الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

هذا الذي يحدث في سيناء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إن هذا الذي يحدث في سيناء سوف ينتهي شاء من شاء وأبى من أبى. . سوف ينتهي لأن الانتهاء منه هو العادي واستمراره هو الشاذ الخارج عن طبائع الأمور. . من المستحيل استمراره طالما هناك فأس في الدلتا تزرع الأرض وهناك في الصعيد منجل يحصد القصب .. سوف ينتهي لأن صياد البحيرة يخرج بمركبه الصغير مستعينا بالله و قاصدا وجه الكريم .. فمن الذي أوعز للمجرمين القتلة أننا بمصر في حاجة إلى دين جديد .. شعاره صليل الصوارم.. سوف تنتهي هذه الموجة السوداء طالما نواصل العمل على الخطوط المتوازية لا يسبق واحد من الخطوط خطا آخر. 
القلم والتعليم والثقافة والوعي هم المرادف الحقيقي لماسورة المدفع ورصاصة الكلاشنكوف و طائرات الهليكوبتر. . هذه بديهية يعرفها القريب والبعيد .. لست في حاجة لكي أؤكد دعمي لجيشنا الوطني البطل .. ولكنني في حاجة إلى حائط صد يمنع عني الأحزان و يحمي دماء ابنائنا البواسل في كل كمين على كل درب في بلادنا المحروسة .. قالها من علمونا الانتماء إلى تراب هذا البلد .. قالوا إن الإرهاب يبدأ فكرا .. ومن هذه البداية تستقيم المعركة .. من هذه البداية ننتصر.
الضربة التي تلقاها أبناؤنا في بئر العبد نيابة عنا أوجعت أكباد المصريين جميعا … أبناؤنا أكبادنا تمشي على الأرض. . العبوة الناسفة التي زرعها الخونة لم يستهدفوا بها ضابط وتسعة جنود فقط وإنما استهدفوا أن ينام الشعب المصري بأكمله دامعا وحزينا .. إن هذا الذي يحدث في سيناء هو الجريمة الكاملة التي تتواصل منذ سنوات يغذيها الجهل والفساد والمخططات العالمية .. تلك الجريمة لا تستهدف الأرض فقط ولكنها تسعى لإسقاط راية لها الوان ثلاث احمر وابيض واسود. . الراية التي نحتمي تحت ظلها مسلمين ومسيحيين والتي عجز طغاة الأرض عن إسقاطها على مدار التاريخ .. ها هم الجبناء قد جاؤوا براية سوداء وكذبة كبرى اسمها التأسلم السياسي المسلح.
الاعتداء على ابطالنا في سيناء ليس مجرد اعتداء على مجند او ضابط محترف انما هو اعتداء على جلال المعابد في الأقصر واعتداء على هيبة النيل وهو صاعدا من الجنوب إلى الشمال .. الاعتداء على ابطالنا في سيناء ليس رصاصات خائنة تمر في جسد الشهيد ولكنها رصاصات جاهلة تمر في وجدان الناس وعقولهم كمحاولة يائسة لكي تشرق شمس التطرف من الغرب وهو المستحيل بعينه.
لدينا هناك على الأرض قوتنا الغاشمة والعملية الشاملة .. تلك القوة وهذه العملية لا يجب أن نحصرها في شبه جزيرة سيناء ولكي تتحقق شموليتها فلابد أن تبدأ من القاهرة .. بجوار ضريح سعد زغلول في المنيرة لدينا قصر مهيب تشغله وزارة التربية والتعليم ولدينا على كورنيش النيل وزارة اسمها الثقافة وقريبا من حي الحسين هناك الأزهر وتاريخه هذه المواقع تمتلك مفاتيح الحل وفلسفة المواجهة .. هذه المواقع قادرة على حماية أبنائنا الأبطال في سيناء .. لنفتح هذه الملفات مرة واحدة ثم نغلق ملف التطرف والإرهاب إلى الأبد. . المناهج التعليمية والمستوظفون الذين تصدروا واجهة المشهد الثقافي والازاهرة الذين صمت بعضهم عن المواجهة .. كل هؤلاء شركاء أمام ذلك الوغد الذي زرع العبوة الناسفة تحت مدرعة في كمين التفاحة لتبكي مصر ليلة كاملة في وداع عشرة من الأبطال نعتبرهم أجمل ما فينا ونعتبر أنفسنا عالة عليهم.
إن هذا الذي يحدث في سيناء لن يهدم مشروعاتنا القومية، رغم أن شبكة الطرق العالمية الحديثة لن تغفر لنا ذنب نقطة دماء نزفت من ضابط اسمه محمد أو مجند اسمه ابانوب .. أما عن حياتنا الحزبية والسياسية والبرلمان فلن التفت إليهم في مقالي هذا باعتبارهم شوك .. وهل نجني من الشوك عنبا؟.