الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

وتتوالى الانتصارات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نعم، لا شك أن الإصرار والعزيمة وقوة الإرادة هى قيم تشكل دافعًا قويًا لتحقيق الانتصار في أى مجال، كما أنها تكون بمثابة المحرك الرئيسي لسرعة الإنجاز فقد أبت العزيمة المصرية أن تقبل أن تسلم لهزيمة عام 1967 وتلاحم الإصرار مع قوة الإرادة ليصلوا معا إلى الإيمان القوى وتحقيق النصر الذى صنعه المصريون في أكتوبر 1973 بعد ملحمة أسطورية خاضها جيش مصر الباسل لتحرير سيناء، ذلك الجزء العزيز من أرض الوطن الذى يحتفل المصريون بذكرى تحريره في الخامس والعشرين من أبريل كل عام.
ذلك اليوم الذى سيظل خالدا ومضيئا في التاريخ المصرى والذى شهد انسحاب آخر جندى إسرائيلى من سيناء وفقا لمعاهدة كامب ديفيد واستردت مصر فيه كامل أراضى سيناء ما عدا مدينة طابا التى استردتها بالتحكيم الدولى والمفاوضات عام 1989.
وإذا كان تحرير سيناء من أيدى العدو المغتصب في ذلك الوقت بمثابة نصر عسكرى أسطورى فإن تحريرها من أيادى الإرهاب وخصوصًا بعد ثورة يناير 2011 كان معركة حققت فيها مصر نصرًا فريدًا انطلقت منه لتخوض معركة التنمية على أرض الفيروز تلك المعركة التى كانت تكتنفها الصّعاب غير أن مصر قبلت التحدى واستطاعت تطهير أراضى سيناء من دنس الإرهاب وبدأت في تأسيس تنمية حقيقية على أرضها.
ولا يختلف اثنان على أن ما حدث على أرض سيناء في الأعوام الـ6 الماضية من تطوير وتعمير كان بمثابة إنجاز غير مسبوق على مدى تاريخها جعلها مضيئة أكثر من أى وقت مضى لتفتح ذراعيها لكل أبناء الوطن والمستثمرين للعمل والاستثمار خاصة بعد نجاح استراتيجية الدولة في تبنى إنجازات ضخمة في شتى مجالات التنمية ما أدى إلى تذليل كافة العقبات التى تقف أمام عجلة الاستثمار في سيناء.
إن الذكرى الـ 38 لتحرير سيناء الحبيبة إذا كانت تجسد العزة والفخر لدى كل مصرى بما حققه الجيش المصرى من نصر عسكرى ساحق استرد به الأرض رغم إمكانياته المتواضعة في ذلك الوقت، فإن تلك الذكرى الخالدة كانت وما زالت تبعث الأمل والثقة لدى الجميع في قدرة مصر على التصدى لوباء كورونا المستجد والتعامل مع كل تداعياته من أجل الحفاظ على صحة وسلامة الشعب المصرى.
فمصر الآن تخوض معركة غير تقليدية لا تقل خطورتها عن المعارك العسكرية، تلك المعركة التى تتلاحم فيها كل أجهزة الدولة وقطاعاتها المدنية والعسكرية لمواجهة وباء كورونا... وكالعادة سننتصر.