيروس الذى فرض تغييرا جبريا على الكوكب الأرضى.
