فى الوقت الذى تحارب فيه الدولة ذلك الوباء اللعين.. وتكرس جهودها لمحاصرته لحماية مواطنيها من خطره.. ظن الإرهابيون أن الدولة غافلة عنهم أو انشغلت بغيرهم.. فقاموا كعادتهم بعملية إرهابية خسيسة ضد حراس الوطن.. لترتوى أرض سيناء الحبيبة بمزيد من الدماء الطاهرة.. ولكن قبل أن تجف تلك الدماء الزكية.. أخذت قواتنا المسلحة بثأر شهدائنا لتؤكد لهؤلاء الجبناء.. أن حربنا معهم ليست مؤجلة.. وأننا نستطيع أن نحارب على أكثر من جبهة.. فى نفس الوقت.. وبنفس القوة.
إن حربنا على الإرهاب.. حرب مستمرة وطويلة.. وستأخذ منا بعض الجهد والعرق والدم.. وسنفقد أحبة آخرين.. ولكنهم لن ينالوا من قوتنا وعزيمتنا.. وإصرارنا على دحرهم والقضاء عليهم.. وفى النهاية سينتصر الحق.. لقد استغلوا انشغالنا بمواجهة وباء كورونا.. وضربوا ضربتهم الغادرة.. وعادوا سريعا إلى جحورهم وأوكارهم.. مخلفين وراءهم شهداء فى عمر الزهور.. كل ذنبهم أنهم كانوا يؤدون واجبهم تجاه وطنهم.. تاركين قلوب أهلهم ومحبيهم تنزف دما وعيونهم تذرف دمعا عليهم.. فى تلك الأيام المباركة.. التى ينتظر فيها ذووهم.. أن يفطروا معهم بعض أيام رمضان الكريم.. أو حتى يقضوا معهم بعض أيام العيد.. فإذا بهم يسكنون القبور ويصبحون ذكرى أليمة وحزينة.
لا أدرى لماذا يختار أعداء الوطن والدين.. المناسبات السعيدة لدى أفراد الشعب.. ليرتكبوا فيها أعمالهم الإرهابية من اغتيالات وتفجيرات؟.. هل ليفسدوا فرحتهم ويزيدون من آلامهم ؟.. ولماذا شهر رمضان المبارك الذى اختصوه بالعديد من عملياتهم الإجرامية الإرهابية؟.. هل ضايقهم إحياء ذكرى بطل من أبطال الوطن وأحد جلاديهم؟.. البطل الشهيد أحمد المنسي.. الذى راح ضحية غدرهم.. بعد أن أذاقهم الذل والهوان.. هل أثارهم توثيق بطولاته فى مسلسل «الاختيار» وإشادة الجميع به؟.. فقاموا بتفجير عبوة ناسفة بإحدى المركبات المدرعة جنوب مدينة بئر العبد.. ليرتقى ضابط وضابط صف و٨ جنود إلى السماء ويلحقون بركب الشهداء.. الذين ضحوا بأرواحهم فى سبيل الأرض والعرض.
هؤلاء الخوارج.. الذين تحجرت قلوبهم.. وغابت عقولهم.. وفقدوا آدميتهم.. وانحرفت عقيدتهم.. وامتلات قلوبهم حقدا وغلا.. ينتسبون للإسلام وهو برىء منهم.. لا يراعون حرمة الشهر الفضيل.. ولا يشعرون بآلام الناس وأحزانهم.. ولا يعبئون بهموم الوطن وأزماته.. ويزيدون من جراحه وآلامه.. تلقفهم أعداء الدين والوطن.. ليكونوا أداة طيعة فى أيديهم.. ينفذون مخططاتهم بهم ويحققون أطماعهم من خلالهم.. ولكن أعمالهم الخسيسة والجبانة.. لن تثنينا عن مواصلة محاربتهم واستصال شأفتهم.. ولن تنجح عملياتهم الغادرة فى النيل من مصر واستقرارها وستستمر مسيرتها التنموية.. خاصة فى سيناء الحبيبة.
وعلى كل مصرى ينتمى لتراب هذه الأرض الطيبة.. أن يقوم بواجبه.. ويتحمل المسئولية الملقاة على عاتقه.. فالدولة تعمل تحت ضغط تحديات داخلية وخارجية.. وظروف استثنائية غير عادية.. فوباء كورونا القاتل والإرهاب والأزمة الاقتصادية.. كل ذلك وغيره من التحديات.. يثقل كاهل الدولة.. ويؤخر تعافيها.. ولن تنجح الدولة فى مواجهة هذه التحديات.. إلا بتفاعل المواطن معها.. والتزامه بواجباته وتحمله مسئوليته تجاه بلده.. مثلما تلتزم بلده بحمايته.. وتتحمل مسئوليتها تجاهه.. حمى الله مصر وحفظها من كل الشرور والأوبئة.