الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لحماة الوطن.. تعظيم سلام وتحية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يبقى حرب أكتوبر المجيدة، تاريخ مضيء لرجال الجيش المصري الذين انتصروا على العدو الإسرائيلي، والتي تعد من أعظم وأشرف المعارك التي شهدها التاريخ الإنساني لاسترداد الأرض وحفظ العرض، ضاربين درسا في فنون التكتيك العسكري المنظم والذي أبهر العالم في ٦ ساعات تمكن خلالها أبناء الوطن من تفكيك حصن بارليف المنيع وتلقين العدو ضربة موجعة أفقدتهم السيطرة على سيناء لتعود إلى أحضان الأم الغالية مصر.

ومهما تحدثنا كثيرا فلن أجد من الكلمات ما يعبر عما بداخلي وداخل كل مصري محب لوطنه العزيز من فخر عظيم تجاه حماة مصرنا الغالية وشهداءها الأبرار من رجال القوات المسلحة المصرية ورجال الشرطة البواسل، الذين أقسموا ألا يتكاسلوا ولو لحظة واحدة عن حمايتها ضد كل من تسول له نفسه المساس بعزتها وكرامتها، ولكن يكفي فخرا أنهم عيون الوطن الساهرة التي تحفظ كل شبر من أرضه من براثن الإرهاب الفاجر الذي تعهد منذ زمن لإراقة دماء الأبرياء غير مفرقين بين رجل وامرأة أو صغير وكبير أو مسلم ومسيحي، فالكل عندهم سواسية في استباحة الاعراض.

ولعل الحادث الغادر الأخير ببئر العبد بشمال سيناء وراح ضحيته ١٠ أفراد من رجال القوات المسلحة البواسل وكذلك حادث الأميرية الذي أخلف ضحايا من رجال الشرطة الشجعان، خير مثال لسلسلة بطولات وطنية يصنعها خيرة شباب الوطن المخلصين كل يوم، مضحين بأرواحهم لحماية وطنهم الغالي، ضاربين درسا يحتذى به في الشجاعة والفداء حبا في وطن عزيز عليهم لم يبخل عنهم بصغيرة أو كبيرة فكان رد الجميل لذلك الوطن تقديم أرواحهم الطاهرة لأرضه كهدية ثمينة لا تقدر بثمن.

وكعادته الإرهاب الخسيس يواصل هواياته المفضلة في ترويع أمن أبناء الوطن ويحاول طعن رجاله البواسل على غفلة غير مراعيين حرمة الدم أو حرمة الشهور، فزوال الدنيا أهون على الله عز وجل من سفك دم إنسان بغير حق، لكنها قوى الشر التي أقسمت أن تسخر لجهودها الخبيثة لتحقيق أهدافها الشيطانية التي تعلمها جميعا، ولكن هيهات لهم فقد سولت لهم أنفسهم ذلك ولا يعلمون أنهم في غفلة من امرهم، فأهدافهم تلك لن ترى النور بفضل عيون مصر الساهرة في كل مكان يشدون من أزر بعضهم لمحاربة الجماعات والقوى الإرهابية.

فلا تقل تلك الحرب عن حرب العاشر من رمضان، بل أنها أشرس لكون العدو غير واضح الملامح يتخفى ويجدد جلده من حين لآخر حتى يصعب مواجهته، يساعده في ذلك قوى شريرة لا تريد لمصرنا خيرا أو استقرارا، لكن سحقا لهم فهم لا يعلمون عظمة الجيش المصري على مر الأزمنة ومدى قدرتهم على الاستبسال لحماية الوطن العزيز؛ فهم خير أجناد الأرض، لذا فلم ولن يستطيعوا النيل من أمة محفوظة بأمر الله تعالى. 

وتاريخنا يزخر بنماذج من الرجال الشرفاء الذين لم يتوانو لو لحظة واحدة عن تقديم أرواحهم فداء لهذا الوطن، منهم شهداء مصر في كل حروبها والعقيد الشهيد أحمد المنسي الذي استحق منا تخليد بطولاته من خلال مسلسل "الاختيار" الذي أرى أنه أقل ما يستحقه هو وزملائه سرد بطولاتهم على الملأ حتى ترى الأجيال المقبلة عظمة أبناء الوطن، وليعلموا أن مصر دائما وابدا ولادة بالأبطال البواسل.

حفظ الله مصر وشعبها ولحماة الوطن تعظيم سلام وتحية.