الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الورقة الأخيرة!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا يستطيع عاقل أن ينكر اجتياح فيروس كورونا للعالم خلال هذه الفترة، وفى نفس الوقت لا يخفى على من يستخدم لغة البحث والاستعانة بالتاريخ والجغرافيا وواقع الاقتصاد العالمى والمؤشرات التى تتحدث عن المستقبل القادم أن تفوت عليه أن الولايات المتحدة الأمريكية تلقى بكل ثقلها في محاولة أخيرة لعدم تصدر الصين للاقتصاد العالمى خلال السنوات التسع القادمة، وربما قبل ذلك بعد أن تضاعف ميزان المدفوعات بين البلدين العملاقين لصالح الصين بمستوى الضعف.
ورغم محاولات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب اليائسة لتوقف التفوق الصين بإصدار قرارات «ثورية» عبر الضرائب على صادرات الصين للولايات المتحدة، إلا أن هذه الخطوة لم تحقق الشىء الكثير الذى يمكن له أن يمنع التفوق الصينى.. ونسى الأمريكان أن الصين أصبحت تتفوق عليهم في التكنولوجيا التى دفعت باقتصادها لتزاحم أمريكا على قيادة العالم.. وربما كان تشكيك الأمريكان في نسب النمو العالية التى كانت تحققها الصين على مدى الثمانى سنوات الماضية، لم يجعلها تفرغ لوضع الخطط التى تحافظ على اقتصادها في المرتبة الأولى عالميا خلال العقد الحالى.
فكان الطريق الوحيد الذى يراه الأمريكان ويتحدث عنه الكثير من الخبراء سواء السياسيين أو الاقتصاديين وحتى العلماء، يكمن في سلك طريق الحرب البيولوجية والتى ربما تستطيع أن تهدئ من سرعة قطار الصين السريع.
ولا يزال الأمريكان يراهنون على الآلة الإعلامية، التى يستخدمونها للتأثير على العالم وإقناعه بشىء ما يريدون تحقيقه مثلما حدث في غزو العراق من قبل، وكذلك أحداث ١١ سبتمبر وغيرهما الكثير.. لكنى أعتقد أن الطريقة الأمريكية لن تفلح هذه المرة لأن خريطة العالم بدأت فعلا بالتغيير وظهرت قوى عديدة مثل الهند وروسيا وكوريا واليابان ومصر وأفريقيا وتراجع الدور الأوروبى بعد أن كشفه فيروس كورونا بأنه اتحاد هلامى لن يكون له تأثير على الساحة العالمية خلال العقد القادم، خاصة بعد ابتعاد إيطاليا قليلا بسبب الموقف الأوروبى المتخاذل مع اجتياح كورونا لها ووقوف مصر والصين وروسيا إلى جوارها.
وإذا كان الأمريكان يراهنون دائما على أوراق الضغط على بعض الدول للحصول على مكتسباتهم، إلا أن ألمانيا وفرنسا كشفتا فشل مثل هذه المحاولات عندما حاول ترامب ابتزاز أوروبا وتحصيل أموال منها بحجة الدفاع عنها من خلال حلف الأطلنطى.. هذا الأمر هو المهم في عدم تفكير الأمريكان بالدخول في مواجهة عسكرية قادمة مع الصين قد ينشأ عنها حرب عالمية ثالثة لأن الصين وروسيا نجحا في اختراق حلف الأطلسى وساعدهم على ذلك عدم رضا أكثر حلفاء أمريكا من الطريقة التى تدير بها العالم وعدم نجاحها في استغلال الفرصة الذهبية لتحقيق السلام والاستقرار العالمى بعد تفكك الاتحاد السوفيتى.
وبالتالى، لن تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية الدخول في حرب لن تستطيع أن تحقق أهدافها وسيفرض التاريخ واقعا جديدا سيدخل معه العالم عصرًا جديدًا من تعدد الأقطاب سيكون أفضل حالًا في أسوأ الأحوال من عملية القطب الواحد التى استمرت ثلاثة عقود، فشل فيها الماسونيون في قيادة العالم، بل تسببوا في كوارث كثيرة جعلت العالم ينتظر سقوطهم والذى بات قريبا كما يراه أغلب المحللين ومنهم الكثير من المؤسسات الأمريكية.