الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

في عيد الأزاهرة الـ 1080هـ.. "العمائم في مواجهة الاحتلال".. العز بن عبدالسلام جمح لجام المماليك.. والدردير والخراشي قادا الثورة على العثمانيين .. وعبد الناصر استخدم منبره في مواجهة العدوان الثلاثي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحتفي الأزاهرة اليوم الخميس بالذكرى الـ1080هـ، على إنشاء الجامع الأزهر، الذي يعود تاريخ إنشائه إلى عهد الفاطميين، ويعد نضال الأزهر الشريف بعلمائه وطلابه أمراً بارزاً يشهده القاصي والداني، ولعل ما جاء على لسان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيروس أنه شيخ الأزهر الحالي الدكتور أحمد الطيب "الرمز الذي يجب أن يفخر به المصريون والمسلمون"، ما يبرهن على أن لتلك المؤسسة لمسات مضيئة تستمر قرابة الـ11 قرناً منذ الإنشاء في عصر الفاطميين ومستمرة حتى الوقت الراهن، حيث تمحور دوره التاريخي في مكافحة الاستعمار الأوروبي للمنطقة العربية، وحراسة علوم الدين واللغة العربية، التي كادت تتآكل في العصر العثماني.



يقول محمد الجزيري الباحث المتخصص في الحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، إنه بالرغم من نشأة الجامع الأزهر المغايرة للأيدلوجية المصرية السنية ومحاولة فرض سياق ديني جديد علي المصريين من خلال ترتيب دروس في الجامع لنشر المذهب الشيعي إلا أن المصريين لم يستجيبوا لهذه المحاولات بل استمروا رغمًا عن الفاطميين في تدريس المذهب السني مما جعل الخليفة العزيز بالله يقبض علي رجل ويجلده لا لشئ سوي أنه وجُد في داره" الموطأ" وهو كتاب في فقه الإمام مالك.
ويضيف الجزيري في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، فمنذ الفتح العربي الإسلامي لمصر، وهي تحمل هم الدفاع عن الإسلام والمسلمين علي مدار العصور التاريخية المتلاحقة، وكان للأزهر وعلماؤه وطلابه مهمة حمل هذه الرسالة فكانوا دومًا في طليعة مقاومة الأعداء، مشدداً على أن كتب التاريخ لا تخلو من ذكر أحد علماء أو طلاب الأزهر الذين جاهدوا وواجهوا الاحتلال وناضلوا من أجل استقلال وحماية الوطن ورفع لواء الدين الإسلامي.



لسان خلفاء الفاطميين ومهد للتشيع
اكتسب الجامع الأزهر الذي أسس 358- 567م/969- 1171م صفة التعليم الديني، حيث احتضن الفقه الإسماعيلي "الشيعي" الذي عليه خلفاء الدولة الفاطمية فعقدت حلقات لتدريسه وبيان أحكامه وشرح متونه؛ منها ما كان للقاضي علي بن النعمان جلس سنة 365هـ/975م، تبعها أمر للخليفة العزيز بالله سنة 378هـ/988م ـ بناءً على طلب وزيره يعقوب بن كِلِّس ـ بتنظيم حلقة لتدريس الفقه بالأزهر، تضم 35 طالبًا، أُجرى عليهم من الرواتب ما يفي باحتياجاتهم، إلا أن المصريين الذين حملوا المعتقد السني كانوا يتوجهون خلال تلك الفترة إلى مساجد أخرى كعمرو بن العاص، وأحمد بن طولون.
يقول محمد عبدالله عنان في كتابه "تاريخ الجامع الأزهر":" لم يكن للأزهر في تلك المرحلة الأولى من حياته أثر ملحوظ في توجيه الحياة السياسية؛ ذلك أن الدولة الفاطمية كانت تحرص على سلطانها السياسي أشدَّ الحرص، وتُغْرِق في التمسك بعصبيتها المذهبية، ولا تفسح كبير مجال لنفوذ العلماء ورجال الدين خصوصًا إذا لم يكونوا من أوليائها وحملة دعوتها، ولم تكن عنايتها بنشر دعوتها المذهبية إلا توطيدًا لدعوتها السياسية، ولم يكن للدعاة من العلماء ورجال الدين من النفوذ المستقل إلا ما يتجه نحو هذه الغاية، ويخضع لسياسة الدولة العامة".

العز بن عبدالسلام والتصدي لنفوذ المماليك 
بالرغم من الإهمال الرسمي للجامع في العصر الأيوبي إلا أن حلقاته لازالت تُعقد ولو بشكل طفيف، مما دعا العالم الرحالة عبداللطيف البغدادي أن يزور مصر عام 589هجريًا وقام بالتدريس في الجامع حتي عام 595هجريًا.
وفي نهايات ذلك العصر ظهر في الأفق أحد علماء الأزهر الذين لعبوا دورًا مهمًا في التصدي لأخطار واجهت مصر هو العز بن عبدالسلام "سلطان العلماء" الذي أبطل تصرفات "المماليك " رجال الصالح نجم الدين أيوب في مصر، لأن المملوك لاينفُذ تصرفه شرعًا فأمر بعقد مجلس يباع فيه المماليك ويرد ثمنهم بيت المال ثم يحصل عتق شرعي قيحصل لهم بعدها أهلية التصرف.
ثار نائب السلطان الصالح نجم الدين أيوب وذهب في جماعة إلي بيت الشيخ ليهدده بالقتل نتيجة تلك الفتوي التي أثارت مضاجع المماليك في مصر وغضب الصالح نجم الدين أيوب وقال" ليس هذا من اختصاص الشيخ وليس له به شأن ؟
فلما علم الشيخ بذلك عزل نفسه من كل مناصبه وقرر العودة للشام فتبعه طلابه في الأزهر والصلحاء والنساء والصبيان فما كان من الصالح نجم الدين أيوب إلا أن لحق بالشيخ في الطريق وترضاه ووعده أن ينفذ حكم الله في المماليك كما أفتي الشيخ، فرجع ونفذ الحكم .
ولم يتوقف العز بن عبدالسلام في كفاحه علي مواجهة ظلم السلطان بل شارك بلسانه ويده في معركة " المنصورة" ضد الإفرنج .
موقف آخر يوضح لنا كيف كان عالم الأزهر ينافح عن المصريين ويدافع عن الحق، وهو موقف الشيخ العز بن عبدالسلام أثناء حكم سيف الدين قظز وفترة عصيبة جدًا علي الدولة حيث وصل سيل التتار الجارف إلي قرب عين جالوت. 
فقرر "قطز" أن يجمع الضرائب من المصريين حتي يستعين بها علي قتال المغول فوافقه جُل الحاضرين إلا العز بن عبدالسلام الذي اعترض قائلاً " إذا طرق العدو بلاد الإسلام وجب قتالهم، وجاز لكم أن تأخذوا من الرعية ماتستعينون به علي جهادكم بشرط أن يؤخذ كل مالدي السلطان والأمراء من أموال وذهب وجواهر وحُليَ، ويقتصر الجند علي سلاحهم ومركوبهم، ويتساووا والعامة.." كانت تلك الكلمات المدوية التي خرجت من عالم لايخشي من ذوي سلطان لها قوة السلاح فارتضى سيف الدين قطز وبدأ بنفسه وطلب من أمراء المماليك الإمتثال لأمر الشيخ وإخراج كنوزهم وأموالهم للتبرع لتعبئة الجيش.



"ثورة الدردير" في العصر العثماني
دخل السلطان سليم الأول مصر وانتهي الصراع بينه وبين طومان باي آخر سلاطين المماليك فيها بشنقه وصلبه علي باب زويلة، وتدخل مصر عصر جديد من السيادة العثمانية، وفي هذا العصر لن ينسي التاريخ المواقف المشرفة لعلماء الأزهر في مواجهة أي اعتداء يقع علي الشعب المصري، ففي شهر بيع الأول عام 1200هجريًا اعتدي أحد بكوات المماليك وهو "حسن شفت" علي دار أحمد سالم الجزار بحي الحسينية واستولى على مافيها من الودائع والأموال التي كان يضعها عنده أهل الحي، فلجأ أبناء الحي إلي الشيخ أحمد الدردير شيخ المالكية بالجامع الأزهر الذي لم يتردد في الإنضمام للجماهير فأمر بدق الطبول في مساجد القاهرة وإعلان الثورة ولم يهدأ في تصعيده للثورة إلا بعد رُدت حقوق سالم الجزار إليه واعتذر إبراهيم بك للشيخ وأعلن أنا ماوقع قد كان بلا علم منه ولاتحريض.
الشيخ أحمد الدردير كانت له العديد من المواقف مع الحكام فعندما دخل الوالي العثماني الجديد للجامع الأزهر وقعت عيبنه علي الشيخ الدردير جالسًا مادًا قدميه في صحن الجامع الأزهر وهو يقرأ ورده من القران الكريم ، غضب الوالي لأن الشيخ لم يقم لإستقباله فقام أحد حاشيته بتهدئته وقال له: إنه مسكين ضعيف العقل ولايفهم إلا في كتبه يا مولانا الوالي.
فأرسل إليه الوالي صرة نقود مع أحد الأرقاء، فرفض الشيخ قبولها وقال له: قل لسيدك من مد قدميه ليس له أن يمد يديه".
وفي عام 1209هجريًا اعتدي أحد كبار بكوات المماليك علي فلاحي مدينة بلبيس بالشرقية الأمر الذي دفع هؤلاء الفلاحين إلي استصراخ شيخ الأزهر وكان يومئذ عبدالله الشرقاوي وعلي الفور تقدم الشيخ بشكوى للمسؤلين ولأن صوته لم يسمع فعزم علي معالجة الأمر بنفسه بما يستحقه من الحزم والعزم فجمع العلماء وحشد الجماهير واتخذ قرارًا بمواجهة أمرا المماليك.
وفي اليوم التالي عقد اجتماعًا ثانيًا في منزل الشيخ السادات واتفقت الكلمة علي الثورة وغلقت أبواب الجامع الأزهر وعطلت الأسواق وتدفقت الجماهير من كل حدب وصوب نحو الجامع ورأي الوالي التركي خطورة الأمر فركب هو الآخر إلي دار إبراهيم باشا وقرر افستجابة لمطالب الجماهير قبل أن يفلت الزمام ويخرج الأمر من بين يدى الحكام.
وقد حضر الاجتماع من العلماء السادات، السيد عمر مكرم، والشرقاوي والقباري ، فكان علماء الأزهر الملجأ للشعب المصري من ظلم وتعسف الحكام.



نضال الشيخ الخراشي ضد العثمانين 
كما شهد العصر العثماني إنشاء منصب الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر، وذلك عام 1090/1679، وكان يُنتخب من هيئة كبار العُلماء، وأول مَن تقلّد هذا المنصب هو الشيخ "محمّد بن عبد الله الخراشي" المالكي المتوفى سنة 1101 هـ/ 1690م، واشتهر الشيخ الخراشي بوقوفه ضد أيّ حاكم يظلم أياً من الرعية، وتوجد كلمة شعبية مشهورة حتى اليوم "يا خراااشي"، بمد الألف وهو استنجاد مستمَد من الاستغاثة التي كان يستغيث بها المصريون عندما كان الشيخ الخراشي إماماً أكبر وعلى قيد الحياة، واستمر توارث هذا النداء حتى اليوم، رغم عدم معرفة العوام مصدره.



تحدي الحملة الفرنسية والأزهر الشريف
ومع هزيمة قوات مراد بك وإبراهيم بك أمام الفرنسيين في معركة إمبابة 1213هجريًا/1798م، وأضحت العاصمة تحت رحمة الغزاة الفرنسيين وقف الجامع الأزهر شامخًا في وجه الفرنسيين موئلاً للمقاومة المصرية الأمر الذي حدا بنابليون بونابرت محاولة استرضاء شيوخ الجامع ولم يُبد الأمر نفعًا حتي مع تعيين سبعة من علماء الأزهر في ديوان القاهرة إلا أن الأزهر كان مقتنعًا بعدم إمكانية التعايش السلمي مع الفرنسيين .
حاول نابليون فرض شارات السيادة الفرنسية حينما طلب من الشيخ الشرقاوي ارتداء الوشاح الفرنسي الذي رفض ارتدائها وقام بإلقائها علي الأرض.
وبدأت الحملة الفرنسية تكشف عن وجهها القبيح من استنزاف لموارد البلاد وفرض الضرائب الباهظة هنا قرر العلماء تشكيل لجنة للإعداد الثورة تزعمها اللجنة الشيخ السادات وبدأ طلاب الأزهر يجوبون ضواحي القاهرة مناديين الجماهير للتوجه للجامع الأزهر للثورة علي الفرنسيين ، وطلبت اللجنة من مؤذني المساجد إعلان الثورة خمس مرات في اليوم مع أذان كل صلاة ، وتداخلت جموع الشعب المصري داخل أروقة الجامع الأزهر ممتلئين بمشاعر الغضب والثورة معلنين رفضهم للوجود الفرنسي الذي أدرك بسرعة خطورة هذا التجمع فقام الفرنسيون بضرب منطقة الأزهر حتي أوشكت جدران الجامع علي التهاوي من كثرة الضرب.
ودخلت خيول الفرنسيين الجامع وعاثوا في أروقته الفساد وعمدوا إلي خزائن الكتب ونهبوا منها الكثير وكان هذا الإقتحام الهمجي للجامع معناه سقوط زيف نابليون الذي حاول إدخاله علي الشعب المصري وإدراكه أن مركز مقاومة الأمة هو الأزهر الشريف.
وتتوالي الأحداث ويرحل نابليون لفرنسا تاركًا لخليفته كليبر تركة صعبة جدًا وهوة كبيرة أضحت بين الشعب المصري وبين الفرنسيين، وأثناء عودة كليبر من اتفاقية العريش 1800م وجد القاهرة مدينة يحكمها الثوار يتزعمهم أحد علماء الأزهر وهو السيد عمر مكرم ، وقام كبار العلماء بإمداد الثوار بالمال لشراء الأسلحة والزاد .فاشتد كليبر في ضرب المدينة حتي تم تدمير حي بولاق.



"الجيزاوي" يتصدى لمحاولة بريطانيا إغلاق الأزهر 
بمضي الأيام تجلي دور الأزهر مرة أخري في مقاومة الاحتلال البريطاني عام 1882م فكان الشيخ محمد عبده أحد أهم أعمدة الثورة العرابية بل كان أحمد عرابي ممن درس وتعلم بالأزهر الشريف .
وأدرك المعتمد البريطاني "كرومر " خطورة الأزهر فبدأ بتعقب شيوخ الأزهر وتضييق الخناق عليهم ولكن أبدًا لن يخفت نجم علماء الأزهر في تصديهم للمحتل وأعوانه فهذا الشيخ حسن الطويل يجلس بين طلابه في دار العلوم فيدخل عليه رياض باشا فما غير الشيخ جلسته ولا موقفه لم يكترث لرياض باشا الذي هم بالخروج من قاعة الدرس فبادره الشيخ" لماذا لا أكون وزيرًا معكم ياباشا؟؟ فدهش رياض وقال: أي وزارة تريد؟
فقال الشيخ حسن الطويل: وزارة المالية لأستبيح من أموالها ما تستبيحون؟
كانت الكلمات بمثابة لطمة في وجه رياض باشا الذي لم يألف التهكم والإستخفاف ، فخرج ثائرًا واستدعي ناظر المعارف علي مبارك ليأمره بعزل الشيخ حسن الطويل من منصبه لكن أمرًا أعلى من سلطة رياض باشا منعه من تنفيذ قرار الاستقالة.
وفي ثورة 1919م كانت البداية والشرارة من داخل أروقة وجدران الأزهر وبدأ المصريين بالتجمع من نقطة الثورة والكرامة والمقاومة من الجامع الأزهر مما دعا المعتمد البريطاني أن يطلب من الشيخ أبي الفضل الجيزاوي شيخ الجامع الأزهر إغلاق الجامع لكن الجيزاوي رفض متحديًا سلطة الاستعمار.


صعود "ناصر" على منبره خلال العدوان الثلاثي 1956
كان للأزهر الشريف دوره الفاعل خلال العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 والذي شاركته فيه بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، حيث صعد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على منبر الجامع الأزهر، ليلقي خطبته الحماسية التي ألهب بها الشعوب العربية ضد العدوان الغاشم، واستمرت المقاومة الشعبية في مدن القناة حتى فشل العدوان.
دعم انتفاضة الجزائريين وأفتى بوجوب الدفاع عن القدس 
لعب الأزهر دوراً كبيراً في دعم نضال وحقوق الشعوب الإسلامية والعربية، عل في مقدمتها القضية الفلسطينية ومسلمي الروهينجا "بورما"، والثورة الجزائرية ضد الفرنسيين، ومواجهة تحدي الإرهاب وانتشار الفكر المتطرف. 
فكان له دور في الثورة الجزائرية، خاصة في تعليم أبناء الشعب الجزائري اللغة العربية والتصدّي للهيمنة الفرنسية، التي جعلت من الجزائر ولاية فرنسية، وكان كبار شيوخ الثورة الجزائرية الممتدة مثل عبد الحميد بن باديس والبشير الإبراهيمي من الذين تخرّجوا من الأزهر الشريف.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ففي عام 1929 حذر شيخ الأزهر حينها من الاحتلال البريطاني ومن سيطرة اليهود على حائط البراق، وعام 1935 أصدر العالمان الأزهريان الشيخ محمد رشيد رضا، والشيخ أمين الحسينى، فتوى بتحريم بيع الأراضي لليهود.
بينما حمل عام 1936 القيام بتظاهرات شيوخ وطلاب الأزهر لدعم ثورة فلسطين الكبرى، وفي عام 1937 انطلقت مظاهرات أخرى رفضاً لمشروع "لجنة بيل" لتقسيم فلسطين، تلاها في عام 1938 دعت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف فى بيان لها للحفاظ على عروبة القدس.
وعام 1939 احتج الأزهر على وضع قوة من البوليس البريطانى فى المسجد الأقصى، وأعلن علماء الأزهر في عام 1947 رفضهم لقرار تقسيم فلسطين، كما أصدر الشيخ حسنين مخلوف، عام 1948، فتوى توجب الدفاع عن فلسطين بالنفس والمال.
كما جاءت "وثيقة الأزهر عن القدس" في عام 2011، للتأكيد على عروبتها، وأطلق على إثرها أعمال "مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس"، بمشاركة ممثلين من 86 دولة، وبرعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وشدد خلالها أن القدس هى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين المستقلة ويجب العمل الجاد على الاعتراف الدولي بها، وأن عروبتها أمر لا يقبل العبث أو التغيير، وإعلان الرفض القاطع لقرارات الإدارة الأمريكية الأخيرة والتي لا تعدو أن تكون حبرًا على ورق.
ودعم المؤتمر مبادرة الأزهر تصميم مقرر دراسي عن القدس الشريف يُدرَّس في المعاهد والجامعات الأزهرية، وحث المؤتمر كل الهيئات والمنظمات العالمية على الحفاظ على الوضع القانوني لمدينة القدس والتأكيد على هُويتها.


كما حفرت كلمات شيخ الأزهر الحالي الدكتور أحمد الطيب، خلال يناير من العام 2018 "عام القدس" بماء من ذهب، حيث قال: لكل شُرفاء العالَم المهمومين بفلسطين وشعبها وبُمقدَّساتها وأرضها خالص الدُّعاء بالتوفيق والسَّداد والقُوَّة والعزم والصَّلابة التي لا تلين إلَّا للحقِّ والعدلِ وإنصاف المستضعفين".
وأمضى قائلاً: "والذي اعتقده اعتقادًا جازمًا، هو أنَّ كل احتلال إلى زوال، إنْ عاجلًا أو آجلًا، وأنه إنْ بدا اليوم وكأنه أمر مستحيل، إلَّا أن الأيام دُوَل، وعاقبة الغاصب معروفة، ونهاية الظَّالم وإن طالَ انتظارها، مَعلُومة ومؤكَّدة.. واسألوا تاريخ روما في الشَّرق، واسألوا الفُرس عن تاريخهم في شرقِ جزيرة العَرب، واسألوا حملات الفرنجة (والتي يسميها الغرب بالصليبيَّة)، والتي طاب لها المقام في فلسطين مائتي عام، واسألوا الدول التي طالما تباهَت بأنَّ الشَّمْس لا تغرب عن مستعمراتها، واسألوا الاستعمار الأوروبي وهو يحمِل عصاه ويرحل عن المغرب والجزائر وتونس ومصر والشام والعراق والهند وإندونيسيا والصومال.. اسألوا جنوب إفريقيا".
بينما كانت لقضية مسلمي بورما رسائل واضحة من قبل "الطيب" حيث قال: إن هذا المشهد الهمجي واللاإنساني ما كان ليحدث لولا أن الضمير العالمي قد مات، ومات أصحابه، وماتت معه كل معانى الأخلاق الإنسانية، وصمتت بموته أصوات العدل والحرية وحقوق الإنسان صمت القبور، وأصبحت كل المواثيق الدولية التي تعهدت بحماية حقوق الإنسان وسلام الشعوب وحقها في أن تعيش على أرضها، أصبح كل ذلك حبرًا على ورق، بل أصبح كذبًا لا يستحق ثمن المداد الذى كتب به.
وتابع: "هذا، ولم يعد الاكتفاء بمجرد الإداناتِ يجدى نفعًا أمام ما يتعرَّض له مسلمو الروهينجا من عمليات إبادةٍ جماعيةٍ بأسلوب غادر، يُذكِّرنا بأسلوب الوحوش في الغابات، كما أصبحت المناشدات الخجولة المترددة التي تطلقها المنظمات الدولية والإنسانية لإنقاذ المواطنين المسلمين من عدوان الجيش البورمي والسلطات في ميانمار، أصبحت هذه المناشدات ضربًا من العبث وضياع الوقت، ونحن على يقين من أن هذه المنظمات العالمية كانت ستتخذ موقفًا آخر مختلفًا، قويًّا وسريعًا، لو أن هذه الفئة من المواطنين كانت يهودية أو مسيحية أو بوذية أو من أتباع أي دين أو مِلَّة غير الإسلام".
وشدد:" انطلاقًا من المسؤولية الدينية والإنسانية للأزهر الشريف، والتزامه برسالته العالمية، لا يُمكنه أن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الانتهاكات اللاإنسانية، وسيقود الأزهر الشريف تحركات إنسانيةً على المستوى العربي والإسلامي والدولي، لوقف هذه المجازر التي يدفع ثمنها المواطنون المسلمون وحدهم في ميانمار.