لا تزال مخاوف الجميع من تداعيات فيروس كورونا المستجد القاتل المنتشر في جميع أنحاء العالم تسيطر على عقول واهتمامات الناس في كل مكان وليس في مصر فحسب ، وهي بالطبع مخاوف في محلها تماما بعد أن أقنع هذا الفيروس العالم كله بالجلوس في البيوت وإيقاف الأنشطة والتعاملات التجارية والمصانع ووقف عجلات الإنتاج وإيقاف المدارس والجامعات وغلق المساجد والكنائس، فضلا عن ضرورة اتباع الإجراءات الصحية الاحترازية ذات الضوابط الصارمة وممارسة التباعد الاجتماعي الإلزامي بين الأفراد في كل مكان حتي لا يؤدي عكس ذلك الي زيادة انتشار الفيروس بين الأفراد وحصد المزيد من الإصابات وحالات الوفاة في ليلة واحدة مثلما حدث في إيطاليا وإسبانيا وأمريكا والعديد من الدول، وهو أمر سبب تأثيرا ضارا علي الاقتصاد العالمي بلا شك ، حيث استطاع الفيروس إصابة ٤ ملايين فرد حول العالم وموت٣٥٠ ألف مواطن في شهور قليلة والنسبة في تزايد مستمر ..ولكن ما يهمنا في هذا الاطار هو التأكيد علي ضرورة تحلي المواطنين بالمسؤولية الاجتماعية في مواجهة هذه الجائحة المدمرة للعالم وهي فيروس كورونا المستجد القاتل كوفيدا ١٩ والذي أوقف الحياة تقريبا علي وجه الأرض بشكل غير طبيعي .
والمسؤولية الاجتماعية لابد أن يدركها الناس بالالتزام والأمانة والوطنية والإنسانية ويعملون من منطلقها لأجل حماية أنفسهم اولا وحماية غيرهم من المواطنين داخل الدولة بالوعي أولا بخطورة هذا المرض وأعراضه ومسبباته وخطورته وضرورة أن يعي كل إنسان بأن الكشف علي نفسه ضرورة غير قابلة للنقاش إذا شعر بأعراض الفيروس من ارتفاع درجة الحرارة والسعال المستمر وضيق في التنفس وغيرها من الأعراض التي أعلنت عنها منظمة الصحة العالمية ، مع التأكيدات علي أن مصاب كورونا ليس وصمة عار لحامل الفيروس أو شيئا يشينه ويلوث سمعته!!
بل هو وباء عالمي يصيب البشرية حاليا ولكن لم يتوصل أحد لمصدره حتي الان بشكل يقيني !!
ومن أجل ضمان سلامته وسلامة أهله وأبنائه وأصحابه وأقرانه وزملائه في العمل لابد أن يتحلي المواطن بالمسؤولية ولابد أن يحفظ نفسه وغيره ويسارع بالكشف ولكنه اذا تأخر عن العلاج سيكون مصيره الموت حتما وسببا في موت آخرين غيره !
ولابد للإعلام أن يقوم بدوره المؤثر بقوة في هذا الأمر الجلل والخطير، لأن المواطن يتعرف علي الأخبار والانباء والإرشادات من خلاله وهذا امر طبيعي ومن ثم فعلى الإعلام مسؤولية اجتماعية كبيرة ايضا تجاه المواطنين بعرض الحقائق والمعلومات الصحيحة وتقديم الإرشادات المطلوبة في توعية المواطنين بخطورة الفيروس وأضراره علي أهل البيت والأصدقاء والأقارب .
ونقطة أخرى لابد أن تقوم بها الدولة بالتوعية المستمرة من خلال إلزام المواطنين باتباع التعليمات والإجراءات الاحترازية التي تضعها لحماية الشعب من تداعيات كورونا سواء كان هذا الإلزام للمواطنين من خلال قوانين إلزامية علي سبيل المثال إلزام المواطنين بارتداء الكمامات في المواصلات العامة عندما تعود الدولة الي العمل والحياة بشكل تدريجي وهو أمر لابد منه ، بعد أن أنفقت المليارات من الموازنة العامة لمواجهة تداعيات كورونا، فلابد أن تعود الحياة مجددا بشكل تدريجي والتعايش مع كورونا بعد تأكيدات العالم بان الفيروس مستمر لفترة لا تقل عن عام حتي يتم إنتاج مصل وعلاج له ويتم التصريح به عالميا من قبل منظمة الصحة العالمية !
لذلك فالتوعية والالتزام والتحلي بالمسؤولية الاجتماعية حياة أزمة فيروس كورونا هي السبيل الوحيد للخروج من الأزمة والتعايش مع الفيروس والاتجاه إلى العمل والخروج من البيوت حتي لا تتوقف عجلة الإنتاج وبالتالي الحياة ولكن بشرط أن يلتزم المواطنون بكل الضوابط التي ستضعها الدولة لحماية الشعب من الإصابة وتغيير السلوكيات والتعاملات الحميمية السابقة من سلامات وتقبيلات وأحضان، وينبغي اتباع التعقيمات والتعليمات حتي ننجو بسلامة الله من هذا الوباء الذي حول الحياة حقا إلى سجن كبير ولكن بدون قضبان!