السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الحب في زمن الكورونا (7)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صادفتُ وأنا أبحث عن عنوان سلسلة مقالاتي "الحب في زمن الكورونا" قصة حبٍ أخرى كتبها كاتبٌ لم أكن أعرفه هو الكاتب اليمني الأستاذ "علاء حنش" ونشرها على موقع "المشهد العربي"، ويسرني أن أعيد نشر هذه القصة بتصرف بسبب المساحة التي تقلصت للمقالات الصحفية بسبب هذه الجائحة، ولكن رغم تقلص المساحة، فإن الحب هو الذي يفتح لنا آفاقًا غير مسبوقة للأمل في الحياة.
"في إحدى المناطق النائية المحاذية لمدينة عدن اليمنية الساحلية يعيش الشاب ( على ) الذي لم يتجاوز عمره الثالثة والعشرين عامًا مع أسرة متواضعة، مستورة الحال، غير قادرة على توفير تكاليف زواج ابنها ( على )، غير أن (عليًا) لم يكن من أولئك الشباب المتكلين على أسرهم، بل سعى جاهدًا لتوفير تكاليف زواجه بنفسه لا سيما بعد أن وجد شريكة حياته".
"في أحد أيام الصيف الجهنمي، وتحت شجرة حديقة خال ( على ) الذي يدعى (شوكت)، التقى ( على ) بحبيبته (مير) - اللذيْن يعيشان حبًا عظيمًا - ليبشرها، وقال لها: حبيبتي لقد قررت أن يكون زواجنا الشهر المُقبل. قالت (مير): كم أنا سعيدة بسماع هذا النبأ، وأسرعت (مير) بتقبيل ( على ) قبلةً تعبيرًا عن سرورها، وقالت: حاضر حبيبي".
بعد مرور شهر، استيقظ ( على ) على وقع تزايد انتشار وباء (كورونا) في العالم. شعر حينها بالخوف والقلق إزاء استفحال هذا الوباء خصوصًا مع اقتراب عقد قرانه، وبعدها حفلة زواجه، فذهب مسرعًا لحبيبته، وقال لها: حبيبتي، أشعر بالقلق من انتشار هذا الوباء، قالت (مير): لا تقلق، وتفاءل فقط، قال لها: أخشى أن يُطلق على حُبنا (الحب في زمن كورونا!)،
بعد مرور أسبوع، التقى ( على ) بأهل (مير) لتحديد موعد عقد القران والزواج، وبالفعل تم تحديد العقد بعد أسبوع، فيما الزواج الرسمي بعد شهر، وتم حجز كل متطلبات الزواج".
وفي مساء إحدى الليالي، وقبل العقد بيومين، اتصل ( على ) بحبيبته (مير) ليطمئن عليها، وليحدثها أيضًا بشأن العقد، وفرحته الكبيرة بهذا اليوم الخالد، فردت على الهاتف (أم مير)، وقالت بتردد وحزن: لقد توفي شقيق (مير) الأصغر!.
هُنا كانت الصدمة التي لم يتوقعها ( على ).. "تم تأجيل العقد والزواج إلى أجلٍ غير مسمى، وظل العاشقان ( على، ومير) في حزنٍ عظيم، وبكاء حد القهر على الطفل الذي رحل من هذه الحياة، وعلى الزواج الذي تأجل. بعد مدة وجيزة حاول العاشقان الخروج من بوتقة الحزن، والبدء من جديد في ترتيبات الزواج، غير أن تفشي وباء (كورونا) في منطقتهم حال دون ذلك، لا سيما بعد أن اكتشفا بأن شقيق (مير) توفي متأثرًا بهذا الوباء".
"ذهب ( على ) ليلتقي بحبيبته الحزينة (مير)، وقال لها: سأتزوجكِ بإذن الله تعالى، فـالله وحده يعلم بحبي لكِ، وأنني أريدكِ في الحلال، وعلى سنة الله ورسوله.. فلو وقف العالم كله ضدي سأتزوجكِ؛ لأن الله معي ومعكِ..!. دُهشت (مير) من كلام حبيبها، وعزيمته وإصراره".
"وقرر العاشقان أن يسخرا جهودهما لتوعية أهل المنطقة من وباء (كورونا)، فقاما بعمل لوحات توعوية، وبروشورات تحتوي على كيفية الوقاية من الوباء.
ظل الوضع على هذا الحال لمدة شهر كامل، والعاشقان يبذلان جهدًا كبيرًا في مساعدة أهل المنطقة، حتى أنهما نسيا زواجهما."
"في أحد الأيام، وعند عودة ( على، ومير) من توزيع البروشورات التوعوية، والتعب والإرهاق قد سيطر على ملامحهما وجدا في وسط المنطقة تجمع جميع الأهالي، وسمعا صوت غناء، فـ استغربا من ذلك.. كيف يغني الأهالي ونحن في وضع كهذا؟".
"اقتربا رويدًا رويدا، وشاهدا في لوحة كبيرة مكتوب عليها (حب عظيم في زمن كورونا)، انقبض صدر العاشقان، وأسرعا إلى وسط التجمع البشري، فإذا بهما يتفاجأن بأن حفل زواج سيُقام، لكن لم يعرفا لمن؟، فاقتربا فإذا بالجميع يقدمون لهما التهاني.. والعاشقان مندهشان لا يعرفان ماذا يحدث، فصرخ جميع الحضور بصوت واحد (هذا حفل زواج من يستحقانه.. إنهما صاحبا حب عظيم في زمن كورونا).
والطريف أنني اكتشفت بمزيد من البحث عن (علاء حنش) كاتب هذه القصة بأنه قد عقد قرانه في أوائل أبريل 2020.. مبروووووك هذا القران الذي يعبر بصدق عن الحب في زمن الكورونا..!.