لقد تابعنا جميعا خلال السنوات الأخيرة الماضية، قصة لا يمكن أن تتخيلها إلا في الحبكة الدرامية، أو الأفلام السينمائية؛ وبرغم أني مضيت هذه الأعوام في متابعة إخبارية على مدى اليوم إلا أننى تأثرت في كل مرة سقطت فيها نقطة دماء طاهرة من دماء شهداء الوطن الذين يضحون؛ بالغالى، والنفيس من أجل الأرض الطيبة بوطنى مصر.
العرق في التدريب يوفر الدماء في المعارك هذا هو بداية القصة من مصنع الرجال، وحدات الصاعقة المصرية أحد أهم الركائز الأساسية بالجيش المصري العظيم الذى طالما كان السند، والدرع المنيع للشعب المصري، وسيظل عقيدة أبنائه؛ هو الدفاع عن الشعب، وحماية أراضيه، وهذه العقيدة الراسخة دليل الوفاء الذى نتحدث عنه اليوم في هذه المقالة، والتى ستحوى مدلولية عميقة؛ للوفاء، والإخلاص الكامل للأرض، وللأسرة الكبيرة "الشعب" وللأسرة الصغيرة "الأهل".
لقد ولد الشهيد أحمد المنسى عام ١٩٧٧ بمنيا القمح؛ بمحافظة الشرقية، ولقد ترعرع في فترة صباه على حب هذا الوطن، والوفاء له؛ ولهذا فإن الطرق المؤدية إلى عشق الوطن دوما؛ هى التربية الصحيحة للنشأ، وغرس قيم، وعادات، وتقاليد الأجداد؛ لاسترداد الوعى، وتنمية الولاء؛ للوطن، والمجتمع.
وهذا ما نطالب به دوما؛ أن نقص، ونروى قصص واقعية حقيقية من أبطال مصر في كل مكان، وزمان؛ لتكون بمثابة بذرة لشجرة طيبة تطيب عندما تكبر لكل من حولها، وهو ما كان يفعله أحد أبطال وحدة الصاعقة المصرية الشهيد عقيد أركان حرب أحمد المنسى قائد الكتيبة ١٠٣ صاعقة، والذى يجسد شخصيته في أيامنا هذه بمسلسل الأختيار "أمير كرارة" الذى ربما سيكون أروع أدواره عبر التاريخ، وهنا فرصة أن نرسل تحية شكر، وتقدير عميق؛ لصناع هذا العمل الدرامى.
ونسترجع دور الأسرة، والمجتمع في بناء شخصية شهيد الوفاء، والإخلاص للوطن، والمجتمع؛ من خلال الوعى الوطنى الذى ربما إذ فقدناه فإنه ليس بوسعنا تقديم شخصية ملهمة، ومؤثرة في المجتمع مثل: الشهيد بطل الصاعقة المصرية الذى قضى سنوات من حياته في خدمة وطنه، وأهله، والمحيطين به بكل صدق، وإخلاص أن رسالة "المنسى" لا بد أن تخلد بذكرى استشهاده سنويا؛ كعيد وطنى بذكرى الوفاء، والإخلاص للوطن والمجتمع، ولتكون دافعا قويا؛ لأبنائنا، وبناتنا في كيفية الوعى بإخلاص، ووفاء لهذا الوطن.
إن يوم ٧ يوليو من كل عام سيكون بمثابة إعلان دور بطولى لكل مصرى يخدم ويخلص لهذا الوطن بتفان، وصدق يوم للوفاء، والإخلاص في كافة مناحى الحياة، وكافة مؤسسات الدولة المصرية داخليا، وخارجيا؛ وليرفع في هذا اليوم علم جمهورية مصر العربية خفاقا على كل أنحاء البلاد، ولتحيا مصر، ويحيا المخلصين من أبنائها بفخر، وعزة دائما، وأبدا.