لا أُنكر أن شعور القلق تغلب عليا لفترة من الفترات حتى أننى كنت أغفل عن ماهيتى العلمية وأتتبع لينكات كانت قد نُشرت في بداية ظهور الوباء، وكان محتواها يؤكد أن كورونا لا يُصيب الأطفال، ومع أننى كنت متأكدة من زيف ما هو مكتوب إلا أننى كنت أبحث عن الطمأنينة حتى أعلنت مدرسة سيتى الدولية، التى بها أبنائى وجود حالة زميل لهم مصاب بكورونا، شعور الأم تغلّب على كل شيء، الخوف والقلق استطاعا أن يسيطرا عليّ لبعض الوقت، لكننى سرعان ما لملمت روحى ووضعت خطة لمواجهة كورونا، وأدركت أن هذا الظرف القاسى هو فرصة جيدة لنعلم أطفالنا أشياء مهمة جدا في حياتهم، كان أولها دعمهم لزميلهم «آدم»، الذى أُصيب بفيروس كورونا، وقد ساهم هذا الدعم في رفع الروح المعنوية له ولهم فتغلب آدم على الفيروس وتغلب زملاؤه على الخوف.
رسالة على إيميل سوبر مامى
لا أدرى إذا كانت رسالة استفسار أم أنها فكرة أحبت تلك الأم أن تشاركنى إياها، أو أن تعرضها على فأقول لها: أصبتِ في هذا الأمر، جاء في رسالة هذه الأم: ابنى سألنى ما هو كورونا؟ ولماذا جاء؟ وهل سنموت منه يا أمي؟ أسئلة صعبة على ربة منزل عادية إلا إذا كانت الحياة علمتها الحكمة، الأم الطيبة قالت: كان ردى على طفلى: «كورونا ده مرض زى أى مرض موجود، زى الأنفلونزا بس هو أتقل شوية، والمرض بيجى من أسباب كتير منها الإهمال أو عدم التغذية أو الضعف أو التلوث، والموت يا ابنى له ميعاد كل اللى علينا إننا ناخد حذرنا من أى مرض إما بالوقاية أو بالعلاج».
في الحقيقة هذه الأم البسيطة فعلت النقطة الأولى المهمة للنجاة بأطفالنا من هذا الوباء وهى:
1- «التحدث مع الطفل»
يجب على الأمهات والآباء التحدث مع الطفل حول تفشى فيروس كورونا بطريقة يمكن الطفل فهمها، وشرح الأمر له حتى يستوعبه والسماح له بالأسئلة والصبر في الإجابة عليها، كما يجب تعليمه الإجراءات الوقائية اليومية وشرحها له بالفوائد مثل أن غسل اليدين يمكن أن يحافظ على صحتهم ويمنع انتشار الفيروس إلى الآخرين.
2- ممارسة الرياضة
شجعى طفلك على ممارسة الرياضة للحفاظ على صحته البدنية والعقلية واستخدم فواصل النشاط الداخلى مثل فترات الراحة طوال اليوم لمساعدة طفلك على البقاء بصحة جيدة وتركيز.
3- التواصل الاجتماعي
لا تجعلى طفلك يصل إلى مرحلة الاكتئاب، فمعروف أن الأطفال يحبون الحركة والتنقل واللعب، وأمر بقاؤهم في المنزل صعب للغاية عليهم لذلك حاولى قدر الإمكان أن تجعلى طفلك يتواصل مع أصدقائه والعائلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
4- ساعديهم على مواصلة التعلم
ابقي على اتصال مع مدرسة طفلك، تقدم العديد من المدارس دروسًا عبر الإنترنت، راجعى المهام الدراسية من المدرسة، وساعدى طفلك على تحديد وتيرة معقولة لإنجاز العمل قد تحتاج إلى مساعدة طفلك في تشغيل الأجهزة، وتعليمات القراءة، وكتابة الإجابات.
5- اصنعى قدوة لطفلك
في هذه الأوقات تظهر معادن الناس كما يقولون، تنتشر الإيجابية ويصنع الكثير من حولنا بطولات ونجاحات رغم حصار الفيروس، أشيرى لطفلك على هؤلاء الذين يساعدون الناس، على الأطباء وتفانيهم في القيام بدورهم، على الدور المهم الذى يقوم به طاقم التمريض، على أهمية التعليم والعلماء.
6- حافظى على هدوئك
ستتمكنين من مساعدة أطفالك على نحو أفضل إذا كنت أنت أيضًا تتعاملين مع الوضع على نحو ملائم. وسيتأثر الأطفال بردود أفعالك إزاء الأخبار، لذا من المفيد لهم أن يعرفوا أنك هادئة وتحافظى على رباطة جأشك. وإذا كنت تشعرين بالقلق أو الانزعاج، فخصصى وقتًا للاعتناء بنفسك وتواصَلى مع أقارب آخرين وأصدقاء وأفراد تثقين بهم من مجتمعك المحلي.
الفيروس والموسيقى
عليكِ أن تدركى أن الموسيقى تنتج تأثيرا على العقل، يشبه تأثير الدواء الجيد على الجسم، ففى جسم الإنسان ذخيرة ضخمة لمحاربة الجراثيم والوقاية من الأمراض، فالموسيقى الهادئة تعمل على خفض ضغط الدم الشريانى، وسرعة النبض، ونسبة الكورتيزون في الدم، كما أن تنمية الإحساس بالموسيقى لدى الأطفال يساعد على نمو الصحوة الفنية فُيخرج الطفل مشاعره في لوحات فنية وقد رأينا رسومات على مواقع التواصل الاجتماعي للعديد من الأطفال يعبرون فيها عن رأيهم في كورونا وتخيلهم لهذا الفيروس، وتحديهم له وانهياره، أو رسمه في صورة شرير يتغلب عليه رجل المستحيل.
الطفل عبدالله الأسوانى
مثال على ذلك الطفل الأسوانى الشهير عبدالله أحمد عبدالرازق، صاحب الصوت العذب الذى انتشر مؤخرًا عبر منصات السوشيال ميديا، بأغنية لمواجهة فيروس كورونا المستجد، وظهر الطفل الأسوانى الذى يطلق عليه "طفل الجردل" في مقطع فيديو جديد وهو يغنى أغنية "كورونا"، ويقول فيها: "يا كورونا مالك ومالنا، يا كورونا سبينا فحالنا، إحنا إلى فينا مكفينا، إيه إلى جايبك عندينا، ملكيش مكان وسطينا، يا كورونا مالك ومالنا يا كورونا سبينا فحالنا. هذا الطفل أبدع بطريقته وبموسيقى بسيطة بأدواته ووصل لكل هؤلاء المتابعين.
الفيروس قد يكون مصدر إلهام
قد يلهم وباء كورونا (كوفيد-١٩) أكثر من الخوف أو العناوين الرئيسية المحبطة في وسائل الإعلام العالمية، لكن في فيتنام، انبثقت عنه أغنية بعنوان Ghen Cô Vy، التى كانت في البداية عبارة عن رسالة وقائية ضد الفيروس، إلا أنها في طريقها لأن تصبح أيقونة يوتيوب بعد أن وصل عدد مشاهداتها في فترة زمنية قصيرة إلى عدة ملايين من المرات، بالإضافة إلى تشاركها على شبكات التواصل الاجتماعي، بحسب (euronews).
الأغنية، التى تؤدى على إيقاع البوب، هى نتاج تعاون بين المعهد الوطنى للصحة المهنية والبيئة الفيتنامى وKhc Hng للموسيقى والأغانى، ويتغنى بها نجما البوب الفيتناميان MIN وErik.
يوضح موقع Saigoneer أن لحن الأغنية مقتبس من لحن سابق لهذين الفنانين بعنوان Ghen، مع تغيير في الكلمات لتصبح تتحدث عن أصل فيروس كوفيد-١٩ والممارسات الجيدة للحماية والوقاية منه، مثل: اغسل اليدين، لا تلمس وجهك إلخ.
أهم النصائح للأمهات لوقاية الطفل
- تطهير الأيدى بالكحول أو الجيل المعقم.
- تقليل تواجد الطفل في الأماكن المزدحمة.
- تهوية المنزل جيدا والسماح لأشعة الشمس بالدخول.
- وضع الملابس فترة كافية في الشمس.
- تعقيم الأسطح والأرضيات بالكلور.
- غسل اليدين بطريقة صحيحة من خلال غسل باطن اليد وظاهر اليد وبين الأصابع نحو ٣٠ ثانية تحت الماء الجاري.
- تنظيف الأسنان مرتين في اليوم.
- تجنب تناول المضادات الحيوية والأدوية غير الضرورية.
- تناول الطفل كميات كافية من السوائل والماء.
- ابتعاد الطفل عن المدخنين.
- تقليل اختلاط الطفل بالحيوانات.
طرق لزيادة مناعة الطفل
- إذا كان الطفل حديث الولادة يجب الحرص على الرضاعة الطبيعية.
- تغذيته من خلال تناوله ٣ وجبات، بينها وجبة خفيفة، وتحفيزه على تناول الفواكه والخضروات.
- تناول الفيتامينات والمعادن لرفع المناعة، مثل الحديد والزنك وفيتامين سي.
- النوم الكافى ضرورى جدا، لنموه وتقوية مناعته.
- ممارسة الرياضة لتقوية كل أجهزة الجسم ومنها الجهاز المناعي.
- التعرض للهواء النقى ولأشعة الشمس يوميا، نظرا للعلاقة بين قوة الجهاز المناعى وفيتامين د الموجود في أشعة الشمس.
مريم توعى الأطفال لمواجهة كورونا بحكاية ظريفة
عرضت إحدى الصحف قصة هذه الفتاة المبدعة فأردنا أن نأخذها نموذجا نعيد نشر ما ذكرته لأنها استطاعت أن تصل بفكرتها لقلوب وعقول الأطفال.
بفكرة وتنفيذ وكلمات وألحان، خرجت مريم منير بأغنية "حكاية ظريفة" لتهدئة الأطفال من خوفهم بعدما تغيرت الأحوال من حولهم، وانتشر الذعر فخرجت بأغنية للتوعية والوقاية، تغنى فيها إلى جانب لعبة "عروسة جونتي"، تتحدث فيها إلى الأطفال لتهدئتهم وتوعيتهم في نفس الوقت.
"بحب أعمل الحاجات بإيدى، وأعلم أى حد حاجة عن طريق لعبة وصنعها مثلا أو قصة أو أغنية أو رقصة ومع انتشار جائحة كورونا كنت حاسة بعجز كبير تجاه الأطفال وإنى مش عارفة أتواصل معاهم، وهما أكيد مذعورين من الاهتمام المفاجئ اللى نحوهم، فكنت عايزة أوصلهم بطريقة ما تحسسهومش بذعر وفى نفس الوقت تكون سبب حماية ليهم"، هكذا تقول مريم إسكندر خريجة كلية التربية الموسيقية دفعة ٢٠١٦.
شغف منذ الصغر بفكرة تَرك الأثر الإيجابى فالموسيقى عند مريم هى وسيلة "رائعة" لتوصيل أى شيء، فعملت في العديد من الأنشطة المتعلقة بالأطفال، بداية من المدرسة مرورا بنشاطات الكلية المختلفة، والاهتمام بمادة التربية العملية لكلية التربية الموسيقية، ومن ثم تدريس التربية الموسيقية لعام ونصف.
"إيصال معلومة أو اختبار شعور أو قياس مدى نمو الطفل" كلها كفيلة بها الموسيقى، بحسب حديث مريم لـ"الوطن"، بالموسيقى يخرج أطفال أسوياء عموما وهى تعتبر جزءا مهما في التعليم غير التقليدى، هكذا تقول مريم التى كانت شغوفة بالرسائل التعليمية، في إشارة إلى المسرح الظاهر في الأغنية.
شعورها بالعجز تجاه الأطفال دفعها لإنجاز الأغنية في ليلة واحدة، ثم تحدثت إلى صديقها الموزع الموسيقى فراس نوح ليوزعها، ومن ثم ذهبت لتسجيلها، وبعد التصوير عمل عمرو علاء على مونتاج الأغنية المصورة بهاتفه الشخصي.
أما أكثر ما أسعدها كان كما قالت "ردود فعل الأطفال اللى جاتلى كانت تفرح حقيقى وحسستنى إن اللى بيتعمل بحب حقيقى بيوصل، وهو الهدف للتخفيف على الأطفال وخصوصا هناك بعض الأسر لا تعرف طرق التوعية الصحيحة للأطفال، في وقت يحتاج فيه الطفل للعبة، فكان إرسال مقاطع فيديو للأطفال يتابعون الخطوات مع الأغنية".