الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ليبيا.. "طيور الأبابيل" تفتك بأطماع أردوغان وتعجل بتحرير طرابلس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جثث المرتزقة السوريين تشعل نيران الحرب بين أنصار تركيا فى سوريا


حاول الإعلام التركى الإخوانى تصوير عملية احتلال مدينتى سبراطة وصرمان وبعض المدن الواقعة غرب طرابلس وحتى رأس جدير النقطة الحدودية مع تونس باعتبارها انتصارا عسكريا كبير لمرتزقة اردوغان وعصابات حكومة فائز السراج رغم أن تلك المدن كانت تدين بالولاء للقوات المسلحة العربية الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر دون تواجد عسكرى كبير بها لقوات الجيش وبدعم الطائرات الحربية التركية تمكنت عناصر المرتزقة والجماعات الإرهابية من اقتحام تلك المدن ما أجبر قوة الحماية الصغيرة التابعة للجيش العربى الليبى على الإنسحاب.
وكان خبراء عسكريون ومن بينهم اللواء طيار د- هشام الحلبى قد قللوا من شأن تلك العملية من الناحية العسكرية وأرجع اللواء حلبى سرعة احتلال تلك المدن إلى وقوع مشايخها تحت ضغوط وتهديدات كبيرة من قبل حكومة السراج.
وفى أعقاب تلك العملية الدعائية بامتياز حاول المحتل التركى استثمار الزخم الاعلامى بشن عدة هجمات على مدينة ترهونة (88 كم جنوب شرق طرابلس) بدفع الآلاف من عناصر المرتزقة ومليشيات السراج المدعومة بالطائرات التركية المسيرة، وبعد نجاح الجيش الليبى فى صد تلك الاعتداءات ركزت جهود المحتل التركى على قاعدة عقبة بن نافع الواقع فى منطقة الوطية (140 كم جنوب غرب طرابلس) لأهميتها الاستراتيجية كونها أكبر قاعدة عسكرية جوية تستوعب أكثر من سبعة آلاف جندى.
استعادة قاعدة الوطية كانت بمثابة قطعة الجبن التى استدرجت جرذان السراج ومرتزقة أردوغان إلى حتفهم بعد أن بشر زعيم الإرهاب الدولى رجب طيب أردوغان باحتلالها بقوله فى خطاب رسمى قبل شن هجماته عليها بيوم واحد "قريباً ستأتى أخبار سارة من ليبيا".
الجيش العربى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر لم يكتف باستراتيجية دفاعية عن مناطق تمركزاته الرئيسية فى ترهونة والوطية، ففيما بدأ عملية هجومية فى أحياء قلب العاصمة طرابلس أطلق عملية الطيور الأبابيل التى نجحت من خلالها الطائرات الحربية الليبية فى تدمير عدة أهداف استراتيجية داخل مدينة مصراته معقل التنظيمات الإرهابية ومخازن الأسلحة التركية حتى أن سكان المدينة اعتقدوا أن زلزالا قويا يضرب أركان المدينة.
طيور الأبابيل الليبية تمكنت بحسب مصادر ليبية من تدمير 90% من ترسانة الأسلحة والقدرات العسكرية للمحتل التركى وحليفه الخائن فائز السراج والتى كانت قد وصلت عبر شحنات منتظمة من المنطقة الحدودية مع تونس.
وبعد نجاح المقاتلات الليبية فى تدمير القدرات العسكرية للمحتل الأجنبى رصد الجيش الليبى تزايداً فى حجم الطائرات التركية والقطرية التى تهبط فى مطار جربة جنوب تونس بعضها جاء تحت غطاء إنسانى بادعاء أن حمولتها من المعدات والمساعدات الطبية لليبيا لمواجهة خطر فيروس كورونا.
الأحزاب المدنية التونسية كانت أول من ألقى الاتهام على زعيم حركة النهضة ورئيس البرلمان التونسى الإخوانى راشد الغنوشى، وحذرت تلك الأحزاب من توريط بلادهم بشكل أكبر فى المسألة الليبية.
ويشى تصاعد غضب القوى السياسية التونسية من السياسات المتآمرة من قبل حركة النهضة بأن التواجد التركى المكثف فى المناطق الحدودية الجنوبية مع ليبيا ستتسبب فى اندلاع صراع سياسى طاحن قد يطيح باستقرار تونس.
موقف البعثة الأممية للدعم فى ليبيا يحمل الكثير من الغموض والالتباس، ففيما بادرت البعثة لإدانة قصف مطار معيتيقة لم تحرك ساكناً حيال تحويل المطار إلى قاعدة للعمليات العسكرية وإقلاع الطائرات الحربية المسيرة كما أنها لم تصدر بيان إدانة واحد ضد استهداف مليشيات السراج ومرتزقة أردوغان للأحياء المدنية داخل مدينة طرابلس ودون تحقيق مسبق باتت تسارع باتهام الجيش الليبى الذى نفى فى وقت سابق اتهامه باستهداف منطقة زاوية الدهمان التى تقع فيها كل من السفارتين التركية والإيطالية؛ وهو الاتهام الذى وجهه إليه المليشياوى فائز السراج عقب سقوط صواريخ فى المنطقة، بينما وبالتحليل السياسى البسيط من المستحيل أن يخطو الجيش العربى الليبى مثل هذه الخطوة من الناحية البرجماتية لعلمه المسبق بأنها تثير غضب وحفيظة المجتمع الدولى الذى بدا مؤيداً وداعماً لسياسات أردوغان فى ليبيا وجرائم مرتزقته.
وعلى صعيد العمليات القتالية أحرزت كتائب وألوية الجيش العربى الليبى تقدمات كبيرة داخل أحياء طرابلس وأسفرت تلك التقدمات عن فرار الآلاف من عناصر المرتزقة السوريين ومليشيات السراج إلى داخل شوارع قلب العاصمة علاوة على مقتل المئات منهم خاصة مع انطلاق عملية طيور الأبابيل إضافة إلى استخدام المدفعية الثقيلة وقد تسببت تلك العمليات طبقاً لإخر الإحصاءات التى تمكن المرصد السورى لحقوق الإنسان من رصدها فى مقتل 268 مرتزق سورى علاوة على أسر المئات؛ وقد ألقت تلك الخسائر فى صفوف المرتزقة السوريين إلى وقوع انشقاقات كبيرة وصلت إلى حد وقوع الاشتباكات المسلحة بين الفصائل السورية الموالية لتركيا حيث بدأت بعض الفصائل تعلن رفضها لسياسات أردوغان معها وتجنيد مئات وآلاف العناصر لإرسالهم إلى ليبيا ومن بين تلك الفصائل فصيل أحرار الشرقية الذى تتكون غالبية عناصره من أبناء العشائر العربية السورية حيث أعلن الفصيل انشقاقه كذلك أعلنت عدة ألوية تابعة لفريق السلطان مراد التركمانى الموالى لتركيا إنشقاقها عن الفريق وقامت بسحب نحو 2000 عنصر تابع لها من نقاط التمركز الخاصة بفريق السلطان مراد وهو أحد أهم الفرق المتواجدة داخل العاصمة الليبية طرابلس وقد نتج عن تلك الانشقاقات وقوع بعض الاشتباكات بين فريق أحرار الشرقية وفريق السلطان مراد فى مناطق رأس العين وتل أبيض بمحافظة الحسكة السورية.
هذه الانشقاقات التى تواترت أنباءها فى وسائل الإعلام الدولية تشى بأن أردوغان يواجه تحديات خطيرة على المدى القريب والمتوسط منها مدى إحكام قبضته على الفصائل المقاتلة السورية الموالية له والمتواجدة فى مناطق نفوذه العسكرى مما يزيد الأوضاع فى تلك المناطق تعقيداً ويؤثر سلباً على قدرة أردوغان فى تحقيق مصالحه بمناطق الشمال السورى.
غير أن التحدى الأكبر الذى سيواجهه أردوغان هو عجزه عن تجنيد المزيد من المقاتلين السوريين وإرسالهم إلى ليبيا خاصة إذا لم يتم استيعاب التوتر بين الفصائل والتنظيمات السورية الموالية له واتسعت رقعة الاشتباكات المسلحة، حيث ستفضل الفصائل والفرق مثل السلطان مراد الاحتفاظ بعناصرها لمواجهة المنشقين لتنضم هى الأخرى للجانب الرافض لارسال عناصره إلى ليبيا ولكن ليس معارضة لسياسة أردوغان فى هذه المرة وإنما للدفاع عن نفسها.
على الصعيد الليبى كشف العديد من المرتزقة الذين وقعوا فى الأسر أنهم قد خدعوا من جانب قادتهم السوريين المحليين حيث قيل لهم ووفقاً لاتفاقهم مع الجانب التركى سيذهبون إلى ليبيا لحراسة المنشآت النفطية وبعض المناطق الحساسة بعقود عمل لثلاثة أشهر مقابل 2000 دولار شهريا لكنهم فوجؤا أنهم جاءوا لينخرطوا فى حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وأن بعضهم لم يحصل منذ جاء سوى على المال القليل بينما لم يحصل بعضهم الآخر على أى مبالغ.
وكشفت تقارير صحفية دولية أن 190 مرتزقاً سورياً فروا من ساحات المعارك وأعلنوا رفضهم خوض غمار الحرب وذكر كثيرون منهم أنهم جاءو لكسب المال ثم الانطلاق من ليبيا نحو أوروبا فى قوارب الهجرة غير الشرعية بحثاً عن حياة أفضل من وطنهم الأصلى فى سوريا.
وطأة ضربات سلاح الجو الليبى والنيران التى تلقيها عملية طيور الأبابيل على مدار الساعة تنبئ بأن مئات المرتزقة السوريين قد يفضلون النجاة بحياتهم لتسليم أنفسهم للجيش العربى الليبى حفاظاً على أرواحهم بعد أن خسروا أحلامهم بالمال والهجرة إلى أوروبا أو العودة إلى أوطانهم وهو ما سيشكل تحدياً عسكرياً خطيراً ينسف أطماع أردوغان ويبدد كل المال القطرى الذى أنفق لشراء السلاح وجلب المرتزقة.