الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الكنافة والقطايف.. أصل الحكاية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كل عام وأنتم بخير جميعا فى رمضاننا المختلف عن أى رمضان قضيناه فى حياتنا بحكم كورونا. فلا دعوات لتجمعات عائلية كبيرة ولا تراويح فى المساجد ولا بهجة التجمعات والسحور خارج المنزل مع الأصدقاء ولا مقاهى للشباب وصخبهم الذى يشيع الفرح والبهجة فى الليل حتى الفجر. صرنا أكثر التزاما ببيوتنا أكثر بحثا عن كل ما يشغل فراغنا ويجعلنا نتشارك فى أمور منزلية كثيرة أهمها أمور المطبخ التى لاقت رواجا فكاهيا هائلا على مواقع التواصل الاجتماعى فيما يخص الرجال ودورهم فى المنزل. الحقيقة أننى سعدت مثلكم تماما بما قرأته وما أشاهده، وما أشاركه به من تعليقات تتخذ نفس المنحى الساخر ولست الوحيدة بالطبع. 
ولذا قررت اليوم أن أشارككم بعض الحكايات التى شغلتنى أصولها مثل الكنافة والقطايف. فلا يوجد رمضان بدونهما فى كل البيوت وبحثت فى دوائر المعارف وكتب التاريخ فوجدت أن هناك اختلافا كبيرا بين هذا وذاك. فللكنافة والقطايف تاريخ طويل وامتداد زمنى لم يختلف عليه الرواة وإن كانوا قد اختلفوا فى تحديد مكان ولادتها كحلوى رمضانية ولم لا وهى طعام الملوك والحكام. 
يحكى أن تاريخ القطايف يرجع إلى المماليك الذين حكموا مصر فى الحقبة من ١٢٥٠-١٥١٧ م وأنها صنعت خصيصا لسليمان بن عبد الملك. واتخذت القطايف اسمها من القطيفة نظرا لنعومة عجينتها التى تشبهها. ومنهم من يقول إنها ترجع إلى العصر العباسي. وقال فيها أحد الشعراء: «لله در قطائف محشوة- من فستق دعت النواظر واليدا». أما الكنافة فيروى أساتذة التاريخ الإسلامى أننا عرفناها قبل أهل بلاد الشام، وأننا كمصريين قد صنعناها فى العصر الأموى حين دخول الخليفة المعز لدين الله الفاطمى مصر وخرج أجدادنا لاستقباله بعد الإفطار فتسارعوا فى تقديمها إليه كأحد مظاهر التكريم ثم انتقلت للشام بعد ذلك عن طريق التجار. 
انتشرت الكنافة والقطايف فى جميع أنحاء العالم العربى بعد ذلك وأبدعوا فى صنعها صانعو الحلوى فحشوها بالجبن وبالقشطة وبرموها وصنعوا العثمالية وفركوها، بل وأطلقوا عليها أسماء بعض المدن مثل الكنافة النابلسية. الجميل فى أمر الكنافة والقطايف أنهما انتقلتا من خانة الحلويات الشرقية إلى خانة العادات بامتياز نظرا لارتباطهما برمضان فتظهران معه وتختفيان بعده ولا تعودان لموائد الغنى والفقير سوى فى رمضان. الأجمل الآن هو أن نتشارك فى صنعها معا فى المنزل كذكرى تضاف إلى ذكريات رمضان ٢٠٢٠. كل عام ونحن بخير. رغم كورونا سنفرح وسنحافظ على ملامح رمضان الخاصة وسنبتهل إلى الله أن يعيده علينا سالمين فى مصر والعالم أجمع.