كان العام ٢٠٤٩ صعبًا على البشرية والروبوتات في الوقت نفسه، فقد ظهر في ذلك العام فيروس كورونا الأكثر تمددًا وتحورًا بنسبة وفيات وصلت إلى ٤٠٪ من المصابين به، وفي الحقيقة فإن البشرية منذ ظهور فيروس كورونا المستجد "كوفيد ١٩" لم تهنأ سوى ثلاث سنوات من ظهور أنماط جديدة من الفيروس هى السنوات ٢٠٣٠ و٢٠٣١ و٢٠٤١، ليظهر نمط جديد هو الأكثر تمددًا وتحورًا هو "كوفيد ٤٦" في عام ٢٠٤٩.
ولعل بداية سنة ٢٠٤٩ كانت منبئة بكوارث محققة ستلحق بالبشرية منذ لحظاتها الأولى مع الاحتفال بليلة رأس سنة ذلك العام، حيث ضربت زلازل غير مسبوقة أرجاءً مختلفة من العالم، وتسببت هذه الزلازل في انهيار عديد من ناطحات السحاب وسقوط الكباري والجسور وتلاشي قرى ومدن بأكملها وحدوث موجات تسونامي هائلة، كانت إحداها في البحر المتوسط للمرة الأولى على الإطلاق، وكادت هذه الموجة أن تعمل على تلاشي الدلتا في مصر وغرق نصف مدينة الإسكندرية، وتلاشى فيها عديد من المدن التركية المطلة على البحر المتوسط، وغرقت على إثرها جزيرة "كريت" وبعض الجزر اليونانية.
والأدهى من ذلك فإن هذه الزلازل قد أدت إلى خروج سلالات جديدة من الخفافيش لم تشهدها البشرية في غابات أفريقيا من أوكارها، حيث تم اكتشاف عشر سلالات جديدة من خفافيش "حدوة الحصان" الناقلة لفيروس "الكورونا". ولكن المصيبة أن انتشار المثلية الجنسية في العالم جعلت من دماء هذه الخفافيش إشباعًا للنهم الجنسي بالآخر المماثل وسط طقوس تؤدي إلى مزيد من الاشتهاء الجنسي، وهو ما جعل الفيروس الجديد يُصاب به أصحاب المثلية الجنسية الذين سافرت أعدادٌ منهم ليحصلوا على دماء الخفافيش المقدسة في أفريقيا، وعندما عاد هؤلاء إلى بلدانهم بدأت الطامة الكبرى في مختلف بلدان العالم التي ينتمي إليها هؤلاء المثليون.
وكانت المطارات ونقاط الترانزيت من الأماكن المهمة لنقل الفيروس الأكثر تمددًا وتحورًا "كوفيد ٤٦"، علاوة على التلامس المباشر مع أطقم الضيافة في الطائرات الذين ينتمون إلى جنسيات مختلفة. والكارثة أن هذا الفيروس كان أكثر تمددًا لأن المصاب به يمكن أن ينقل الفيروس إلى مئات خلال ساعات محدودة، وبالتالي فقد غطى الفيروس معظم بلدان وقارات العالم في الأيام الأولى من ظهوره، والمشكلة الأكبر أن هذا الفيروس كان الأكثر تحورًا؛ فقد تعاملت البشرية مع نسخه السابقة ببساطة وتعايشت معها لعدم تحورها بسرعة، أما الفيروس الجديد فكان سريع التحور، ويغير من خصائصه وسماته كل عدة أيام، مما يصعب معه إيجاد علاج أو مصل أو لقاح للوقاية منه، وهو ما أدى إلى موت ٥٥٧ مليون مواطن حول العالم، وكانت مشاهد الدفن في مدافن عملاقة في الصحراء حفرتها الروبوتات، وقامت بعملية الدفن كاملةً دون تدخل العنصر البشري.
وفي ذلك العام (٢٠٤٩)، كانت الروبوتات هى الأكثر تواجدًا في المستشفيات والمعازل الصحية لمرض كورونا الأكثر تمددًا وتحورًا، وهى التي تقوم بالتحاليل وأخذ المسحات ووصف العلاج، ووضع الحالات المتدهورة على أجهزة التنفس الصناعي، بل وتقديم الوجبات الغذائية والعلاج للمصابين المعزولين وتحديد أولوية الحالات التي تتلقى العلاج وفق مجموعة من الضوابط، بل نقل الوفيات إلى عربات ضخمة لنقل الموتى ذاتية القيادة والتي تقوم بنقل الجثث إلى المدافن الصحية حيث تقوم الروبوتات بتنفيذ عملية الدفن.
لقد تعلمت البشرية عبر سنوات من التعامل مع "كورونا" وتضرر الأطقم الطبية البشرية من أطباء وممرضات وصيادلة وآخذي مسحات أنه يجب الحفاظ على هذه الأطقم الطبية وإحلال الروبوتات محلها، على أن تقوم الأطقم الطبية بمراقبة عمل الروبوتات والتواصل معها للتباحث حول وضعية الحالات المصابة وكيفية علاجها. كما كان للروبوتات في بعض الحالات بعد تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الفضل في اكتشاف أمصال للأنماط السابقة من الكورونا في العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين بمشاركة بعض العلماء من البشر، حتى أن جائزة نوبل في الطب منحت في أكتوبر من العام ٢٠٣٨ لعالم صيني وروبوت ياباني للوصول إلى لقاح لفيروس كورونا "كوفيد ٣٦".
ولكن هل كان هناك مكانٌ للحب في زمن الكورونا في العام ٢٠٤٩، هذا ما سنعرفه في المقال المقبل.